ينقل المغرّد السعودي المعروف باسم "مجتهد"، الأربعاء، عن مسؤولين أمنيين في المملكة عدم استبعادهم انتقام تنظيم "القاعدة" بالرد بالسلاح في السعودية على إعدام اعضاء من التنظيم السبت الماضي. لكنه يستبعد أن تستخدم إيران قوتها العسكرية في حرب مباشرة ضد بلاده، على خلفية قضية اعدام الشيخ نمر باقر النمر.ويقول ضمن تغريدات أطلقها، اليوم، على صفحته في موقع "تويتر: نقلاً "عما اجتمع لدى وزارة الداخلية والاستخبارات السعودية عن ردود الفعل التي يمكن أن تحصل بسبب الإعدامات سواء من إيران أو من غيرها، نبدأ بالتعليق على تبعات قتل رموز القاعدة، فلا تتوقع الداخلية رد فعل سلمي، ولا تستبعد رد فعل مسلح، سواء في فترة قريبة أو بعيدة.وأشارت معلومات الداخلية، الى أن عناصر القاعدة لديهم رغبة شديدة بالانتقام، لكن ليس لديهم القدرة على تنفيذ هذه الرغبة، بسبب محاصرتهم على مر السنين. لكن توفرت معلومات جديدة بعد توسع نفوذ القاعدة في اليمن، تدل على أنهم الآن أقدر على تنفيذ التهديدات، لكن لم تكتمل الصورة في شكلية التنفيذ".ويضيف المغرّد السعودي المجهول الهوية والذي يقال بأنه أحد أعضاء عائلة آل سعود الحاكمة، أن "وزارة الداخلية السعودية لا تقلق من عمليات تسهدف رجال أمن أو أهداف مدنية سواء سعودية أوغربية، لأن هذه الأهداف ستضر القاعدة أكثر مما تنفعها وتقوي السلطة ضدها. لكن تخشى من استهداف العائلة الحاكمة، لأن مثل هذا الهدف قد يربك التوزان في العائلة، وربما يحظى بتعاطف شعبي بعد تململ الناس بسبب تردي الأوضاع".المنشآت النفطية مهددةويلفت النظر إلى أن "هدف آخر تخشاه (الداخلية السعودية) هو المنشآت النفطية، لأنه يحرج السلطة، كونها لم تتمكن من تأمين تدفق النفط، وهي المهمة الأساس في رضا القوى الكبرى عن هذه السلطة. وهكذا فلديهم معلومات عن رغبة القاعدة في الانتقام، وأن قدراتهم التنفيذية تحسنت، لكن لم تتوفر معلومات عن التفاصيل ولذلك اخذت احتياطات عامة".وحول ردة الفعل على إعدام الشيخ النمر وبقية الناشطين، يصف مجتهد الحديث عنه بأنه "معقد ومتداخل ومرتبط بالتطورات الزمنية والدور الإيراني وتوجه الطائفة الشيعية".ويقول "أياً كانت التطورات، فمن المستبعد أن تستخدم إيران قوتها العسكرية في حرب مباشرة، لكن لديها أوراق تسرب ما يدل على أنها تريد تحريكها ضد السعودية"، مشيراً الى أن "طهران قد تلقت تطمينات غير مباشرة أيام الملك عبدالله، بأن النمر لن يعدم، وحتى بعد استلام (الملك) سلمان كان تقديرهم أن الإعدامات لن تشمل نمر النمر".ويستنتج انه "لهذا السبب لم تكن إيران متهيئة ديبلوماسياً وسياسياً واستخباراتياً بشكل جيد للتعامل مع الحدث، وتصرفت بعجلة وارتباك بتصرفات حمقاء منها حرق السفارة"، معتقداً ان "ايران متحسرة كون صدر عنها هذا الفعل، ليس احتراماً للسعودية، لكن لأنها ظهرت بمظهر المتهور العاجز الذي خرق قوانين دولية بسبب غضب مستعجل".ويقول: "المعلومات تقول إن هذا التصرف صدرعن جناح انفعالي في المؤسسة الإيرانية، له نفوذ وحصانة، ولذلك رغم اعتذار إيران فلن يتعرض من حرق السفارة للعقاب. لكن الخطورة لا تأتي من هذا الجناح المتشنج، بل من الجناح الأقوى والأكثر نفوذاً والذي يعمل بطريقة استراتيجية هادئة ويعرف كيف يستخدم أدواته ضد الخصم".ويشير مجتهد الى أن "السعودية لم تحمل هم الجناح المتشنج (في ايران)، لأنه ضر ويضر إيران أكثر مما ينفعها، وكل تركيز السعودية كان ولا يزال منصباً على حساب ردة فعل الجناح الآخر. كان تقدير السعودية -وهو تقدير صحيح- أن هذا الجناح (الهاديء) لا يريد أن يربك التعاون غير المباشر بين السعودية وإيران في محاربة داعش"- تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام."النمر ليس غالياً على إيران"ويرى أن "السعودية اعتقدت أن النمر ليس غالياً على إيران، لأنه عارض بعض سياساتهم، ويقال إنه أبعد منها بعد أن كان فيها لدراسة العلوم الشيعية. السعودية لم تدرك أن إيران لاتنظر له بصفته مؤيداً أو معارضاً لسياستها، بل بصفتها مدافعة عن الرموز الشيعية في السعودية حتى لا يتجرأوا على غيره".ويكشف مجتهد أن الأميركيين أخبروا السعوديين أن الأمر أخطر مما يتصورون، وأن الإيرانيين لديهم أوراق خطيرة، منها تحريك الشيعة، ومنها تغيير برنامج وخطة الحوثيين (في اليمن)"، مشيرين الى ان "التيارات الحركية المؤثرة في الشارع الشيعي السعودي، متعددة بطيف كبير سواء في خياراتها للعمل المسلح والسلمي، أو في قربها وبعدها من إيران".ويقول هنا: "صحيح أن إيران لا تؤثر إلا على جزء من هذه التيارات، لكن الجزء المنظم والمدعوم دائماً أكثر قدرة على صناعة الحدث من التيار غير المدعوم. التيارات المتأثرة بإيران فيها السلمي وفيها المسلح، والمسلح عدده ليس بقليل، ولديه من التدريب والتسليح ما يكفي لمواجهة خطره في بعض مدن الشرقية. وكانت إيران -على مدى سنين- قد أقنعت التيارات المتأثرة بها بكبح جماح غضبها، لأن السعودية تقوم بدور جيد في تمكين إيران من العراق ومحاصرة السنة".ويضيف: "من المفارقات أن إيران لم تكن متحمسة للتظاهرات والتجمعات التي حصلت قبل سنتين، رغم تغطيتها بوسائل إعلامها والتعاطف معها في سياق المجاملة. لكن إيران لم تقف مكتوفة اليدين بل تهيأت للمستقبل ونظمت ودربت عدداً من الشيعة السعوديين في سوريا ولبنان والعراق لتحريكهم عسكرياً عند اللزوم"."مسلحون شيعة"ويشير مجتهد الى أن "الداخلية السعودية لديها علم بوجود متدربين شيعة داخل السعودية بسلاحهم وعتادهم، لكنها لا تستطيع تحديد هوياتهم وانتشارهم ولا تقدير حقيقي لقوتهم".ويكشف "أن الأميركيين أوصلوا للحكومة السعودية حديثاً أن عدد الشيعة القادرين على التحرك عسكرياً يكفي لخلخلة الوضع، بل ربما فوضى في أجزاء من المنطقة الشرقية".ويضيف أن واشنطن نصحت الرياض "أن تخفف التصعيد وتسحب التوتر ولا تراهن على احتياطاتها الأمنية، لكن السعودية أكدت أنها قادرة على احتواء الموقف أمنياً".ويتابع أن "الداخلية السعودية تراهن على أن التحدي الشيعي المسلح محدود وقابل للاحتواء، لكن دوائر المباحث تعترف أن هناك قلق حقيقي من خطأ في التقدير وخوف من مفاجآت"."واشنطن حذرت الرياض"ويتساءل مجتهد هنا: "هل بالغ الأميركان في تحذير السعودية لتحقيق أجندة أميركية أو أن نصيحتهم صادقة؟ لم تتوفر حتى الآن معلومات والوقت كفيل بالإجابة".ويلفت المغرّد السعودي الانتباه الى أن "الورقة الثانية التي يستطيع الإيرانيون تحريكها هي اليمن، حيث كانت استراتيجيتهم أن يتمكن الحوثيون داخل اليمن، من دون حاجة لاجتياح مدن سعودية. وعملاً بذلك، اكتفى الحوثيون في مناوشاتهم الحدودية باختراقات محدودة لأجل تقوية موقفهم في المفاوضات، وليس بهدف التقدم في اتجاه جيزان أو نجران. لكن يبدو أن الوضع تغير الآن، وقد أبلغت أميركا السعودية أن إيران ربما تضغط على الحوثيين لشن هجوم واسع وتحديداً في اتجاه جيزان وليس نجران. ولا نريد الإرجاف (التخويف) بأحد لكن من المصلحة أن نعترف أن الاستعداد العسكري والمعنوي والفني والتنسيقي لايضمن إيقاف اجتياح حوثي قد يصل إلى جيزان".ويرى مجتهد أن "إيران لا تريد من هذا الاجتياح تشبث الحوثيين بجيزان والبقاء عليها محتلة، بل تريد استخدامها كوسيلة تركيع للسعودية للقبول بالمطالب الإيرانية، موضحاً ان سبب القلق على جيزان تحديداً لأن بين مدينة جيزان والحدود سواتر تحمي الحوثيين من الطيران من قرى ومزارع وأدغال وتضاريس غير موجودة في جبهة نجران.ويخلص الى ان " أميركا لهذه الِأسباب قلقة من التصعيد، وتخشى فقدان التركيبة الهشة التي حققت لها قدرة في جمع السعودية وإيران في خندق واحد ضد داعش والقاعدة. وتقدير أميركا صحيح، فلولا مشاركة السعودية في التحالف العالمي عسكرياً وسياسياً وإعلامياً واستخباراتياً ودعمها للثورات المضادة لسقطت بغداد بيد داعش".ويحلص الى أن "أميركا لا تلام على هذا القلق، فإنه لولا التفاهم السعودي الإيراني غير المباشر، لاجتاحت داعش العراق والخليج ولاجتاحت القاعدة اليمن".
التاريخ - 2016-01-09 6:41 PM المشاهدات 5483
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا