شبكة سورية الحدث


مدينة تطوان المغربية ( الحمامة البيضاء )

  تلقب تطوان اليوم بين أهلها البالغ عددهم أكثر من 300 ألف نسمة بـ"الحمامة البيضاء"، وعلى مدخلها يوجد تمثال جميل ضخم لحمامة بيضاء يجسد هذا المعنى. تقع في منطقة الريف الكبير وفي منطقة فلاحية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف. تتميز تطوان بقدرتها الحفاظ على الحضارة الأندلسية فيها، مع تكيفها المستمر مع الروافد الثقافية الواردة إليها , تاريخ تطوان ضارب في القدم ففي غرب موضع المدينة الحالي وجدت مدينة رومانية تسمى بتمودة. وجدت حفريات وآثار من مدينة تمودة يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. دمرت تمودة حوالي عام 40 م على إثر أحداث ثورة إيديمون. واقيم حصن روماني ما زالت اسواره ظاهرة إلى الآن. أما اسم تطوان فهو اسم وموجود حسب المراجع منذ القرن الحادي عشر الميلادي. في أوائل القرن الرابع عشر وتحديدا عام 1307 م، أعيد بناء المدينة كقلعة محصنة يقال أن هدفه كان الانطلاق منها لتحرير مدينة سبتة. وفي خضم تلك الحروب دمر الملك الإسباني هنري الثالث المدينة عن آخرها سنة 1399 م. يبدأ تاريخ المدينة الحديث منذ أواخر القرن الخامس عشر، عند سقوط غرناطة سنة 1492 على يد ملوك الكاثوليك فردناند وإيزابيل أي منذ أن بناها الغرناطي سيدي علي المنظري، وهو اسم أصبح رمزا ملازما لمدينة تطوان. خرج آلاف من المسلمين وكذلك اليهود من الأندلس ليستقروا في شمال المغرب عموما وعلى أنقاض مدينة تطوان، فعرفت هذه المدينة مرحلة مزدهرة من الإعمار والنمو في شتى الميادين فأصبحت مركزا لاستقبال الحضارة الأندلسية , والأسر التقليدية التي تحمل القيم الثقافية الأندلسية التي كانت تسكن المدينة القديمة غادرتها نحو الأحياء العصرية وحلت محلها عائلات بدوية أو من مشارب ثقافية أخرى وهو ما يؤثر على المضمون الثقافي الأصيل لهذه الفضاءات. ويشتهر التطواني الأصيل باعتداده بنفسه واستعلائه على باقي سكان المغرب، ويطلق التطوانيون على المغاربة الآخرين "سكان الداخل". تحتوي تطوان على عدة أزقة رئيسية تربط بين أبواب المدينة وساحاتها وبناياتها العمومية كالفنادق والمساجد والزوايا ويميزها أيضا كنيسة انتصار الواقعة وسط المدينة ، إضافة إلى مختلف الأحياء التجارية الأخرى الخاصة بالحرف التقليدية. كما تخترق المدينة عدة أزقة ثانوية تغني النسيج الحضري للمدينة، الذي يتكون من ثلاثة أحياء هي: الرباط الأعلى والرباط الأسفل وحارة البلد. هذا الأخير يعتبر أقدم أحياء تطوان وأحسنها صيانة، حيث تتمركز جل الورشات الخاصة بالحرف التقليدية وأهم الحرف والصناعات التقليدية صناعة النحاس التي بدأت 1965 حيث تصنع من النحاس الاواني المنزلية وبعض أواني الديكور ومن الصناعات صناعة الحياكة والألبسة  تعد من بين أهم الحرف التي كانت زاهية منذ تأسيس مدينة تطوان، وكانت معروفة باسم "تادرازت ,  الطرز التطواني: من بين أهم صنائع الطرز المعروفة على صعيد مدينة تطوان "التعجيرة" وهي صنعة تقليدية أندلوسية، توارثتها الأجيال عبر عصور، تنفرد بها مدينة تطوان أساسا دون غيرها من المدن المغربية.           من بين القطع الفنية لهذا النوع من الطرز نجد: كساء الفراش التقليدي "الناموسية"، ملابس تقليدية، أغطية للتزيين، ستائر إلى غير ذلك. * صناعة الحصير من الديس: كانت صناعة الحصير وتجارتها رائجة كثيرا في مدينة تطوان ووجدت لها سوقا هامة على مستوى الداخل والخارج. - وتشتهر تطوان بالمعالم التاريخية كقصبة سيدي المنظري والمسجد ومخازن الحبوب وبعض الدور السكنية المتميزة عمرانيا والتي يغلب عليها الطابع الهندسي المورسكي .                                                                    المغرب – تطوان                                                             منيبة بن عبد المومن
التاريخ - 2016-01-04 10:31 PM المشاهدات 1870

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا