شبكة سورية الحدث


الجيش العربي السوري , لا مديح ولكن حقيقة

سورية الحدث - بقلم :بلال الحكيم قبل ثلاثة سنوات, عندما كان الجميع مشغولون بالسياسة أو بمظاهر الاحتجاج أو الشغب أو نشرات الأخبار أو الصراخ أو أي شيء آخر يمكن أن يقال عنه مشهد مدني, كان الجيش العربي السوري لا يزال في ثكناته العسكرية يتدرب تدريباته الروتينية ويقوم من جهة أخرى بالعمل على التنسيق مع حركات المقاومة في كيفية تطوير ترسانتها العسكرية والصاروخية, لم يكن قد وجد نفسه معني بمعالجة المشكلة الطارئة داخل الوطن السوري, فهناك جهات أخرى مختصة في التعامل مع هكذا مستجدات. بعدها بأيام قليلة بدأت بالظهور مشاهد لجماعات ترفع السلاح خفية, مندسة بين المتظاهرين أو في البنايات المحيطة, تطلق النار على رجال الأمن السوري ثم تختفي, بل وتطلقه على المتظاهرين انفسهم, ويكون هناك من قد صور المشهد كاملاً وقام بإرساله إلى عشرات القنوات المترقبة لكل جديد (ثوري , درامي ). كان الجيش العربي السوري لا يزال وحتى تلك اللحظة في معسكراته الممتدة على طول الوطن السوري, يراقب عن بعد مستجدات الواقع السياسي وتفاصيله الشائكة. إلى ذلك الحين كانت القنوات الاعلامية الدولية والعربية لا تزال تتحدث عن متظاهرين سلميين وعن شعارات ثورية سلمية ومدنية خالية من أي مظاهر عنف أو تسلح وتقدم في سبيل ذلك كل ما يمكن تقديمه من براهين, معتمدة على مسيرات تقام بين الأزقه لعشرات الشباب والأطفال مع لوحات كرتونية تبين وقت وتاريخ ومكان المسيرة الزقاقية العظيمة !. القيادة في سوريا تعرف جيداً أن مئات بل الاف الجهات الدولية تنتظر من "النظام" السوري أول العثرات التي قد توقعه بالفخ وأن يقوم نتيجة للتوتر أو الخوف أو الارتباك بردات فعل غاضبة تساعدهم لاحقاً في استخدامها ضده لتبرير أي موقف عدائي من شأنه مساندة المساعي الهادفة لإسقاط "النظام". ورغم المعرفة المسبقة للقيادة السورية بأن المسيرات الصغيرة والنادرة لن تتمكن من إحداث أي هزات تذكر, وبالتالي فإن المساعي الدولية ( المتآمرة ) ستسعى حتماً لعسكرة المشهد, في محاولة لتكرير السيناريو الليبي مع تكثيف أكبر في الجهود الاعلامية والدبلوماسية تمهيداً للدعم الأكبر بالسلاح والمقاتلين, وبما يتناسب وخصوصية "النظام" السوري وجيشه العقائدي المتين. القيادة السورية تجنبت منذ اللحظة الأولى في ادخال الجيش لحسم النزاع رغم المطالب الشعبية التي بدأت تصدح وتطالب بسرعة تدخله بعد أن اتضح جلياً تسلح الجماعات واعتداءاتها المتكررة على رجال الأمن وعلى الموطنيين. فكانت القيادة منذ اللحظة الأولى واعية لهذا المخطط, ففوتت كثير من الفرص للجهات المتربصة, وهذا ما استدعى التحول نحو خطط أخرى أكثر خبثاً ودهاءً, فكانت الخطة أن ترتكب الجماعات المسلحة المجازر ثم تصورها وتتهم "النظام" السوري بارتكابها, فتأجج بذلك العالم كله ضد "النظام" السوري وجيشه ورجال الأمن فيه. في تاريخ 2011/7/6 تفاجئ الجميع بمجزرة خطيرة وبشعة نال فيها أكثر من 120 رجل أمن سوري مصرعهم, مع مواطنيين كانوا قد لجئوا إلى مركز أمني قريب للاحتماء من اعتداءات الجماعات المسلحة التي بدأت باستهداف المواطنيين الذين يرفضون التعاون معهم أو يعتقد بأن لهم مشاعر تأييد مع "النظام", 20 عنصراً أمنياً من الشهداء كانوا قد تعرضوا لكمين مسلح قبل المجزرة بلحظات. تجنب هذا الجيش العريق كل الاستفزازات التي قد تحدث كردات فعل غاضبة لحالات القتل والتنكيل الغادرة التي تعرضت لها كثير من جنوده في نقاطه العسكرية. حيث كانت أغلب ( بطولات ) الجماعات المسلحة تقتصر على شن هجمات مباغتة على النقاط العسكرية التي يتواجد عليها خمسة جنود, أقل أو أكثر, ثم تصوير العملية وتسويقها على أنها ( سقوط المنطقة الفلانية بأيدي الجيش الحر ), في حين أنها عملية غادرة ليس فيها اي مقومات أو ملامح البطولة, ثم أن تلك الجماعات اياها لا تبقى في تلك المنطقة أكثر من عشر دقائق, حيث يكون الغرض هو التصوير وبث الخبر وليس الاستيلاء على المنطقة!. كما تمكن الجيش السوري من مواجهة كل هذه الهجمة المسعورة وكل هذه الامكانيات الدولية وكل هذا الضخ بالأموال والسلاح والمقاتلين من جميع انحاء العالم؟ اليس هذا سؤال كبير محط تعجب واعجاب؟ يمكن أن يقال أن ذلك عائد للعقيدة القتالية التي تدرس في الاكاديميات العسكرية السورية والمشهورة بالانضباط والتفاني والتضحية وفي حب الوطن والايمان بمصداقية واحقية المسار الذي تنتهجه القيادة السياسة ويمكن أن يقال أيضاً بأنه الوعي الكامل للمقاتل في الجيش العربي السوري بأن الشعارت التي تأتي عبر الفضاء الاعلامي التضليلي هي شعارات مزيفة وأن الغرض منها ما هو إلى تدمير الوطن وتدمير جيشه الوطني ومؤسساته المدنية تمهيداً لوضعه تحت الوصاية الدولية. وهنا نجد أن الجيش العربي السوري والقيادة السياسية أيضاً مطالبة في تقديم الخبرات لمن يطلب منهم ذلك وأنها لن تبخل في تقديم المعلومات والتكتيكات الأمثل في الحرب مع هكذا جماعات دموية ووحشية, فبعد أكثر من ثلاث سنوات من المواجهة والانتصارات, لاشك أن الجيش السوري قد كسب فيها خبرات كبيرة وقيمة, يحتاجها الجيش العراقي وكذلك الجيش اليمني والليبي وغيرها من الجيوش العربية في مسيرة حروبها مع تلك الجماعات المدعومة امريكياً وصهيونياً وسعودياً وقطرياً وتركياً. العهد قائم والنصر قادم والعز بأسدنا دائم
التاريخ - 2014-06-17 2:56 PM المشاهدات 1837

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا