كتب مدير التحرير..
تغيير الجمهور لا يغير من نتيجة فريق كرة قدم.. وكذلك مجلس الشعب..
قد يتساءل البعض... هل سيحدث تغيير أعضاء مجلس الشعب تغييراً في الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين؟الجواب بكل بساطة لا.. لأن التغيير الحقيقي يجب أن يكون في مراكز القرار الاقتصادي والمالي في المصرف المركزي واللجنة الاقتصادية.. إذاً حتى نحدث الفرق يجب أن نغير الفريق الاقتصادي وليس الجمهور -مجلس الشعب-..
أما البرامج الانتخابية التي ستصب بمجملها على تحسين الدخل وتحسين الحياة الاقتصادية في البلاد فهي مجرد دعاية انتخابية ليس إلا، وغالباً ما تكون سعياً وراء مصالح شخصية وميزات لقب عضو مجلس شعب..
ويحضرني هنا أن أقول أنه كان سابقاً يسمى نائباً في البرلمان، لأنه ينوب عن مجموعة من عموم الشعب، أما اليوم فبات اسمه عضو مجلس شعب، لأنه حقيقة لا يمثل إلا نفسه ومصالحه..
أما الفريق الاقتصادي والقائمون على السياسات الاقتصادية في البلاد فهؤلاء من يجب تغييرهم، والاستعانة بخبراء ومحترفين بالاقتصاد كما فعلت إدارة المنتخب الأول بكرة القدم عندما استسلمت أخيراً وغيرت عقلية تفكيرها واستعانت بمحترفين سوريين غيرو من شكل الفريق، لا بل ارتفعت أيضاً القيمة التسويقية للفريق، وكذلك يجب أن تفعل الحكومة القادمة مع الفريق الاقتصادي..
نعم الاقتصاد السوري يعاني من أزمات ومن حصار وما شابه، لكن ما زاد الطين بلة هي القرارات غير المدروسة التي انعكست بشكل سيء على الحياة المعيشية للمواطنين، كتقييد حرية السحب من المصارف، ونقل الأموال، وفرض رسوم باهظة على خدمات واهية كجمركة الموبايلات، وجمركة المواطن عند الدخول لبلده، وتجديد جوازات السفر وغيرها..
فانهار الاقتصاد وتراجعت القوة الشرائية لليرة لأن كا ما ذكر يعتمد على الجباية وليس على الانتاج، حتى أصبحنا على بعد خطوات من التضخم الجامح..
وإذا أردنا أن ننظر إلى انجازات اللجنة الاقتصادية وسياسات المركزي فيكفي أن نتذكر أن سعر صرف الدولار كان حوالي ٢٥٠٠ ليرة قبل بضعة سنوات فقط، ووصل اليوم إلى ١٣٥٠٠ ليرة في انجاز حكومي يحق له ان يسجل في سجل غينس للأرقام القياسية، والغريب أن المعنيون ماضون ومتمسكون بما أبدعت عقولهم من سياسات نقدية أدت إلى انهيار الانتاج وانهيار الليرة، والأخطر من هذا كله هو انهيار مستقبل الشباب في البلاد..
محمد الحلبي
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا