يزورني طيفه كل ليلة / بقلم رغد سليمان

|يزورني طيفهُ كلّ ليلة|

لماذا كلّ ليلة يأتي طيفك ولا تأتي أنت؟ 
تحدثتُ إليه عن كلِّ الأفكارِ السَّلبية التي تهاجمني كلَّ يوم، مثلَ مرض لعين يأكلُ قلبي ويتركهُ أخيرًا، ولكن بعدما إمتلئ بالثُّقوبِ التي يمر من خلالِها مشاعر باردة تتسلَّل إلى داخلِ روحي، و لا أجيدُ التَّخلصَ من برودِها إلّا بِحُبّك أيُّها الشَّقيّ! 
أشعرُ أنَّ الزَّمن أصبحَ باهتًا، ألا تشعرُ مثلي؟! 
أتساءل لو أنَّك هنا حقًا بجوارِ فؤادي؟!
كنا نريدُ أن نحوِّلَ هذا الحبّ إلى بيتٍ يحتوينا، كيفَ أصبحَ سكاكين؟
لماذا حروفي تُكْتَبْ لكَ وعنك؟
رغمَ أنَّ رسائلي تصلكَ، لكن دونَ ردًا، ولازلت أرسلُ كلَّ يوم، حتى شعور واحد منكَ لا يتحرك نحوي، تمامًا مثله مثلَ الحائط الذي أضربّ رأسي عليه ليلًا لأنَّني أحببتك! 
 وجَّهتُ لصورتِكَ الممتلئة بدموعي، جلَّ الأسئلة التي تراود فكري!
أدركُ أنَّ كلّ هذهِ التّساؤلات التي بُحتُ بها ليسَ لها إجابة، وأعلمُ أنَّني سأدفنها صباحًا وألعنك وألعن طيفك الذي قادني للحنينِ، صباحًا سأخلعُ ثوبَ الشَّوق الحزين، وأرتدي ثوبَ ضحكتي المركَّب من طفولةِ وبرائةِ ملامحي.

|رغد فاخر سليمان|