سورية الحدث _ خاص
كتب الدكتور محمد الجبالي رئيس المجموعة الاقتصادية السورية
( قطاع الاعمال ) :
في ظل الانتصارات التي وصلت اليها الثورة المباركة بهمة رجالها ومجاهديها وذلك بسحق تلك الحقبة الظالمة بحمد الله ، وفي ظل التحديات الكبيرة التي مرت بها سوريا على مدار السنوات الماضية، يقف الشعب السوري اليوم أمام فرصة حقيقية لاستعادة مكانة الوطن، والنهوض باقتصاده الوطني. هذه المرحلة الحرجة تتطلب من الجميع العمل الجاد والتكاتف من أجل البناء وإعادة الإعمار، بعيدًا عن المصالح الفردية والضيقة.
إن النهوض بالاقتصاد السوري ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة ملحة لتحقيق الاستقرار وتعزيز سيادة الدولة. الموارد السورية، سواء البشرية أو الطبيعية، تشكل قاعدة صلبة يمكن البناء عليها، ولكن هذا يتطلب إدارة رشيدة وحوكمة فعالة تضمن استغلال هذه الموارد بالشكل الأمثل.
ومع ذلك، فإن الإنجاز لا يمكن أن يتحقق إلا بالقضاء على معوقات التنمية، وأهمها الفساد. لقد أثبتت التجارب أن الفساد هو العدو الأكبر لأي عملية إصلاح أو تقدم، لأنه يعيق المشاريع، ويهدر الموارد، ويضعف ثقة المواطن بالدولة. ولذلك، يجب أن تكون محاربة الفساد أولوية قصوى في هذه المرحلة.
أما الفاسدون ومن تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري، فإن العدالة هي السبيل الوحيد لتحقيق الإنصاف والحق. القانون العادل هو الضامن لاستعادة الحقوق، ولضمان أن كل من أساء إلى الوطن والمواطنين سيحاسب. فالثقة بالقضاء العادل هي الأمل الذي يعول عليه الشعب السوري، لأنه يعيد التوازن ويمنح الجميع الشعور بأن العدالة تتحقق للجميع دون استثناء.
هذه المرحلة هي وقت العمل والإنجاز، ووقت الالتفاف حول مصلحة الوطن العليا. كل مواطن سوري، مهما كان موقعه، مطالب بأن يسهم في عملية البناء والنهوض. بالعمل المشترك وبالإصرار على تحقيق العدالة، يمكن لسوريا أن تستعيد مكانتها، وتحقق التنمية والرخاء الذي يستحقه شعبها الصامد.
إن الأمل كبير، والعمل أكبر، وسوريا ستظل دائمًا قوية بأبنائها، وعادلة بقوانينها، ومزدهرة بإصرار شعبها على البناء والمستقبل.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
