إلا أن أكون إنساناً / بقلم سالي الشردوب

"إلّا أن أكون إنسانًا"
تعالِ إليَّ، اسلبيني إليكِ، ضمِّيني بذراعَيكِ.
احتسبيني غيمةً، نجمةً، شهبًا، قمرًا آخرًا جمالُه يسحر من توجَّه بالنظر إليه.
أُريد أن أكونَ غيمةً تضيف جمالًا لجمالك، أزرف ما أرهق قلبي على هيئة غيثٍ، يُبلِّل الأراضي الجافَّة والقلوب العطشى للحياة، يُريح من تعبت روحه، أن أُلتقطُ صورةً في عينِ من يأخذهُ جمالي قبل الكاميرا خاصته، أن يُقال عنِّي تلك الغيمة الّتي تُريحني. 
أن أكونَ بكِ نجمةً، أكون مُزيِّنة سواد ليلكِ الأخّاذ الذي يشبه قلوب من ماتت روحهم ونبضهم لم يتوقَّف، لكن أتتهم فرصة أنعشتهم من جديد.
أن أكون شُهبًا في ليلة خَسِر فيها أحدهم أحلامه، فوجدني بكِ، شاهدني، شاهد نورًا بَرقَ في السماء، فبدأت أمنيّاته تَهطل على ذاكرته، تمنّى ما يريد، فوجدها تتحقَّق أمنية تلو الأمنيّات الّتي تحقَّقت.
أن أكون قمرًا، قمرًا آخرًا، أُؤنس ليالي الوحيدين، والتائهين ربّما يتفائل بي من رآني، أن أكون قمرًا نيِّرًا في ليلةٍ ضجَّ هدوءها بصوت أمِّ كلثوم، وارتاحت عيناها بقراءة الكتب.

•أن أكون أيَّ شيءٍ بكِ إلّا أن أكون إنسانًا على هذه الأرض•
-الـكَـاتِـبـة:سَـــالِي يَمَانْ اَلشَّــرْدُوب