أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن فك الحصار عن مطار كويرس العسكري في ريف حلب وتكبيد التنظيمات الإرهابية خسائر فادحة شكل رسالة واضحة للجميع بثبات وقوة وإرادة وعنفوان جنود وضباط الجيش العربي السوري.
وأوضح السيد نصر الله فى كلمة له بمناسبة يوم الشهيد اليوم أن هذا الانتصار الكبير الذي جاء بعد سنوات من الحصار “له دلالة كبيرة وخصوصا لأولئك الذين حاولوا تشويه صورة الجيش العربي السوري وشككوا بفاعليته وقدرته” لافتا إلى القدرة القتالية العالية التي أظهرتها القوة المتقدمة باتجاه المطار بعمق عشرات الكيلومترات رغم الكمائن والألغام والمفخخات التي لم يفلح عبرها إرهابيو داعش بوقف تقدم الجيش.
وبين السيد نصر الله أن هذه الوقائع الميدانية هي “رسالة لأمريكا وأدواتها وحلفائها بأن عليهم إسقاط الخيار العسكري والذهاب بشكل جدي إلى حل سياسي واقعي دون شروط تعجيزية أو استعلائية سواء في سورية أو اليمن أو أي مكان آخر”.
وأعاد السيد نصر الله إلى الاذهان ذكرى مناسبة “يوم الشهيد” حين اقتحم المقاوم الاستشهادي أحمد قصير بسيارته المليئة بالمتفجرات مبنى الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور لتكون أول عملية استشهادية وهي الأضخم والأقوى في تاريخ الصراع والمقاومة متوجها بالتحية الى جميع شهداء المقاومة وشهداء الجيشين السوري واللبناني الذين حرروا الارض وواجهوا الارهاب ببركة دمائهم .
وشدد السيد نصر الله على أن دماء الشهداء هي التي بعثت روح المقاومة والعزة في شعوب الامة لافتا الى أن حب الشهادة كانت منذ البداية السلاح الاقوى في وجه غطرسة العدو.
ونوه السيد نصر الله بروح المقاومة المنبعثة من فلسطين التي فرضت من جديد قضية المسجد الأقصى والمقدسات على كل العالم موءكدا أن غطرسة الكيان الصهيوني وإجرامه لن تثني أبناء الشعب الفلسطيني عن مواصلة النضال لاستعادة كل حقوقهم .
وأكد السيد نصر الله أن الولايات المتحدة الامريكية تغطي كل جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين وزيارة رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو الى البيت الابيض جددت الانحياز الامريكي الكامل ودعمه للجرائم التي يرتكبها هذا الكيان بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
ولفت السيد نصر الله إلى أن حزب الله الحاضر في مناقشات “الشيطان الأكبر” وأداته في المنطقة “إسرائيل” على أنه يهدد مشروعهم ويقف في وجه عدوانهم وهيمنتهم يعني أنه في المكان الصحيح وفي موقع التأثير الحقيقي بمعادلات المنطقة .
ونبه السيد نصر الله إلى الحروب التي ينفق عليها مئات الملايين من الدولارات باعتراف الامريكيين وأدواتهم عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للنيل من روح المقاومة في المنطقة بأكملها مؤكدا أن هذا النوع من الحروب الذي له أدواته الدولية والإقليمية والمحلية لن يثني المقاومة عن مواصلة طريقها في ردع العدوان وتحرير الأرض.
واستبعد السيد نصر الله أن يكون لدى العدو الصهيوني أي قدرة لشن حرب عسكرية على لبنان بسبب كلفة هذه الحرب عليه وإدراكه معادلة الردع القائمة في لبنان إلا أن هذا “لا يعني أن خيار الحرب ليس قائما”.
وفيما يتعلق بالشأن اللبناني الداخلي اعتبر السيد نصر الله أن الأوضاع اللبنانية الحالية تعد “أمرا مؤسفا للغاية” منبها إلى أن الخطورة تكمن في أن المجتمع اللبناني “بات هشا” وليست الدولة اللبنانية وحدها نتيجة قيام بعض القوى بتفسير القضايا السياسية وحتى ما يتعلق منها بالدستور على مزاجها.
وحول الجلسة التشريعية المرتقب عقدها في البرلمان اللبناني غدا رأى السيد نصر الله أنه من مصلحة لبنان أن يكون جميع اللبنانيين حاضرين في هذه الجلسة معربا عن ترحيبه بإعلان العماد ميشيل عون مشاركته فيها وشكره لكل من بذلوا الجهود وتعاونوا وتعاطوا بمسؤولية وطنية مع هذا الموضوع .
وأوضح السيد نصر الله أن معالجة الأزمة السياسية في لبنان تتطلب وجود تسوية سياسية شاملة وحقيقية على المستوى الوطني لمعالجة القضايا الأساسية دفعة واحدة بما فيها ملف الرئاسة والحكومة المستقبلية والمجلس النيابي وعمله وقانون الانتخابات داعيا جميع اللبنانيين الى الوقوف معا لمعالجة كل القضايا ومن بينها موضوع النفايات وسلسلة الرتب والرواتب وموضوع العسكريين المختطفين من قبل المجموعات الإرهابية والهجرة وأزمة البطالة وغيرها .
وفي ختام كلمته أكد نصر الله أن المقاومة ستستمر في تحمل مسوءولياتها إلى جانب الجيش والشعب اللبنانيين “سواء في الجنوب لحماية لبنان من الأخطار ومواجهة المشروع الصهيوني أو في الحدود الشرقية لحماية الشعب اللبناني في مواجهة المشروع الإرهابي التكفيري”.
التاريخ - 2015-11-11 5:31 PM المشاهدات 672
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا