شبكة سورية الحدث


ورشة عمل بين التربية ومنظمة اليونيسف

في إطار خطة التعاون بين وزارة التربية ومنظمة اليونيسف، عقدت ورشة العمل الوطنية لقطاع التربية، وذلك في منتجع يعفور.وقال الدكتور هزوان الوز وزير التربية خلال افتتاحه الورشة: أن لقاءنا اليوم مع منظمة اليونيسف ليس الأول من نوعه، بل قطعنا أشواطاً في مجال التعاون، وتقاسم المسؤولية لمعالجة قضايا ومشكلات تربوية وتطوير جوانب تربوية وتعليمية في ظل الظروف الراهنة.وأضاف إننا في هذا اللقاء نرسخ مبادئ وأسساً في التعاون بين الشعوب، ونعمل معاً على نشر وتعميم قيم الحق والخير والجمال، فضلاً عن أن تعاوننا لم تنحصر آثاره على الأرض السورية، بل سيتعداه إلى خارج حدودها؛ فكما أن الجهل لا حدود له فالمعرفة لا حدود لها أيضاً بغض النظر عن البلد الذي تنشأ فيه.وأضاف وزير التربية: ينصب تعاوننا في الأساس على التربية والتعليم لضمان حقوق أبنائنا في التعليم وتوسيع فرصه، وهذا يعني حرصنا على تنمية الموارد البشرية في أرقى وأنبل صورها، إننا لم ندع في سورية أننا في مقدمة الدول على الصعيد التعليمي، لكننا نقول بكل ثقة كنا دائماً في طليعة الدول صاحبة العزم القوي، والرغبة الصادقة، والسعي الدائم لتطوير التعليم في بلادنا، وكانت ولا تزال يدنا مع كل يد صادقة تريد تقديم العون.وحول واقع العمليةُ التربويةُ في سوريّة في ظل الظروف الحالية؛ أوضح وزير التربية أنها تواجهُ حرباً ظالمة جاهلة تستهدف إرادة الإنسان وتدميرها، شأن الإرهاب الذي يدمر الحجر ويبيد الشجر، وهي صامدة رغم كلّ ما لحقَ ببنيتها التحتية من أذى التدمير، والتخريب، والتعطيل، وتثبتُ لنفسها، قبل أن تثبتَ لأعداء سورية، أنّ لها قناة لا تنكسر، وقوة لا تنهزم، وثقة بالانتصار لا تتردد، صامدة في خندق المقاومة الممجدة للطفولة، والمبدعة لها، والحاضنة لأحلامها وآمالها في غد سيكون مضيئاً، بل سورياً بامتياز، كما كانت سورية منذ كانت الحياة، عصية عن الانقياد لمشيئة أحد سوى إرادة أبنائها، عصية في وجه الجهل، والتجهيل، والتخلّف، والظلام، ولن يستطع أحد أن ينال منها، أو يوهن إرادةَ أبنائها والمدافعين عنها، من العاملين في حقل التربية على مختلف مواقعهم ومسؤولياتهم، مبيناً أنه حتى اليوم ومنذ خمس من السنوات أو تكاد تصير خمساً والطفولة هدف مباشر لجنون القتلة من السوريين بالهوية فحسب، ومن الذئاب التي تداعت على أرض سورية من مستنقعات جهات الأرض كلها، سالبة للطفولة نفسها ومدمرة لها، ونافية لقيمها التي أبدعتها السماء فيها قيم الطهر والنقاء والصفاء، فأضحت ضحية ثقافة شائهة ومشوهة، ثقافة تسلب الطفولة معناها، وتدفع بها إلى أتون العتمة فكراً ووعياً وسلوكاً، إلى الحد الذي دفعت بها إلى حمل السلاح والمشاركة في مواجهة كل عاشق للضوء، وكل مدافع عن سورية.وأكد وزير التربية أننا سنبقى في وزارة التربية كما كنا نفخر بسوريتنا، وسنتابع تحقيق طموحات كبيرة وسنبقى نرسخ دعائم التربية، وفي مطلع كل عام نؤكد إرادة السوريين وحرصهم على كسب الرهان في الحياة بالإصرار على افتتاح مدارسنا، واستقبال أطفال الوطن، وتعليمهم ورفع جودة التعليم، وسوى ذلك الكثير ممّا يمثّلُ بالنسبة إلينا مشاركة فاعلة في تعزيز صمود وطننا، وفي إعادة الإعمار والبناء معاً، تجسيداً على حب السوريين للعلم والحياة.وختم وزير التربية بالقول، إنني أتمنى لهذه الورشة الوطنية النجاح، وأثقُ بأنّكم ستخرجون في نهايتها بمجموعة من التوصيات والمقترحات بما يسهم في النهوض بأدائنا التربويّ في ظل هذه الظروف التي تعصفُ بوطننا، والتي لا بدّ ستنتهي إلى طريق مسدود بإرادة مثلّث الصمود في هذا الوطن: القيادة، والجيش، والشعب. فضلاً عن الإرادة التي لا يثنيها شيء مهما تمادى صناع الخراب والظلاميون والحاقدون وأربابهم .من جهتها أعربت هناء سنجر الممثلة المقيمة لمنظمة اليونيسف عن شكرها لجميع العاملين في قطاع التربية والتعليم في سورية للجهود المبذولة لضمان استمرار التعليم في سورية، خلال الأزمة الحالية، حيث وصلت نسبة الالتحاق بالتعليم إلى أكثر من 99%، وكانت نسبة التسرب قليلة جداً حوالي 2%، لافتة إلى ما تعرض له قطاع التعليم من أضرار، حيث شملت الأبنية المدرسية والوسائل التعليمية، كما ارتقى العديد من الشهداء من الأطفال والمعلمين، والعاملين في التربية الذين أصبحوا منارة للتعليم، مؤكدة أهمية هذا اللقاء للتخطيط سوية للاستجابة المناسبة لهذه الصعوبات؛ وقد تجلى ذلك من خلال التعاون والتنسيق مع الوزارة وكافة العاملين في قطاع التربية، فكانت حملة العودة إلى المدرسة، فضلاً عن إطلاق حملات توعية مجتمعية باستخدام جميع المنصات التفاعلية.وأوضحت أن التعاون أثمر هذا العام في تقديم برامج جديدة لإتاحة التعليم للأطفال الأقل حظاً، وذلك من خلال توفير برامج التعليم الذاتي والمنهاج البديل فئة "ب"، ومتابعة دعم النوادي المدرسية، مبينة أهمية تكثيف الجهود لاستهدف جميع الأطفال، ولاسيما الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وصولاً إلى بناء سورية المستقبل، سورية الأمن والسلام.وأكد أمسون سيمبولون منسق قطاع التربية في اليونيسف أهمية تقييم ما نقوم به من أجل أن نحسنه، ووضع الأولويات الاستراتيجية، بهدف الحصول على التمويل، مبيناً أهمية توخي الموضوعية، وتحديد الأهداف وجمع البيانات وتحليلها وتنظيم الأمور بطريقة تنسيقية، وقياس أثر ونتائج الاستجابة، والعمل مع الشركاء وصولاً إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.وتهدف الورشة التي تمتد على مدار يومين إلى استعراض تنفيذ استجابات التعليم وفقاً لخطة الاستراتيجية لعام 2015 عن طريق تشارك وتبادل الدروس المستفادة، وتقديم حل مشترك لمعالجة الثغرات والتحديات الرئيسية التي تم تحديدها، وتحديد الأولويات الاستراتيجية لقطاع التعليم لمعالجة الاحتياجات التعليمية الفورية للأطفال والمراهقين المتضررين في عام 2016، وتحسين الاتصال والتنسيق وقدرات أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجال التعليم على الصعيدين الوطني والدولي لتقديم تدخلات التعليم بطريقة منسقة ومتماسكة وذلك لتحسين نوعية استجابة التعليم.وتتناول الورشة عرضاً لأهدافها وبرامجها بالإضافة إلى لمحة موجزة عن التعليم في سورية، وعروض تقديمية عن مجموعة عمل قطاع التربية، والوضع الحالي له في سورية .كما تناقش الورشة تقييم احتياجات قطاع التعليم والبرامج الحالية والقادمة لدى قطاع التعليم.ويشارك في الورشة ممثلون عن وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات، وممثلون عن وزارت (الخارجية والمغتربين، الإدارة المحلية، الشؤون الاجتماعية، البيئة) والمكتب المركزي للإحصاء، بالإضافة إلى أعضاء دوليين ومحليين.
التاريخ - 2015-10-11 8:47 PM المشاهدات 1159

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا