عبد الرحمن تيشوري / مواطن سوري مقهوربدون مناسبة، تخليت نفسي ناطقاً باسم الدول العربية المبعثرة المفككة، اتحدث إلى مندوبي الاذاعة والتلفزيون ومراسلي الصحف ووكالات الأنباء الأجانب عن أهم شؤون الساعة وما يجري في بلدي سورية، ونحن نحتسي القهوة العربية الأصيلة في قاعة المؤتمرات الصحفية في مقر الأمم المتحدة في جنيف مع الوفد السوري.مراسل انكليزي: ما هو سبب اصراركم على تقديم القهوة المرة دون سواها في جميع المؤتمرات والمناسبات واللقاءات؟حتى نظل نتذكر مرارة الواقع العربي الذي تعيشه أمتنا والذي صنعه بني سعود. يتحدثون في الغرب كثيراً هذه الأيام عن تطورات مريبة في المنطقة. ما تعقيبكم على ذلك؟ليتحدثوا بما يشاؤون. فالشعوب في هذه البلاد معروفة بكثرة الكلام وقلة الفعل والنفاقوأنتم؟بالأفعال طبعاً.مراسل أمريكي: ولكن هناك مؤشرات تؤكد تراجعكم عن بعض المواقف.مستحيل، لأننا لم نتقدم أصلاً حتى نتراجع ونحن نتراجع منذ ستين عام ونبتعد عن القدس ولم نحرر شبر واحد من ارضنا ونتكاثر في عدد الدول ونتشظى.هل هناك ما يثبت ذلك؟طبعاً، فمواقفنا السياسية واضحة وصريحة ونعبر عنها باستمرار في صحفنا. وهذه نماذج منها حيث السعودية تقصف اليمن ومجلس التهاون الخليجي يصف المقاومة بالارهاب وليبيا تتمزق. تفضلوا ووزعوها على بعضكم. لا تجفلوا، معكم حق، هناك مشكلة اللغة، فنحن عرب ولا نفهمها فكيف أنتم؟مراسل فرنسي: الصحافة في الغرب تجاري السرعة والتطور، فهي تقدم لقارئها أوسع المعلومات في أقل عدد ممكن من السطور. ولذلك بمجرد أن يتصفحها يلم بكل ما يجري في العالم، ثم يرميها حيث هو في الباص أو الميترو وينصرف إلى عمله.من هذه الناحية نحن أرقى منكم. فالقارىء العربي يرمي الجريدة دون أن يقرأها والبعض لا يشتريها. مراسل سويدي: هل المعارضة مشروعة في الوطن العربي في بلدانكم؟طبعاً مسموحة لك ان تقول ما تشاء والحكومات تفعل ما يحلو لها.مراسل البرافدا: ولكن القوى الديموقراطية محرومة من ابداء أي رأي.اسكت أنت. في بلادكم حتى الطرقات كلها باتجاه واحد.المراسل السويدي: ان حرية التعبير والكلام والمعتقد، مضمونة لجميع فئات الشعب، ويستطيع أي مواطن عربي في أي بلد عربي ... ان يدخل على أي مسؤول ويقول ما يشاء، ولكن متى يخرج فهذه مسألة أخرى.وعن ظروف المعتقلين وحالتهم الصحية والنفسية؟مراسل البرافدا: دعونا من هذا الموضوع.بل سنبقى فيه، اذ ليس عندنا ما نخجل منه، ثم نحن كما هو معروف عنا لا نخجل من شيء. فبالنسبة لظروف المعتقلين، فكل ما يقال هو افتراض ونسج خيال، لأنه اذا كان أهلهم وآباؤهم وأمهاتهم لا يعرفون عنهم شيئاً منذ لحظة اعتقالهم، فكيف يمكن للغرباء أن يعرفوا عنهم كل هذه المعلومات؟مراسل أمريكي: لنعد إلى موضوع الساعة / لبنان وكلام نصر الله ووصم المقاومة بالارهاب /. ان الاعلام العربي لا يزال يصر على أن اسرائيل لم تحقق أهدافها من غزو لبنان.طبعاً.وما هي أهدافها كما تعتقدون؟اننا لا نعرف أهدافنا ولا نعرف الى اين ذاهبون، فكيف نعرف أهداف غيرنا.مراسل أندونيسي: كنتم لسنوات خلت ناشطون جداً على الساحة الدولية، ومتحمسين جداً لمؤتمر جنيف، مؤتمر البندقية، مؤتمر الاشتراكية الدولية، للحوار العربي - الاوروبي، للحياد الايجابي وعدم الانحياز، ثم فتر نشاطكم وانعدم حماسكم. لماذا؟ هل يئستم من العالم؟لا العالم يئس منا.مراسل ايطالي: هل معنى ذلك أن قراراتكم الآن تصنعونها بمعزل عن جميع الظروف والتيارات الاخرى في العالم؟ليس الآن. بل دائماً، قراراتنا وطنية من السعودية حيث خادم الحرمين مرابط هناك، لكن قطع الغيار من الخارج فقطمراسل ألماني: في هذا الزمن الذي هو زمن التحولات والتغيرات الكبرى، في السياسة والفكر والعلم والاقتصاد، نلاحظ أن جميع توجهاتكم ومنطلقاتكم ما زالت كما هي، ولم يتغير أي شيء جذرياً في الوطن العربي.الا يكفي أن خريطته تتغير كل يوم وبدل 20 دولة نصبح 30.مراسل هولندي: ما هو موقف الدول العربية من الاتفاق النووي الايراني وعيد النيروز؟نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين.اذن من وراء حرب لبنان، وحرب الخليج، والصحراء الكبرى والحرب على سورية وضرب اليمن وانتشار القاعدة وداعش في العراق وتونس وغيرها؟الأصابع الأجنبية في المنطقة.والأصابع العربية ماذا تفعل الآن في المنطقة؟تعزف البيانو وتكبر لله ليطيل عمر الملك سلمان الخرفان.مراسل رياضي: تولون الرياضة في بلادكم اهتماماً خاصاً، تنفقون الملايين على الملاعب والمباريات، وتأهيل اللاعبين وخاصة قطر التي ارادت تنيم مونديال وبالغش والرشاوي، ومع ذلك فقلما فاز فريق عربي بجائزة تذكر. لماذا؟أنا شخصياً، لم أكن متحمساً في يوم من الأيام لهذا الاهتمام الزائد بالرياضة وخاصة كرة القدم. لأن العربي بطبعه لا يحب اللعب إلا بالقضايا الكبرى.
التاريخ - 2016-03-23 6:21 AM المشاهدات 785
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا