التطبيق المتزامن أفقياً ورأسياً في اصلاح الادارة العامة السورية الجديدة
مضمون الخطة الوطنية الادارية وبرامجها وكيفية العمل
عبد الرحمن تيشوري / من فريق الوزير الدكتور النوري / عضو مجلس خبراء الوزارة
من جهةٍ أولى، تكلف كل وزارةٍ / باشراف وزارة التنمية الادارية من خلال الخطط التي توقعها وزارة التنمية مع كل وزارات الدولة / بإعادة هيكلة عملياتها (كما ورد في المحور1 في الخطة). وكذلك توضيح المهام وتبسيط روتين الأعمال الداعمة. أما من جهةٍ أخرى، فإن كثيراً من التزامات الخطة الخمسية الوطنية الادارية الجديدة تتعلق بجهود تضم عدداً من الوزارات، وبالتالي فإن ثمة حاجة للتعاون / منطق نحن ونحن /. وتشمل هذه الجهود توضيح الإطار القانوني إضافةً إلى مشاريع تنمية الموارد البشرية واصلاح الوظيفة العامة.
منهجان في تنفيذ الإصلاح: "من القاعدة إلى القمة" و"من القمة إلى القاعدة"
من ناحيةٍ أولى، يتولى المستوى المركزي في الحكومة تنفيذ مبادرات إصلاحية من قبيل إعادة تحديد مهام الوزارات والمهام داخل كل وزارة، وكذلك إصلاح الموازنة والمالية العامة. أما من ناحيةٍ أخرى فإن تطوير خدمات عالية الاستجابة للمواطنين، وكذلك السماح لهم بالمشاركة في وضع المعايير وفي تحديد كيفية تقديم الخدمات لابد وأن يجري عبر مبادراتٍ تنبثق من جماعات المستخدمين النهائيين لضمان حسن الاستجابة الذي تدعو إليه خطة الإصلاح.
من القمة إلى القاعدة
(إعادة) توزيع مسؤوليات الحكومة المركزية
إدارة الإصلاح المالي
الادارة المؤتمتة
اصلاح الوظيفة العامة
استثمار الموارد البشرية
من القاعدة إلى القمة
ابلاغ المواطنين بكل شيء
نشر المعرفة الادارية المهنية
الاصغاء لهم ونظام شكاوي متطور
مشاركة المواطنين في تقديم الخدمات محلياً
أما في جوانب أخرى من الخطة الخمسية الوطنية الادارية، فالأرجح أن تمثل المبادرات المطروحة نوعاً من السعي إلى التوازن. وهذا يتعلق بتوزيع مهام الحكومة المركزية على نحوٍ لا مركزي. / لذلك يحدث الوزير الدكتور النوري مجالس خبرة وتطوير اقليمية لتنفيذ برامج الخطة في المحافظات من قبل خبراء محليين منتقيين بعناية فائقة من قبل السيد الوزير النوري /
الخطوات الأولية في إصلاح الإدارة العامة: إقامة جهة للتنسيق / وزارة التنمية الادارية اهم مفصل بمشروع التنمية الادارية الوطني /
إن الطبيعة الشاملة للطموحات الإصلاحية الواردة في الخطة الخمسية الوطنية الادارية، وكذلك نمط التنفيذ متعدد الأبعاد الذي يجمع بين المنهجين الأفقي والرأسي من خلال التنفيذ من القاعدة إلى القمة ومن القمة إلى القاعدة يطرح تحدياً ضخماً.
فحتى الحكومات التي تتمتع بآليةٍ متطورة جداً لصنع القرار وتحظى بخبراتٍ خارجية فيما يتعلق بالتحليل والبرمجة، وتملك سجلاً في مجال التنسيق داخل الحكومة وفي مجال التنفيذ السليم، يمكن أن تجد صعوبةً في متابعة جدول أعمال بهذا الشمول ضمن الزمن الذي تحدده الخطة الخمسية الوطنية الادارية / اطار الخطة العام 5 سنوات /.
إن الحكومة التي تجد نفسها بين حدين يتمثل أولهما في الإنجاز المتميز، ويتمثل الآخر في الفشل المخزي، بحاجةٍ إلى وضع منهجية إصلاحية ثابتة سليمة التسلسل، وذلك بالاستناد إلى أساليب ومناهج مستقرة، وعبر الاعتراف بالنجاحات (وخاصةً المبكرة منها)، وكذلك عبر تبادل الأفكار العملية وتشجيع المواهب مع الاستخدام الأمثل للخبرات المتوفرة، وهي محدودةٌ أصلاً.
ومنذ البداية من عام 2007، كنا نوصي بأن تنشئ الحكومة جهةً تنسيق (مكتباً، أو هيئةً او وزارة، أو أمانة عامة، أو أي اسم مناسب) وسوف يكون لهذه الجهة مهام كثيرة متداخلة. / هذا كان مشروع بحثنا التطبيقي للتخرج من المعهد الوطني للادارة العامة /
إبلاغ المواطنين والموظفين وقادة الاعمال بكل شيء للتفاعل والتعاون
يمكن أن تكون المنهجيات المستخدمة في إحدى الوزارات ملهمةً للعمل الجاري في وزاراتٍ أخرى. وفي حين يمكن لتبادل الأفكار أن يجري على نحوٍ غير رسمي (نعلم أن هذا ما يجري حالياً من قبل الوزير النوري وفرق عمل الخبراء وفريق عمل الوزارة)، فإن هذه العملية تقتصر على العلاقات الشخصية وتتعلق بالمصادفة احيانا. وتبين الخبرة أن الشبكات غير الرسمية مهمةٌ من أجل تسهيل عملية التغيير في أي كيانٍ ضخم مثل كيان الادارة السورية الذي اشبهه إنا بفيل ضخم مصاب بالتهاب مفاصل. لكن، وإذا كانت الثقافة الإدارية المتمثلة في "الحجرات الرأسية" للتفكير قائمةً فعلاً كما يزعم البعض (وكما تقول الخطة الخمسية النورية الادارية الجديدة أيضاً)، فإن ثمة خطر في أن تقع هذه المنهجية غير الرسمية رهينة قوى العشوائية والمصادفة. ولهذا السبب، يمكن أن تستفيد الحكومة كثيراً إن هي جعلت من بين مهام هذه الجهة التنسيقية / وزارة التنمية الادارية / مسألة توثيق "الأفكار الملهمة" وتعميمها على باقي الجهات العامة السورية، سواءٌ على شكل مبادرات محددة، أو باستخدام منهجيات توضع لهذه الغاية.
بكل الاحوال نحن ندعو الى تحفيز الخبراء ودعم الوزارة الجديدة ماليا وبشريا وسياسيا لنصل الى النهايات السعيدة
التاريخ - 2015-09-30 11:34 AM المشاهدات 887
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا