هوان روحي / بقلم بتول الحسين

هوان روحي

تقولُ أمي بأنَّ ملامحي الطفولية طغت على روحي فلن أصبّح بتلك القوةِ الّتي هي عليها إلا إذا قتلتُ طفلتي، ويقولُ أبي بأن عيناي فاتنة كعيون أمي ولهذا سأصيرُ بتلك القوة لأن شيئًا منها يسكنني، أما إخوتي فيضجرون من صراخي المترواحِ بين الفترة والأخرى، وبأن صمتي بات يطولُ أكثر من اللازمِ وأنّهُ كلما طال هذا السكون تبعهُ انهيارٌ يهزُّ الأرجاء وأصواتٌ تعلو بالبّكاء.
أمَّا أنا!
 فأعلمُ جيدًا أنّ تلك القوّةُ قد نبعت بداخلي أخيرًا، منذُ تلك اللّحظةُ الّتي خسرتُ فيها حُلمي، وأنّ الخيبات المتراكمة بروحي قد منحتني بعض القسوة، وما الصمت الطويل إلا تعبيرٌ عن هوانِ روحي ولرُبّما كلماتي هربت مني؛ فلم يعد بمقدوري الجدال بعد أن خسرتُ كلّ شيءٍ وددتُ أن يكون لي..
بعدا هذا أيقنتُ بأنّ جميع محاولاتي لأسترد حُلمي لن تجدي نفعًا..
وذلك الخذلانُ الّذي يعتريني علّمني أنّ الكلام أبكمٌ لا نفع منهُ إن خرج لغيرِ أهلهِ فلنكتبهُ على ملامحنا بصمتٍ أفضل، وأنّ الحياة جرمٌ أداتهُ اللّسان؛ فإن صمتَّ انتهت الجريمة دون أنْ تبدأ...

بتول  الحسين 
 #إبتولية