شبكة سورية الحدث


سعادة كئيبة / بقلم فاطمة المحمد

سعادة كئيبة /  بقلم فاطمة المحمد

/ سعادةٌ كئيبة /

أُمي تضحكُ، وأبي شاردٌ.
عندما بلغتِ السّعادة حدّها الأقصى ولأوّل مرة في حياتنا هَوتْ شهيدةً في أحضان الأسى.
لربما شاءت الأقدار أن تقتنص هذه الفرصة لتختبر مدى صمودنا أمامها، فتسللت خلسةٍ إلى مكامن قوتنا وسلبتها..
قرأتُ كثيراً عن الموت قبل هذه الفاجعة، إحدى الأفكار الّتي تكررت: هي أنّ الإنسان يعلم وقت رحيله عن هذه الحياة دون معرفته بساعته بالتّحديد، فتمعنتُ بوجه أبي وهدوءه غير المعتاد، وتساءلت كثيراً أكان يعلم أنّه سيفارقنا؟!
ألهذا السّبب كانت أيّامنا الأخيرة سويّا أجمل أيّامنا؟!
لتبقى الذّكرى الجميلة القاتلة؟!
أم لسببٍ آخر لا أعلمه؟
إذاً..
بمَ كان شاردٌ طوال الوقت؟
ولمَ كان كثيرَ التّمعن بنا حينها؟
أكان يوّدعنا؟
الكثير من إشارات التّعجب تدور حولي لاستخلاص الحكمة مما حصل
وأعود وأقف عند ضحكة أمي..
وعند فرحة أخي..
و سؤال قلبي الأشدّ بؤساً
لمَ في هذا اليوم بالتّحديد؟
ألا نستحق أن نعيش يوماً هنياً بعد كل هذا العناء!
هذا اليوم الّذي مضى على انتظاره كثيراً من الوقت المحمل بالشّغف
أليسَ لعائلتي حقٌ بأن تفرح؟
أليسَ لسعادتنا حقٌ بألاّ تُرفق بكآبة!
الألم حلّق عالياً في سمائنا
فأمطرت حزناً لا ينتهي، تنزله بغزارة وتستقبله قلوبنا بمرارة.
وأعود وأقف عند ضحكة أمي..
وعند فرحة أخي..
وأمسح دمعة عيني، وأرجو رحمة ربي
رحمةٌ على فقيدي، على أبي..
ورحمةٌ على قلبٍ شجي..

#فاطمة_المحمد

التاريخ - 2024-07-25 9:58 PM المشاهدات 488

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا