شبكة سورية الحدث


الحب من طرف واحد

الحب من طرف واحد

كيفَ يأتي الحب و يشعر الإنسان بأنَّ قلبهُ قد وقعَ في الحبِّ 

إذْ يهيمُ قلب الإنسان في الغَرام نتيجة مشاعر ناتجة عن اهتمام الطرف الثاني به والحقيقة أن هذا الاهتمام سيتركُ بصماته وآثاره في خلجات الفؤاد حتى يتم تبادل النظرات البريئة والابتسامات الخجولة دون تفسيرات أخرى، ولكن السؤال الذي يطرحُ نفسه هل هذا الاهتمام ناتجٌ عن الحب أم أنه رسالة تُعبر عن الاحترام والتقدير للطرف الآخر دون أن يكون هناك مشاعر من الطرف الثاني تجاه الطرف الأول الذي شعر بأنه بات ضحية هذا الاهتمام وماذنب الطرف الثاني إذا كان لم يقع في حب الطرف الأول الذي صار غارقاً في حبه نتيجة هذا الاهتمام ؟!

 

ومن هذا المنطلق أستشهد بقول العالم والطبيب النفسي سيجموند فرود وهو القائل:

(يكون المرء في غاية الجنون عندما يحب ).

 

ولا أعتقد بأنَّ هناك من يقع في الحب دون أن يستشعر حب الطرف الثاني به، ربما المسألة معقدة والنظرية متناقضة :

قد يكون هناك صراع بين القلب والعقل لدى الطرف الثاني الذي قد يخفي حبهُ وذلك لأسباب متعددة قد تكون مادية أو اجتماعية أو أسرية وربما تكون آفة " العادات والتقاليد " التي تقتل كُلّ شيءٍ جميل،والشرح يطول في هذا المضمار ، ولكن هناك تساؤل آخر إذا كان الحب من طرف وحيد أين دور التوافق الروحي أو التواصل الروحي الذي قالوا عنه علماء النفس ، هناك رسائل وإشارات روحية تصل من المعشوق إلى العاشق أظنه التواصل الروحي  

على جميع الأحوال الحب من طرف واحد دون استجابة الطرف الآخر قد يصل بالإنسان إلى الجنون وهنا أستشهد أيضًا بقول العالم والطبيب النفسي سيجموند فرويد إذْ يقول:

 

" إنّ النفس البشرية مليئة بالاضطراب والتخيّل، وإنّ الكثيرين ممّن يعيشون في أوهام ينحدر بهم الطريق إلى الجريمة والجنون إذا لم تنقذهم العناية الإلهية من أوهامهم ".

وفي الختام أستطيع القول : " بأنَّ الحب حالة من المشاعر الكامنة في أعماق البشرية تدفق من خلجات القلوب لتعبر للطرف الآخر عن طبيعة حبه بإشارات قد تكون صريحة أو بطريقة الايحاء؛ ولكنها في النهاية هي التعبير الصادق عن المشاعر الحقيقية التي تعتري قلب العاشق ".

وصدق الشاعر بشار بن برد حين قال:

 

يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ

 

وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا

 

قالوا بِمَن لا تَرى تَهذي فَقُلتُ لَهُم

 

الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتي القَلبَ ما كانا

 

وصدق أيضًا الشاعر أبو صخر الهُذلي حين قال:

وإني لتعروني لذكراك هزّةٌ

كما انتفض العصفور بلّله القطْرُ

-----------------------

بقلم مدين رحال

التاريخ - 2024-08-17 9:07 AM المشاهدات 83

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا