سورية الحدث
تناول الرئيس بشار الأسد، ملف التقارب التركي- السوري، خلال خطابه الذي أدلى به اليوم الأحد، في مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع.
وأكد الرئيس الأسد، أن تأزم الأوضاع عالمياً وانعكاس هذه التأزمات على سوريا، دفع دمشق للعمل بشكل أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه، إذ قال: “إن الوضع الراهن متأزم عالمياً، وانعكاساته علينا تدفعنا للعمل بشكل أسرع لإصلاح ما يمكن إصلاحه بعيداً عن آلام الجروح من طعنة صديق، وبهذا تعاملنا مع المبادرات بشأن العلاقة مع تركيا والتي تقدم بها أكثر من طرف “روسيا وإيران والعراق”.
وأضاف أنه “مع كل يوم مضى دون تقدم كان الضرر يتراكم ليس على الجانب السوري فحسب بل على الجانب التركي أيضاً.. انطلقنا في تعاملنا مع هذه المبادرات من مبادئنا ومصالحنا التي لا تتعارض عادة بين الدول المتجاورة في حال كانت النوايا غير مؤذية، فالسيادة والقانون الدولي تتوافق مع مبادئ كل الأطراف الجادة في استعادة العلاقة، ومكافحة الإرهاب مصلحة مشتركة للطرفين”.
وتابع الرئيس الأسد “نحن لم نحتل أراضي بلد جار لننسحب، ولم ندعم الإرهاب كي نتوقف عن الدعم، والحل هو المصارحة وتحديد موقع الخلل لا المكابرة.. إذ كيف يمكن معالجة مشكلة لا نرى أسبابها الحقيقية، واستعادة العلاقة تتطلب أولاً إزالة الأسباب التي أدت إلى تدميرها ونحن لن نتنازل عن أي حق من حقوقنا”.
وشدد على أن أي عملية تفاوض تحتاج إلى أسس محددة، مشيراً إلى أن “أي عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية تستند إليها كي تنجح، وعدم الوصول إلى نتائج في اللقاءات السابقة أحد أسبابه هو غياب المرجعية.. سوريا تؤكد باستمرار ضرورة انسحاب تركيا من الأراضي التي تحتلها ووقف دعمها للإرهاب”.
وأضاف أن “المرحلة التي تتحدث عنها سورية الآن هي مرحلة الأسس والمبادئ لأن نجاحها هو ما يؤسس للنجاح لاحقاً، وتصريحات المسؤولين الأتراك لا أساس لها من الصحة فمعيارنا هو السيادة”.
وتعقيباً على التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط عموماً، قال الرئيس الأسد: “إن سوريا ساحة من ساحات الصراع في العالم، والخيار أمامنا بين أن نتأثر فقط أو نؤثر ونحقق توازناً، وليكتمل هذا التوازن علينا أن نعمل بجد ونبحث عن حلول ونرفض الخضوع للإحباط والاستكانة للظروف بدل العمل على تغييرها” مضيفاً أن “المقاومين في فلسطين ولبنان والعراق واليمن قدوة وأنموذج ومثال نقتدي به في طريق التحرير والكرامة والشرف والاستقلال الناجز”.
وسبق أن أكد الرئيس الأسد، أن المبادرات الهادفة إلى إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا بدأت منذ خمس سنوات موضحاً أن “دمشق كانت دوماً تكرر نفس المواقف، أزيلوا الأسباب تظهر النتائج”، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها تعقيباً على إعراب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رغبته بإعادة العلاقات مع دمشق كما كانت في الماضي.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا