خاص - انتخابات اتحاد الكتّاب العرب المركزية التاسعة ... بين مطرقة التكتلات السريّة وسندان الناخب الواعي
يفتح اتحاد الكتّاب العرب في سورية بابه للأعضاء على مصراعيه في 12 الشهر القادم ليستقبل الدورة التاسعة الجديدة التي تضمّ 42 مرشحاً ومرشحة يتنافسون على 25 مقعداً في مجلس الاتحاد من بينهم 9 مقاعد للمكتب التنفيذيّ ، الدورة التي تبشّر بمستقبل مشرق للكلمة وروّادها عبر مؤسسة ثقافيّة ترعى الكتّاب و تتبنى آراءهم ومشاريعهم الفكرية.
جريدة "سورية الحدث" رصدت بعض الآراء وأجرت استطلاعاً حول التحضير لهذه الانتخابات وقد أجمعت الآراء بمعظمها على ضرورة عدم الالتزام بقائمة دون غيرها خاصة مع تسريبات متقاطعة تتحدث عن وجود كتلتين انتخابيتين كتلة الـ18 وكتلة الـ 24 كما اصطلح عليها البعض وهما كتلتان قابلتان للتغيير مع إعلان بعض الأعضاء الانسحاب منها بدعوى أنّ أسماءهم تم اقحامها عنوةً دون عدم علمه بها ضمن القائمة الصغيرة، وهو ما دفع كثيرين من المستطلعة آراؤهم إلى الدعوة إلى اختيار الأسماء الجيّدة المعروفة بتاريخها وعطائها وحرصها على الاتحادّ بعيداً عن التكتلات واختيار الأكفأ دون الالتزام بأي تكتل.
سورية الحدث التقت بعدد من المرشحين وبعضهم رفضوا الإدلاء برأيهم لأسباب نجهلها... المرشّح الأستاذ باسم عبدو عن الحزب الشيوعي السوري الموحّد، وهو الحزب الوحيد من داخل أحزاب الجبهة التقدمية وخارجها الذي قدّم مرشّحاً عنه في انتخابات الاتحاد الحاليّة، حدّثنا عن أهم ما قام به الاتحاد في دورته السابقة في ظل الأزمة ومنها "دعوة المعارضة الوطنية وبعض الشخصيات المستقلة من أحزاب الجبهة ومن الأحزاب الجديدة لطاولة الحوار، واستمرار دوريات الاتحاد بالصدور، والمسألة الأهم حفاظ المكتب التنفيذي على وحدة الاتحاد سيما بعد ((انشقاق)) البعض، وهو بذلك حافظ على جسد الاتحاد من النخر والتشويه باعتباره يمثل أعلى مؤسسة ثقافيّة إبداعيّة في سورية، إضافة إلى استقباله الوفود من الكتّاب العرب ومن الاتحادات الأجنبيّة حيث استطاع أن يلعب دوراً كبيراً في توضيح الأزمة وعناصرها وحقق نجاحاً جيّداً وتحوّلاً في مواقف بعض الاتحادات والروابط العربيّة". وعن الدورة الجديدة التاسعة حدّثنا الأستاذ عبدو أيضاً : "أنّه لمن الطبيعيّ في كل معركة انتخابية و بأيّ مؤسسة أو نقابة أو اتحاد أن يكثر فيها الكلام والتحالفات، وقد سمعنا بصدد هذه الدورة عن صدور لوائح وقوائم انتخابية خاصّة بعناوين مختلفة". وتمنى بنهاية حديثه من منبر "سورية الحدث" التوفيق لمن يحقق النجاح وأن يظل محافظاً على هذه المؤسسة الثقافية التي تجمع في صفوفها مكونات المجتمع السوريّ ومختلف التيارات السياسية والفكرية التي تعمل داخل الوطن من أجل وطن مزدهر.
كما التقينا بالمرشّح الأستاذ محمد حديفي وحدّثنا عن دور المكتب التنفيذيّ خلال السنوات الخمس الماضية الذي "طوّر الكثير من أدواته وواجه الأزمة السورية بكثير من الفهم لمجرياتها، والآن نحن أمام مرحلة جديدة تقتضي الجرأة في طرح المشاكل وإيجاد الحلول لها، فمن الضرورة الاهتمام بالكاتب ومشاكله الحياتية وفتح أبواب جديدة لاستثمار أمثل لأموال الاتحاد من اجل تغطية نفقات المتقاعدين والمرضى والمهجرين من بيوتهم، كذلك يجب أن يشرك الاتحاد وسائل الإعلام بطريقة أفضل لتغطية نشاطاته، والعمل على استبعاد من كان سلبياً أو رمادياً أثناء محنة الوطن التي مازالت مستمرة".
أمّا المرشّح الأستاذ راتب الحلاق كان له وجهة نظر تقول بأن إجراء انتخابات اتحاد الكتاب العرب في موعدها دون تأخير يحمل دﻻﻻت إيجابيّة، قائلاً " كلنا أمل أن تجري اﻻنتخابات في جو من الشفافية والديمقراطية بعيداً عن التشويش الذي يعمد إليه بعضهم لغايات شخصية بحتة"، متمنياً أن يضع كل زميل يده على ضميره وهو يدلي بصوته ويختار من يراه أهلاً لتحمل مسؤولية قيادة اﻻتحاد في السنوات الخمس القادمة .. مضيفاً "أتمنى من مجلس اﻻتحاد القادم ومن المكتب التنفيذي القادم أن يعززا اﻹنجازات التي تحققت في الدورة الحالية في المجالين الثقافي والنقابي، فقد استطاع المكتب التنفيذي الحالي أن يسجل مبنى اﻻتحاد في السجّل العقاري باسم اتحاد الكتاب العرب، كما استطاع تعزيز المركز المالي للاتحاد وزيادة الوديعة المالية، واستمرت مطبوعات اﻻتحاد ودورياته بالصدور المنتظم رغم اﻷحداث التي يمر بها القطر، واستمرت نشاطاته الثقافية من ندوات ومحاضرات بل ازدادت. وسيجد الزملاء ذلك كله في التقرير الذي سيقدم إليهم في جلسة الانتخاب".
وعن رؤيته المستقبليّة في الدورة التاسعة للاتحاد حدّثنا المرشّح أستاذ نصر محسن "إنّ اتحاد الكتاب العرب مؤسسة تعنى بالشؤون الثقافية بشكل عام وبخاصة بالحالة الأدبية القائمة والعمل على تطويرها، كل ذلك من خلال الاهتمام والمتابعة للكتاب والمثقفين وخاصة أعضاء الاتحاد... ولا شك أن هاجس المرشحين لإدارة هذه المؤسسة لا ينفصل عما ذكرناه من صلب عملها، فالمرشحون جميعاً لديهم رؤاهم ومشاريعهم لتطوير
عمل الاتحاد، ولأن سورية الآن في وضع استثنائي فالاتحاد بحاجة إلى إدارة استثنائية تأخذ على عاتقها مهمات صعبة في مواجهة تحديات كبيرة، تحديات ثقافية وفكرية ومعرفية... تحديات لا بديل أمامنا عن الانتصار في مواجهتها، لذلك قلت إن مهمة إدارة الاتحاد في المرحلة القادمة صعبة تتطلب مضاعفة الجهود لنكون سوريين بحق".
و حدّثنا أيضاً المرشّح الدكتور راتب سكر عن " أفق جديد مكمّل لما سبق متجاوز لعثرات وسلبيّات ماضية يتأسس على فعالية الحياة الأدبية في أي مجتمع بشري جوانب جوهرية من جوانب نهضته وتجاوزه لأزماته ... تنطلق هذه الفعالية من أشياء بسيطة في ظاهرها مثل العجز عن إيصال المنشورات الثقافية إيصالاً لائقا من المؤسسات المعنية بتوزيع المطبوعات، وهو عجز مزمن يعود إلى أكثر من عقدين، فالمطبوعات تضل طريقها إلى المكتبات والمرتجع منها يضل طريقة إلى الجهات الناشرة.... ويتحول إلى مطبوعات تالفة غالبا.... أما المطبوعات القليلة التي تصل إلى سعيدي الحظ من القراء والمثقفين، فتحتاج إلى إعادة نظر بمحمولها الأدبي والثقافي لتكون قادرة على تلبية حاجات القارئ حتى لا يعكف عن قراءتها، وتنهال عليه شتائم الناشرين تتهمه بالجهل وبتهم تجعل العلة فيه لا بما احتوته المنشورات التي قصدته".
مما لا شك فيه أن انتخابات الدورة التاسعة لاتحاد الكتاب العرب ستكون حافلةً بالتطورات والمنافَسة والمبشّر هو التوجّه العام نحو التطوير والبناء على الإيجابيات، ومفتاح هذه المرحلة هو كاتبنا المثقف ذاك الناخب الواعي الحريص على مصلحة اتحاد الكتّاب العرب وأعضائه والذي لا تنطلي عليه حيلة قديمة كحيلة القوائم السريّة أو التكتلات الجاهزة و إنّما سيختار ما يمليه عليه ضميره وعقله المتنوريين في سبيل رفع سويّة الكلمة نحو المجد.
مكتب دمشق
سلام خالد التركماني
التاريخ - 2015-09-26 8:42 PM المشاهدات 1834
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا