الحرب الباردة السورية و تغيير مجرى التحالفات الدولية

  خاص - الحرب الباردة السورية و تغيير مجرى التحالفات الدولية ..  بقلم علي رضا    مع اقتراب التحالف الدولي الذي أعلنه القيصر الروسي من يومه العشرين بالتزامن مع التقدم الكبير للجيش العربي السوري في عدد من المناطق الهامة خاصة في أرياف ادلب وحماه وحلب واللاذقية والسويداء والتي دارت فيها عجلة الأنتصارات، مع حصيلة القضاء على العشرات من المسلحين بالاضافة الى فرار اعداد كبيرة منهم خارج الحدود .  هذا ما لم يعجب الولايات المتحدة الاميريكية وحلفائها "صبيانها" من تركيا وقطر والسعودية الذين أدعوا صداقة الشعب السوري بينما هم أكثرهم سفكا" للدم السوري إعلاميا" وتمويلا" للإرهابين .  هذه التطورات العسكرية والسياسية والدبلوماسية بالتصريحات والحركات ذات التواتر السريع في الكواليس السورية والروسية والإيرانية و الاميريكية تنذر بحرب باردة جديدة بين الأعداء التقليديين روسيا وأميريكا وخاصة بعد احداث أوكرانيا والملف النووي الإيراني والآن المسألة السورية. فبعد استيقاظ الدب الروسي من جديد عبر الفيتو المزدوج مع صديقه التنين الصيني تغيرت شكل التحالفات الدولية من قطب مهيمن الى عدة أقطاب متوازنة على ميزان القوى السياسية وقواعد الاشتباك .  فاليوم تعلن روسيا بشكل علني دعمها للقيادة السورية والجيش العربي السوري الذي يقاتل الإرهابيين منذ اربع سنوات ونصف على كامل التراب السوري من الشمال الى الجنوب ومن الشرق والغرب وذلك برسم تحالف دولي رباعي ضد العدو الحقيقي الذي ابتكرته الولايات المتحدة الاميريكية وحلفائها من داعش والنصرة وغيرها .  أي أن روسيا ،الصين ،إيران وسورية وبالاضافة للعراق يقفون بخندق واحد يواجهون جذور الإرهاب ويضربون معاقلهم في الرقة وحلب ودير الزور وحمص على عكس الحلف الآخر الداعم الأكبر للإرهاب وأدواته، والسؤال هنا .. هل سنشهد حرب ساخنة بين روسيا والولايات المتحدة الاميريكية وتحديدا بعد تصريحات أوباما الاخيرة التي تحدثت عن عدم وجود اي تقارب بين واشنطن وموسكو في القضية السورية؟؟ و هذا إذا مادل فإنه يدل إما على عدم جدية واشنطن بالحرب من جهة  او ان الأزمة السورية التي أيقظت هذه الحرب سوف توازن القوى الإقليمية العالمية من جديد بالجهة الاخرى . بإختصار إن هذه الحرب التي وصلت الى عامها الخامس قد أفشلت هذا المخطط الكبير في تقسيم المنطقة، وترسيم الحدود الجديدة على نمط سايكس بيكو لكن بحلته الجديدة تحت تسمية ( الربيع العربي ) والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء على أيدي المتأسلمين الذين استغلوا الدين الاسلامي لتنفيذ أجندات صهيوأمريكية في المنطقة .  سورية وروسيا بدأتا حرباهما على الارهاب مصممين بالقضاء على الإرهابين، واضعين الولايات المتحدة الاميريكية في مأزق كبير إما التحالف معهم أو الانكفاء عن دعم الإرهابيين وإجبار أذيالهم عن التراجع والدعم اللوجستي والعسكري والمادي للمسلحين .  طبعا بعد فشل التحالف الاميريكي بالقضاء على الإرهابين في مطلع العام الماضي ولغاية الآن على عكس تحالف السوري الروسي الذي حقق نتائجه منذ الساعات الاولى لانطلاقه . فالجيش العربي السوري المتسلح دوما" بالحاضنة الشعبية والقيادة الحكيمة المصممين على النصر الأسطوري بالمقاومة والصمود والعزيمة وذلك من اليوم الاول للحرب العالمية الثالثة على سورية هو الأقدر على هزيمة تلك الأساطير الغربية .