شبكة سورية الحدث


أتذكر ملاحة وجهك / بقلم رند سليمان

أتذكر ملاحة وجهك / بقلم رند سليمان

أتذكَّرُ ملاحةَ وجهُكَ فأبتسم لوجه ملائكيّ أحببتهُ كثيراً ، ولذكرى تستحقُ أن تُحكى ولا تُحكى خوفاً من دمعٍ قد يجري . .
أتجوّلُ ليلاً في شوارعِ مدينتي بعد منتصفِ الليل فَـأرى طيفَ وجهكَ الدّافئ على القمر ونظرات عينيك العسليّة على سطحهِ ، أبقى هكذا حتى بزوغِ الشمسِ صباحاً لأرى في السماء ملامحكَ مرسومةٌ بين غيومها.
لَمْ تمضِ الأيام على موعدِ الفراق إلّا وقت رمتني الذّكريات عند نقطة الصّفرِ أو ما تحت الصّفرِ . .
يأتي الليلُ المظلم أنامُ وأنا أردّدُ صوتُكَ فتأتيني في منامي أحاول ألّا أستيقظ ولكن دون جدوى أستيقظُ أفكرُ بك ، فأبتسمْ . .
في كُلِّ ليلةٍ أجلسُ بجوار النافذة وحدي شاردةٌ في ذهني ، أحدّقُ في الكرسيّ الفارغ أمامي ، كصبارةٍ زرعها عجوزٌ في أرضٍ قاحلةٍ ثمّ تركها لتكمل حياتها وسط أرضٍ لا يُرَ في مدارها روحٌ لكائن . .
أكتبُ إليك رسالةً كي أخبرك بها بأنّني اشتقتُ إليك ثمَ أتذكرُ بأنّكَ لم تعد هُنا ،
لقد رحلتَ دون عودةٍ ، غادرت دون وداعٍ ، ضَعُفَت تلكَ الروحُ أمام ذاك المرض الخبيث . .
أيُّها الغائبُ الحاضرُ مَرَّت على غيابكَ عنّي حياةٌ بأكملها ، لا أظنُها ثلاثمائة واثنا عشر ساعة وثمانية عشر ألفاً وسبعمائة وعشرين دقيقةً .
إنَّ الحياة دونكَ شاحبةٌ باهتةٌ مؤلمةٌ يا فقيدي ..
ذهبتَ وأبقيتني جالسةً في فضاء أفكاري مع شريطٍ سينمائي طويل من ذكريات الزمن الجميل ، تتكررُ فيه لحظاتنا القليلة الجميلة ، ليلةً أخبرتني بأنني أعظم إنتصاراتكَ ، وليلةّ أخرى مسحتَ دموعي ، وصباحاً ذاتَ يومٍ سرّحتَ لي شعري وقبّلتني على وجنتيَّ . . 
لقد ذهبتَ ولم يبقَ لي سوى صورٍ تتردّدُ على عقلي، وأحلام اليقظة كأنْ أجدُكَ ذات صباحٍ قريباً مني تنتظرني أن أقترب منك كي تضع الخاتم بيدي وأنا مرتديةٌ ثوب زفافي الأبيض ولكن شاء القدر أن أقترب منك وأنتَ من كان يرتدي الأبيض " الكفن " .
تبّاً لنوافذ الماضي أشعرُ بالضياع كما لو أنني بغيابك أضعتُ خريطتي ، ثمّة فراغٌ في قلبي ينقصهُ أنت !!
أفتقدُكَ وليس باليد حيلة !!!
أعلمُ بأنك تسهر بالقرب مني وأنا أكتب . . .
تداعب خصلات شعري غير المنسقة . . .
صحيحٌ أنَّ الدنيا فرّقتنا لكن عزائي أنّها ستجمَعُنا بإذن اللّه الآخرة .


• رنـد نصر سلمان

التاريخ - 2024-07-26 1:29 PM المشاهدات 228

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا