شبكة سورية الحدث


المواطن صام كثيرا.. فهل نشهد تحركا إيجابياً فاعلا لقطاع الأعمال في شهر الخير ..

المواطن صام كثيرا.. فهل نشهد تحركا إيجابياً فاعلا لقطاع الأعمال في شهر الخير ..

كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية للتنمية

 المواطن صام كثيرا.. فهل نشهد تحركا إيجابياً فاعلا لقطاع الأعمال في شهر الخير ..

سورية الحدث _ خاص 
مرت العشر الأوائل من الشهر الفضيل وانتظر المستهلك أن يجد تنفيذا للوعود التي أطلقت من الصناعيين والتجار بأنهم سيكتفوا بالبيع إما بهامش ربح بسيط أو بسعر التكلفة، إلا أن من يجوب الأسواق يجد أن الأسعار لا تزال على حالها بالنسبة للمواد الغذائية، بل إن البعض منها ارتفع الى الضعف، وهنا نتحدث عن اسعار السلع الغذائية الأساسية كالزيت والسكر والأرز والسمون وغيرها، بالرغم من ان سعر صرف الليرة السورية شهد استقراراً و تحسنا ملحوظا إلا أن ذلك لم ينعكس  على أسعار السلع والمواد ، وعزف التجار على حجة زيادة الطلب!

وهنا لا بد من الوقوف لحظة على هذه الكلمة (زيادة الطلب)، ... كيف يتم زيادة الطلب على السلع بالرغم من ضعف القدرة الشرائية وبالرغم من الشكوى الدائمة للتجار والصناعيين بأن الأسواق تعاني الجمود وقلة الحركة..فهل من مجيب؟!!

من جانب أخر ما شهدناه أيضاً من ارتفاع مهول لأسعار الخضار تحت حجة زيادة الطلب ، لا يمكن أن يقبله المنطق الاقتصادي والاخلاقي.. وخاصة في هذه الأيام من شهر رمضان الخير ، 
وما نشهده من استقرار اسعار السلع الغذائية الاساسية على ارتفاع رغم تحسن سعر صرف الليرة السورية لا يمكن أن يسوغ تحت حجة زياد ةالطب أيضا..

نعم شهدنا مبادرات من قبل التجار والصناعيين بفتح أسواق وخيم رمضانية لبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة، ولكن من يدقق بالأمر يجد أن اسعار السلع ليست مخفضة بل تم إزالة هامش ربح الحلقات الوسيطة، وأصبح البيع مباشرة للمستهلك، والتاجر لم يخفض من هامش ربحه الحقيقي. والمستغرب في هذه الخيم أن الأسعار توضع من إدارة الخيمة وليس من التجار أصحاب السلع ..؟؟!!

ما نريد قوله، اننا في أيام فضيلة، والرحمة لن تصادف إلا الرحماء.. فهل رحمنا بعضنا في هذه الأيام..؟

إذا تحدثنا عن الألبسة والأحذية فهنا الخطب الكبير، فهل يعقل يا سادة، أن يكون سعر حذاء لطفل أو بنطال لطفل ما يوازي نصف راتب الموظف وربما الراتب كاملاً ؟..

نعلم أن تكاليف الإنتاج عالية ومرتفعة، ونعلم أن الأيام الحالية هي موسم وينتظره التجار والصناعيين، ولكن نعلم أيضا ان نسب الأرباح مرتفعة في ظل ضعف دخل المواطنين.

لا أقول للتجار ولا للصناعيين بأن لا يربحوا، بل يجب ان يربحوا لكي يغطوا تكاليف الإنتاج واليد العاملة ويستمروا بالعمل، ولكن اقول لهم، عندما يخفض هامش ربحه تحدث المنافسة وعندما تحدث المنافسة يزداد البيع ويتحرك السوق ويستفيد المستهلك بالنتيجة، 
وهذا له أثر إيجابي كبير على كل الحلقات بدءا من التاجر وصولا للمستهلك..

أما بالنسبة لتجار سوق الهال.. فلا مبرر لهم على رفع أسعار الخضار لأرقام غير مسبوقة، وأنا اضع ذلك بعناية وزارة التجارة الداخلية بأن تدقق الفواتير وأن تجعل الربح بحدوده الطبيعية وفق الانظمة والقوانين المنصوصة، وان لا يحصد هؤلاء التجار تعب الفلاح بمزايدات على حساب لقمة المستهلك.

نهاية القول: المستهلك صام كثيرا عن العديد من الوجبات التي نسيها ونسقها من برنامجه الغذائي، وهو ينتظر تحركا إيجابياً فاعلا من قطاع الأعمال، تحركاً يجعله يشعر أنه فعلا في شهر الخير

التاريخ - 2024-03-24 10:07 PM المشاهدات 1844

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا