شبكة سورية الحدث


أقسم بأني لن أنسى / بقلم ميس أحمد عبود

أقسم بأني لن أنسى / بقلم ميس أحمد عبود

منذُ مدةٍ ليست بقريبة عاهدتُ نفسيَ ألا أعودَ كي لا أُكسَر ، وها أنا ذا أثورُ بعاصفةٍ تفوقُ حجمَ الكونِ وتعصِفُ داخلَ رأسي ، وفي أحدِ زوايا غُرفَتي تقبَعُ حيرةٌ عارمة فأُشارِكُ أوراقيَ عبثيّةَ حُروفي وأعجزُ عَن تَكوينِ سطرٍ واحدٍ يَصِفُ داخِلي المُحتَرِق!
وبحروفٍ يملؤها الثّأر أبت أن تجثو لأيّ ألم ، طجّت المسامِعُ بصخبِ مشاعري،
لأخطّ مواجعي بيَدٍ مُرتَجِفة تَفُكّ تضاربَ أفكاري وتتجاوزُ سياجَ عقائدي ، فقد سئِمتُ من الهُروب والقلق اللذان اقتلعا طمأنينةَ نفسي وأبدلاها بليالٍ لَم تخلو من الأنين انحدرت تحتَ طائلةِ مغفِرتي ،
لكنّي الآن وبمزيدٍ من النّرجسية،
تطفو حروفي فوقَ مبادئي لتشتُمَ برائتي المُفرطة وسذاجةَ ذاتي ، فقد بِتُّ أُدرِكُ كُلّ ما يدورُ حوليَ...
والآن ، 
أُقسِمَ بأنّي لَن أغفِرَ في هذهِ المرّة ولو كانَ فراقُكَ عن الجنّة ذنبُ خذلانكَ لي...
فلتعفُ عنكَ ملائِكةُ الأرضِ والسّماء ،
أمّا عَن نفسي ، "ملاكٌ على هيئةِ بشر" بوصفٍ منك...
فلا أجِدُ كلاماً أُعزّي داخلي المُهترئ به،
فالضائع لا ينصفه الكلام!
لذا لَن أعفُ، فلا قُدرةَ لي على خذلانِ نفسيَ كما فعلت...
لم يعرف قلبيَ الكُرهَ يوماً لكنَّهُ يعرفُ كيفَ يمتنعُ عن الحُب!
يعرفُ تماماً طريقَ العودة ويعرفُ خلقَ طريقٍ جديد يُزهِرُ فيه، لا سُلطةَ تَعلو فوقَ مشاعري ولَا حُكمَ يهيمنُ على مبادئي حُرةٌ أنا وُلدتُ لأحيا بحِمى الرّحمن و بقيتُ لأترُكَ أثري أينما حللت ولأنشُرَ السّلامَ في أزِقّةِ مَن حولي،
لَم يعرف اليأسَ يوماً طريقَهُ نحوي فأنا التي بَنَت قِلاعَ نصرِها من رمادِ خيباتِها ، فلا تَقلَق!
إن كانَ كتفُكَ سداً منيعاً في وجوهِ الحاقدين ، لا تنسَ بأنّي سندٌ لنفسيَ مذ ولدتُ وحتّى الآن،
وفي خِتامِ الأمر لا يسعُني سوى الامتنان والشّكر،
فقد اعتدتُ تلقّي الدّروسَ على هيئةِ صفعاتٍ لعينة تُحرِقُ داخِلي ببرودٍ تام.
#أُقسِمُ_بأنّي_لَن_أنسى...
#ميس_أحمد_عبود
﴿ ومَا كُنَّا لِنهتَدِي لَولَا أن هَدَانا اللّٰه ﴾

التاريخ - 2024-07-26 10:06 AM المشاهدات 318

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا