في ليل طويل وأنيق، تصدح نسمات الهواء اللطيفة مثل لحن هادئ، تحمل معها رائحة الزهور الليلية. أجلس مع كوب من القهوة الدافئ، وأوراقي المتناثرة حولي، وأحاول أن أترجم ما تشعر به نفسي إلى كلمات
عقلي حديقة مزهرة للأفكار، مليئة بالألوان والروائح الزاهية. بعض الزهور تتفتح للتو، وبتلاتها ترفرف برقة في النسيم، بينما يذبل البعض الآخر، تاركًا وراءه رائحة ذكريات حلوة ومرة
أحاول التقاط هذه الأفكار المتطايرة، وتحويلها إلى نص جميل يعكس عمق مشاعري. لكن الكلمات تبدو عاجزة عن التعبير عن المشاعر التي تتدفق في داخلي.
أغمض عيني وأستسلم للتيار، والسماح لأفكاري بالتدفق بحرية. تظهر الصور أمامي، مثل لقطات من فيلم: لحظات الفرح والحزن، الأمل واليأس
أرى نفسي طفلة، تركض في مرج أخضر، ضحكتي تملأ الهواء. أرى نفسي شابة، تواجه تحديات الحياة وجهاً لوجه، مصممة على تحقيق أحلامي.
أرى نفسي الآن،فتاة ناضجة، حكيمة بما يكفي لمعرفة أن الحياة رحلة، وليس وجهة. أرى نفسي محاطة بعائلتي وأصدقائي ، ممتنًة لكل لحظة نقضيها معا
أفتح عيني، وأدرك أن الجمال الحقيقي لا يكمن في الكلمات نفسها، ولكن في المشاعر التي تثيرها. وأدرك أيضًا أن مسيرة الكتابة هي رحلة استكشاف ذاتي، حيث نكتشف أعماقنا ونشاركها مع العالم
لذلك، سأستمر في الكتابة، محاولة التقاط ومشاركة الجمال والتعقيد في التجربة الإنسانية. قد لا تكون كلماتي دائما مثالية، لكنها ستكون دائماً صادقة وحقيقية
تسنيم مشلّح
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا