لا يمكن لأحد أن ينكر أن الرَّابطة الزوجية هي الرابطة الأسمى والأقدس بين الروابط الاجتماعية كافة.. بل إن الديانات السماوية جميعها باركت هذه الرابطة وأرست شروطها بأن يحفظ كل من الزوجين عهوده تجاه زوجه.. غير أن رياح الأقدار تأبى إلا أن تتقاذف ضعاف النفوس من الأزواج وترمي بهم إلى وديان الضياع من غير رجعة، حيث يكون ثمن الخيانة باهظٌ جداً يصعب على الإنسان الخائن تحمله أوسداده على طول الأيام، والقصة التي بين أيدينا لهذا اليوم ليست إلا واحدة من عشرات القصص التي باتت تغصُّ بها المحاكم الشرعية بدعاوى الخيانة الزوجية مع اختلاف الأسباب في بنيان هذه الدعاوى، فإلى التفاصيل:كان عمل (عماد) يفرض عليه الخروج من منزله صباحاً والعودة في ساعة متأخرة من الليل بحثاً عن لقمة الحلال، وهذا ما دفع بزوجته المدعوة (لمى) إلى الشعور بالملل طوال النهار كونها تجلس وحيدة في منزلها تنتظر عودة زوجها كل يوم الذي لا يلبث أن يتناول طعام العشاء حتى يرتمي بفراشه مستسلماً لنومٍ عميق لا يستيقظ منه حتى صباح اليوم التالي ليخرج إلى عمله مجدداً، أما أيام العطل فكان يخرج مع أصدقائه تاركاً زوجته في المنزل بين أربعة جدران.. مانعاً إياها من التحدث أو زيارة أو استقبال أحد الجوار بحجة أن الجوار لا يأتي منهم إلا المصائب..كانت (لمى) تشعر بنفسها وكأنها قطعة جماد لا قيمة لها، يحركها زوجها كيفما شاء وبأي وقتٍ يشاء، وذات يوم ولدى زيارتها لمنزل أهلها طلبت منها والدتها الذهاب معها إلى السوق لشراء بعض الألبسة، وبعد توسط الحماة لدى صهرها قَبِل ذلك الأخير على مضض طلب والدة زوجته، لتسوق الأقدار المدعوة (لمى) إلى محل المدعو (سامر) عندما افتتن بها هذا الأخير وأخذ يملي على مسامعها الكلام المعسول الذي كان قد حفظه عن ظهر قلب ليستدرج به زبائنه، ومع ضعف خبرة (لمى) في الحياة وقلة تجاربها فهمت من محدثها أنه معجب بها، وخصوصاً أنه قد أعطاها (كرت محله) الذي اعتبرته خيط الوصل بينهما...صراع الخير والشر:عادت (لمى) إلى بيتها وتلك الكلمات التي نطق بها (سامر) تغازل عقلها وقلبها الذي حفر بداخله صورة ذلك الشاب الوسيم الذي افتتن بها حسب اعتقادها.. صراع عنيف أخذ يعتصر فؤادها الصغير بين مبادئها وما تربت عليه وما تعلمته من قيم وأخلاق لصيانة الحياة الزوجية وحفظ زوجها في غيابه، وبين الحب الذي ملأ شغاف قلبها وأسر عقلها بتلك الكلمات المعسولة التي أسرتها.. أيام قليلة وشجار بينها وبين زوجها دفع بها إلى حزم أمرها والاتصال بذلك الرقم الذي لم يزدها إلا وجداً على وجد وولعاً بـ(سامر) الذي استطاع أن يصل إلى مبتغاه دون عناء، ففي غفلةٍ عن العيون كان ذلك اللقاء المشبوه بين العاشقين، وكان ما كان في منزل الزوجية من لقاءات حميمية امتدت لشهورٍ طويلة...كشف المستور:مرض ألمًّ بـ(لمى) استدعى نقلها إلى المستشفى إثر تعرضها لآلامٍ حادة في خاصرتها دفعها إلى القيام بعملٍ جراحي والبقاء في المستشفى لعدة أيام، وعندما علم (سامر) بمرضها اتصل بها وعلم منها الوقت المناسب لزيارتها عندما تكون لوحدها من غير مرافق.. حمل بيده باقة من الورود وأسرع إلى زيارتها في الموعد المنتظر.. جلس إلى جانبها وراح يمازحها بالكلام المبطن الذي اعتادت على سماعه منه وضحكاتها تملأ المكان عندما شاء القدر أن يكشف المستور لدى دخول زوجها ويرى جانباً من مشهدٍ حميمي بين زوجته وعشيقها الذي ما لبث أن فرَّ هارباً عندما رأى (عماد) يتهجم عليه وينعته مع زوجته(لمى) بألفاظٍ نابية .. لكن صراخ (عماد) دفع المتواجدون هناك إلى الإمساك بـ(سامر)، حيث قامت إدارة المستشفى بالاتصال برجال الأمن الذين استطاعوا أن يكشفوا أسرار وتفاصيل تلك العلاقة الآثمة التي ربطت بين (سامر) و (لمى)، حيث أحيلت (لمى) بعد خروجها من المستشفى إلى القضاء بدعوى الخيانة الزوجية، فيما وجهت تهمة ارتكاب الزنى بمحصن والاعتداء على شرف الغير للمدعو(سامر)، صدر وأفهم علناً...بقلم محمد الحلبي
التاريخ - 2016-03-02 3:00 PM المشاهدات 3260
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا