سورية الحدث
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155-157].،، اليوم اكتب بحرقه عن بلدى ليبيا ،ذاك الوجع العميق الذي كتبنا عنه في درنه، و لم نجد مفردات في اللغة تعبر عن حجم الكارثه، بسبب إعصار دانيال المدمر ، فقد أهلكنا هول الصدمة وحرقة الفراق ، فكيف بمصاب أهل من تبقي من العائلات التى جرفها السيل ، بمنازلهم وانتهى وجودهم البعض وجدت جثامينهم ، والبعض الاخر لايزال البحث جاري عنهم ، على أمل أن نجد من هم احياء، فالأمل في الله كبير، ذهبوا بذكرياتهم ومواقفهم من أقارب وجيران واحباب ورفاق ، كيف يكون النسيان، وكيف يكون الاستذكار ، صرخات علت الحناجر قبل سنوات لإصلاح السدود ، التى أكل عليها الدهر وشرب، ولم تجد أذن صاغية ، كان الأمر يحتاج صيانة هذه السدود ، حتى لانعيش هذه الكارثه والمأساة بكل معنى الكلمة ،، لكن قدر الله وماشاء فعل ، اللهم لا اعتراض على حكمك ،، كلنا لم نزل غير قادرين على الاستيعاب بعد ، إن كل مسؤول منحط في كرسي الدولة ، يفترض أن يحاسب، لقد كان متوقع حدوث هذا الفيضان والسيل ، لكن لم يكن متوقعا بهذا الحجم الكبير ، حتى الإمكانيات البسيطه لم تكن متاحة ، أين خبراء الطقس لإعطاء صورة أكثر وضوحا ، عن ماالذي يمكن أن يتصور أن يحدث ، لما لم يتم كذلك الاستعانة بخبراء والمهندسين لاطلاع على أوضاع السدود والجسور، لما لم توضع إحتمالية انهيارها ، حين تعتلى مركزا في الدولة يجب أن تكون بحجم ما امنت عليه ، فهذه أرواح البشر وأرزاقهم ، نحتاج لان نراجع كل حساباتنا ، حتى لا نقع في ذات المأزق ، ولن ينفعنا الندم ، لربما مايعزينا أن ليبيا ظهرت باللحمة واحدة ، كالبنيان المرصوص ، فقد جمعتها درنه وسوسة والبيضاء وشحات، وغيرها من المدن التى تعرضت للاعصار ،من كل ربوع ليبيا تواجدوا الكل تبرع بما يملك من مأكل وملبس وغطاء ومنزل وحتى بروح فقد قضي بعض الشباب نحبهم في محاولة إنقاد الغرقى، من هذه المدن المدمرة ، فهدا إن ذل يدل على أصالة وعراقة وترابط الشعب الليبي رغم كل الجراح ، ومامر به من حروب بفعل التدخل الخارجي الغاشم .
نشكر كل من مد يدى العون من دول العالم رغم تأخر التضامن من بعض الدول لان كل تأخر ثمنه روح تعلوا السماء ونشكر من تضامن معانا ولو بكلمة خجولة .
اليوم تكلم الليبيون بوحدتهم ، تجاوز صوتهم غوغائية السياسين وأصحاب الكراسي وصل من الغرب الي الشرق والجنوب والوسط غابت مدينة درنة وأحيت الوطن .
ملاحم تكتب في هذه المأساة يكتبها الليبين مرة أخري من رحم الالم يولد الامل ، ليبيا تظل مثال على الترابط الاخوى بين أبناء الشعب المعطاء الدم يحن، نحتاج لكل يد ليبي طبيب ومهندس ومعلم وعامل كبير وصغير، الكلمة الطيبة من الشيوخ والوعاظ حتي يرمموا الوطن ويرمموا النفوس حتى نهون على أهل المفقودين والموتى فكله بقضاء الله وإبتلاء من الله لعل فيه خيرا ، رغم الصعاب سنبنى الوطن .
سالمة الحسن.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا