كيفَ أنساكِ ؟،علِّمينِي
أنساكِ كما نسِيتينِي
كمَا اقلعتِني مِن جُذورِي وحرَّقتينِي
حتَّىٰ صِرتُ رماداً ورِياحُكِ تَذرونِي
كيفَ أنساكِ؟، علِّمينِي
وكيفَ لِلوقتِ أنْ يَشفينِي
كُنَّا نَصبُو كَحمامَتين ،ثمَّ بِعينيكِ تَصيدينِي!
لِتجعلِي الصَّبوةَ وَصْباً حزينْ
لِمَ لَمْ تُودِّعينِي؟
وَتخبرِينِي أنَّنا لَنْ نَعود، وَتُعانقِينِي
ألمْ تَري نَفسكِ في عُيونِي!
تَرجِِعينَ كُلَّ حِينٍ وَحِينْ
لِتُشعلِي وَجدَ حَنينِي
صارِحينِي
أَهجركِ الَّذي لِأجلِهِ هَجرتِينِي؟
مازال مَكانُكِ دافئاً أَتصدِّقينِي؟
فاسألِي الحديقةَ الَّتي مَلَّت نَجوايْ
ونَديمِي الكُرسيَّ الحزِينْ
أو فاسألِي شارِعنا المُظلِم فقد بِتُّ له قرينْ
واسألِي حيَّكِ القديمْ
الَّذي إليهِ يَبقَىٰ الحَنينْ
اسأليهُم عنِّي وَمن كانَ لِي عُيونِي
كيفَ أنساكِ ؟،علِّمينِي
حَرِّرينِي
مِن تَعلُّقٍ يُضنينِي
أو فَلتخرُجِي مِن أعماقِ شرايينِي
لَم أعدْ أعرفنِي، ساعدينِي
أرجعينِي
إلىٰ حيثُ وَجدتينِي
واتركينِي
لأَغدُو كَما لَم تَعهدِينِي
لا مُبالٍ بِما مَضىٰ مِن سنِينِي
_مُحمَّد قُتيبة عبد الفتَّاح
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا