شبكة سورية الحدث


أزمة الشباب السوري الاجتماعية والثقافية والاعلامية

عبد الرحمن تيشوري / من فريق عمل الوزير الدكتور النوريبالإضافة لما يعاني الشباب  السوري من مشاكل التعليم الذي لا يلبي طموحاته وأزمة تأمين فرص العمل التي تتفاقم يوماً بعد يوم فإن الحياة الاجتماعية لهؤلاء الشباب هي بدورها تعاني من مشاكل جمة وتمتد في الجذور العميقة لحياة الشباب, فالشباب  السوري غير قادر على الزواج في ظل هذه الظروف المادية الصعبة وتعقيد مراحل الزواج والتكاليف الباهظة المطلوبة من الشباب / الشقة 5-7 مليون والبراد 300 الف وشاشة التلفاز 200 الف وووووو //, وإذا استطاع أي شاب تحقيق ذلك, فإنه يقف عاجزاً تماماً أمام استئجار منزل مناسب أو شراء منزل الذي أصبح ثمنه يفوق أي تصور أو خيال أو حلم بل إن ثمن منزل في الوطن العربي يتجاوز مثيله في الدول الصناعية المتقدمة وأن ثمن أي منزل متواضع يزيد عن الراتب السنوي لأي شاب بمئات المرات,كما أن تطور الحياة وكثرة الأفراد في الأسرة الواحدة وصعوبة الوفاق والتفاهم يجعل من الصعوبة بمكان أن يتزوج الشاب أو الفتاة في بيت الأهل, مما ينعكس جميعه على وضع الشباب الاجتماعي سلباً ويجعل الشباب محبط ممزق, ضائع, محطم لا يعرف ماذا يفعل ولا أي طريق يسلك ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن الوطن العربي يحتاج سنوياً على الأقل إلى بناء مليون منزل جديد, أي يتطلب ذلك رصد 40مليار دولار سنوياً على الأقل من أجل إقامة تلك المنازل .إن الخوف كل الخوف حاضراً ومستقبلاً من أن يؤدي ذلك إلى انحراف الشباب عن الطريق السوي وبخاصة بعد تطور الاتصالات وظهور المحطات الفضائية المتنوعة وإمكانية مشاهدة أنواع مختلفة من البرامج التلفزيونية العالمية ورغبة الكثير من الجهات الخبيثة بتحطيم الإنسان العربي أن لا يعود بالامكان السيطرة واستيعاب الشباب وتوجيههم في الطريق الصحيح مما قد يؤدي إلى انفلات الشباب  كلياً عندئذ ستكون النتائج فاجعة وبخاصة أن المجتمع العربي من المجتمعات المحافظة وانا كباحث سوري احذر من هذه الكارثة القادمة واقترح وضع هذا الامر اولوية في عمل الحكومة والبرلمان القادم / مدن سكنية للشباب وابناء الشهداء مقسطة على 30 عام لا يزيد القسط الشهري عن 10000 ليرة سورية.أزمة الشباب الثقافية والإعلامية: تلعب الثقافة دوراً مهماً في الرقي النفسي والعقلي والاجتماعي للشعوب, ومع الأسف يعاني الوطن العربي حالياً من تدهور في الثقافة في جميع اتجاهاتها وأنشطتها كما يعاني الشباب من انحسار المطالعة والابتعاد عن تثقيف الذات وغياب الحوار الإيجابي البناء وغياب التأمل والتفكير يبعد الشباب عن تحقيق طموحاته وتطلعاته والخوف الأكبر أن تصبح الأجيال في المستقبل غير قادرة على التعبير عن نفسها سواء بالحديث أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى والخوف كل الخوف بأن تصبح اللغة العربية هي اللغة الثانية أو الثالثة مع مرور الزمن حيث اليوم لغة الموبايل والنت الكارثية ,  بالإضافة لذلك فإننا نشاهد الكثير من خريجي الجامعات في الوطن العربي قد هجروا بإصرار العلم والثقافة, بينما المفروض أن يزداد اهتماماتهم بتطوير ذاتهم أكثر بعد التخرج, تشير الكثير من الإحصائيات إلى تخلف الوطن العربي ليس عن الدول المتقدمة فحسب بل أيضاً عن الدول النامية, على سبيل المثال فإن نصيب كل 1000 مواطن في أوروبا 350 كتابا  وفي أفريقيا40 كتابا بينما لا يزيد عن 20 كتاب في الوطن العربي, كما أعد مركز دراسات الوحدة العربية ملفاً إحصائيا على مدى عشرين عاماً بين عامي 1985-2005 جاء فيه أن الوطن العربي كان يصدر 4000عنوان كتاب جديد في عام 1965 ووصل العدد إلى 7000 عنوان كتاب عام 1985 ثم تراجع إلى 2850 عنواناً وبالمقارنة نجد أن اليابان التي يبلغ عدد سكانها نصف عدد سكان الوطن العربي تصدر سنوياً 35 ألف عنوان وشتان بين الكتب التي تصدر في اليابان / ادارة واقتصاد وتكنولوجيا وعلوم المستقبل والذكاء / وبين الكتب التي تصدر في الوطن العربي / ابراج وعشق وكيف تصبح مليونير وارضاع الزميل بالعمل والحاج متولي / .إن انحسار عادة  القراءة لدى الأجيال الشابة مع انخفاض في مستوى المعيشة وتفشي الأمية بكل أنواعها, أضف لذلك على أن أكثر الكتب التي تصدر في الوطن العربي تعيد نفسها واغلبها كتب قديمة لا تنسجم مع روح العصر وطبيعته تجعل الأمة بأكملها في محنة.تشير بعض الإحصائيات العالمية إلى أن : لكل 1000مواطن في عام 1985 كان هناك 37 نسخة كتاب في الوطن العربي بينما هو 59 نسخة في الدول النامية و 490 كتاب في الدول المتقدمة, أي أن الدول المتقدمة تسبقنا بالمتوسط 13 ضعفاً.كما أن وضع الصحف في الوطن العربي ليس أفضل حالاً حيث هي بالمتوسط 110 صحف لم يزد عددها بشكل ملحوظ منذ1984 وتقدر نسخها ب6 ملايين نسخة يومياً بينما تصدر اليابان أكثر من 25 مليون نسخة صحيفة صباحية وأكثر من 12 مليون نسخة مسائية أي ما مجموعه أكثر من 37 مليون نسخة يومياً.كما لابد من الإشارة إلى أن الشباب العربي يمضي أكثر من 4ساعات يومياً في مشاهدة التلفزيون  وقابلة للزيادة مع غزو المحطات الفضائية وأن 40-60%من برامج التلفزيون العربية مستوردة وكثير منها لا يناسب طبيعة هذه البلاد, كما أن البرامج التلفزيونية المحلية دون المستوى المطلوب ولا تساهم بتثقيف الوطن العربي وزيادة وعيه وإدراكه.ايضا احذر هنا من هذا الامر وادعو الى صياغة مشروع ثقافي سوري نحدد فيه ادوار للجميع ونعمل بعقل تنسيقي جماعي لحماية شبابنا وتثقيفه وحماية سورية القادمة واخذ العبر والدروس مما حصل
التاريخ - 2016-03-21 7:40 AM المشاهدات 643

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا