خاص - بقلم رولا نويساتي
بهدف تلقين صديقهم درساً في الأخلاق اغتصبوا
شقيقته القاصر وقتلوا الآخر
رغم أن (مازن) و(قيس) عاشا وكبرا معاً وكانا يعرفان عن بعضهما كل (شاردة
وواردة) باعتبارهما أولاد جيران, إلا أن التعالي على الغير كانت صفة (قيس)
الملازمة له وخصوصاً على صديق طفولته (مازن) كون (قيس) كثيراً ما كان يمنع صديقه
التفوه بأي أمر بوجوده بما فيها التعبير عن رأيه, فقد كان القمع هو المنهج المتبع
لديه, وعندما قرر (مازن) الوقوف بوجه (قيس) والدفاع عن وجهات نظره أمامه, بدأت
المهاترات بينهما على أتفه الأمور التي غالباً ما كانت تصل إلى حد الضرب, حتى
يتدخل الأهل والأصدقاء لإنهاء الخلاف بينهما ومن ثم مصالحتهما.
التخطيط لدرس قاس
المشاجرات والمشاحنات الغير منتهية بين (مازن) و(قيس) الذي كان يلقب
بزعيم الحارة, لم تقف هذه المرة عند إلقاء الكلمات النابية والشتائم على بعضهما,
ولا حتى إلى حد التشابك بالأيدي, بل تجاوزت كل ذلك لتصل حد الانتقام, وذلك عندما
بدأ رفاق السوء ممن لحقهم الإهانات من تصرفات (قيس) معهم بالضغط على (مازن)
وإقناعه بضرورة الأخذ بالثأر من صديقه حتى يضع حداً لتصرفاته الرعناء, وبما أن
(مازن) وصديقيه (وائل) و(رامي) إضافة إلى (قيس) جميعهم يعملون في معمل تريكو
القريب إلى منزل الأخير فقد كانت شقيقة (قيس) تجلب له (زوادة الطعام) كل يوم إلى
المعمل, الشيء الذي سهل على كلاً من (مازن) و(وائل) و(رامي) إيجاد خطة محكمة
للانتقام من (قيس) وعجرفته, وذلك بعد أن اتفقوا على خطة جهنمية بعد عدّة خطط كانوا
قد أدلوا بها, كانت تقضي بخطف (حنان) ابنة الثلاثة عشرة ربيعاً, وهي الشقيقة
الصغرى لـ(قيس), لعدة ساعات لتلقين الأخير درساً لن ينساه, وذلك لمعرفتهم المسبقة
بحب (قيس) الكبير لشقيقته وتعلقه الشديد بها.
التمثلية المحكمة
لم يكن يدري (مازن) بالنية الشريرة المبيتة لدى (وائل) و(رامي) اللذان
كانا يضمرانها لـ(حنان), كونهما على معرفة تامة بأن (مازن) لن يرضى لـ(حنان) أن
تصب بأي أذى كونها لا علاقة لها بتصرفات شقيقها, وفي اليوم التالي عندما حان وقت
الغداء انطلق (مازن) إلى منزل (حنان) في ذات المنطقة لتنفيذ ما خططوا إليه في
الليلة الماضية, وأخذ ينتظر الفتاة حتى خرجت من منزل ذويها بقصد إيصال الطعام
لشقيقها في المعمل, عندها اقترب منها (مازن) الذي كان يقود دراجته الهوائية
متذرعاً بأنه رآها بالصدفة, طالباً منها الصعود خلفه كونه متجه لذات المكان, وافقت
(حنان) دون أي استفسار كونها على معرفة مسبقة بـ(مازن), إلا أن الأخير ما إن وصل
إلى بناء مهجور في ذات المنطقة حتى طلب من (حنان) النزول كون دولاب الدراجة بحاجة
إلى تصليح, نزلت (حنان) دون أدنى شك بأن (مازن) الذي أخذ يتجاذب معها الأحاديث
بغية (إلهاءها) يريد إيذاءها, وما هي إلا لحظات حتى نزل (وائل) من ذاك البناء ودون
أن تنتبه (حنان) له قام بحملها والركض بها إلى داخل المبنى بعد أن قام بإغلاق فمها
بيده.
القسم الثاني من الخطة
حاولت (حنان) الإفلات من بين يدي (وائل) إلا أنها لم تستطع بسبب بنية
جسده القوية, أما (مازن) الذي تذرع بالغضب بعد شتمه لـ(وائل) فقد أشار لها أنه
سيذهب على الفور لجلب شقيقها لمساعدته في تخليصها من يدي ذاك الشرير, ومن ثم انطلق
للمعمل ليتحرى أخبار (قيس), ما إن وصل (وائل) إلى الطابق الثالث حتى ترك (حنان)
بعد أن أخرج موس كباس كان في جيبه, وبدأ يهددها بضرورة الامتثال لأوامره دون إصدار
أي صوت وإلا فالقتل مصيرها, في تلك الأثناء انقض (رامي) الذي كان ينتظر صديقه في
المبنى على (حنان) دون سابق إنذار ليقوم بتمزيق ثيابها ومن ثم التناوب على
اغتصابها مع (وائل) بكل وحشية غير آبهين بدموع وتوسلات تلك الفتاة الصغيرة.
مفاجأة لم تكن بالحسبان أنهت حياته
في تلك الأثناء عاد (مازن) إلى البناء المهجور وحاول مراقبة (حنان) وصديقيه
عن بعد, إلا أنه شاهد ما لم يكن بالحسبان فـ(حنان) التي بدت بحالة يرثى لها دلت
على أنها كانت بين براثن هذين الذئبين البشريين, الشيء الذي جعل (مازن) ينتفض
ويبدأ بشتم صديقاه لتعلوا أصواتهما ويصلوا حد التشابك بالأيدي, إلا أن (وائل) الذي
قرر إنهاء تلك المهزلة, أمسك بموسه وقام بتوجيه عدّة طعنات لـ(مازن) استقرت في
مناطق مختلفة من جسده كانت كفيلة لأن ترديه قتيلاً وسط بركة من دماءه, أمام ذلك
المشهد ما كان من (وائل) و(رامي) سوى الفرار والعودة إلى المعمل وكأن شيئاً لم
يكن, إلا أن القدر لم يشأ لهذين المجرمين الفرار من يد العدالة, عندما كان عابر
سبيل يمر من أمام المبنى المهجور أثناء شجار الأصدقاء الثلاثة ما دفع به الفضول
للاختباء ومراقبتهم عن بعد, وما إن خرج الصديقان من المبنى حتى لحق بهما وشاهدهما
يدخلان للمعمل, فعاد الشاب للمبنى ليجد جثة (مازن) والفتاة لاتزال على قيد الحياة
ليقوم بالاتصال على الفور بالشرطة والإسعاف اللذان أتيا وقاما بواجبهما على أتم
وجه.
الجناة في قبضة العدالة
لم يشأ القدر لـ(حنان) أن تودع تلك الحياة القاسية بعد النزيف الذي أصيبت
به, لتروي للشرطة بعد أن تماثلت للشفاء تفاصيل ما تعرضت له على أيدي المجرمين,
مشيرة إلى (وائل) و(رامي) بأنهما هما من ارتكبا تلك الجرائم الشنيعة بحقها وحق ابن
جيرانها (مازن), أثناء تمرير عدد من المجرمين أمام (حنان) التي أكدت بذلك للمحقق
أقوال الشاهد (عابر السبيل) الذي كان له الفضل في اكتشاف تفاصيل تلك الجريمة كما
رويناه مسبقاً, ليتم التحقيق مع كلاً من (وائل) و(رامي) اللذان لم يستطيعا الإنكار
كون أصابع الاتهام تجمع على أنهما من ارتكبا تلك الأفعال المشينة ليتم تسجيل
أقوالهما ومن ثم تنظيم الضبط اللازم بحقهما, ليحالا للقضاء لينالا جزاءهما العادل.
التاريخ - 2015-08-29 12:13 PM المشاهدات 2338
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا