قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا اليوم (الثلثاء) إن محادثات السلام لحل الصراع في سورية، قد تستأنف قريباً إذا تمت توسعة نطاق الهدنة لتشمل مدينة حلب، وهو أمر عبر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عن أمله في أن يعلن عنه خلال ساعات.وأدلى دي ميستورا بتصريحاته اليوم بعد أن أجرى محادثات مع لافروف في موسكو. وقال المبعوث الأممي إنه يعتقد أن هناك فرصة لإعادة تدشين اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي انهار بعد معارك عنيفة في حلب- من طريق تعزيز وتمديد الهدنات المحلية.وأضاف خلال مؤتمر صحافي بعد المحادثات: «لدي شعور وأمل بأننا نستطيع إعادة تدشين ذلك»، في إشارة إلى الهدنة الجزئية التي لعبت روسيا والولايات المتحدة دور الوساطة فيها قبل نحو شهرين.وتابع: «نأمل جميعاً أن .. نتمكن خلال ساعات قليلة من إعادة تدشين اتفاق وقف الأعمال القتالية. إذا استطعنا عمل ذلك سنعود إلى المسار الصحيح». وشدد دي ميستورا على أن «أيار (مايو) سيكون شهراً مهماً بالنسبة إلى سورية. إذا كان هناك تأكيد قاطع – كما نأمل جميعاً – بأنه حتى حلب ستعود إلى نظام وقف إطلاق النار فنستطيع أن نتصور إمكان استئناف المحادثات في الوقت ذاته».ورعت الولايات المتحدة وروسيا اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ سريانه في شباط (فبراير)، وأتاح بدء أول محادثات سلام شاركت فيها الأطراف المتحاربة. لكن هذه المحادثات انهارت الشهر الماضي وانهار معها اتفاق وقف إطلاق النار إلى حد كبير. وتعمل موسكو وواشنطن لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية الأصلي من خلال الاتفاق على هدنات محلية جديدة لفترات قصيرة ومحددة وفي مواقع بعينها.وجرى الاتفاق على هدنات في منطقتين الأسبوع الماضي ولكن ليس في حلب المدينة الشمالية المنقسمة، والتي كان تصعيد العنف فيها هو أكبر عامل ساهم في تقويض عملية السلام الهشة.وقال لافروف إن «روسيا والولايات المتحدة تريدان أن تكون هذه الهدنات المحلية مفتوحة المدة»، ولمح إلى أن اتفاقاً يشمل حلب يلوح في الأفق. وأضاف أن «مسؤولين عسكريين روس وأميركيون يضعون اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب. آمل أن يتسنى الإعلان عن هذا القرار في المستقبل القريب. ربما حتى في الساعات المقبلة».وأوضح الوزير الروسي أنه «يتم تأسيس نظام أميركي-روسي في جنيف، لمراقبة وقف إطلاق النار وتحت إشراف ضباط من البلدين»، مشيراً أن «هذا النظام سيساعد على تتبع الأحداث على الأرض في شكل أفضل».من جهة ثانية ردّت فصائل معارضة صباح اليوم على قصف النظام العنيف لمدينة حلب شمال البلاد، منذ حوالى أسبوعين بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام بعشرات القذائف.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات اندلعت الليلة الماضية شرق دمشق، وقصف النظام مناطق، على رغم تهدئة موقتة أعلنها الجيش السوري في المنطقة لمدة 48 ساعة. وذكر أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في غارة جوية جنوب حلب. وتابع أن المعارضة قصفت بالصواريخ مناطق خاضعة للحكومة في حلب، ما أسفر عن مقتل 19 شخصاً.وأوضح المرصد أن 279 مدنياً قتلوا في حلب جراء القصف منذ يوم 22 نيسان (أبريل)، منهم 155 في مناطق خاضعة للمعارضة و124 في أحياء تسيطر عليها الحكومة.وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أن «الفصائل المقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال الليل وصباح اليوم بعشرات القذائف أحياء حلب الغربية» ومن بينها الموكاكبو والمشارقة والأشرفية وشارع النيل والسريان، وفي المقابل «لم تسجل أي غارات جوية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة».وأفاد بمقتل 19 مدنياً على الأقل وإصابة العشرات بجروح في قصف جوي مكثف نفذته طائرات حربية لم يُعرف بعدُ إن كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، مستهدفة مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة الاسلامية» في سورية.ودارت خلال الليل «اشتباكات بين قوات النظام وفصائل معارضة في محيط حي جمعية الزهراء واطراف حي الراشدين الواقعين تحت سيطرة النظام». وتستهدف الطائرات الحربية السورية الأحياء الشرقية، فترد الفصائل المعارضة المسلحة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية.ورد الجيش السوري في بيان لاحق صادر عن القيادة العامة، قائلاً: «تقوم قواتنا المسلحة حالياً بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران». وأضاف أنه «في الوقت الذي تبذل فيه جهود دولية ومحلية لتثبيت نظام وقف الأعمال القتالية وتطبيق نظام تهدئة في حلب، قامت جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها بهجوم واسع من محاور عدة في حلب».ونفذت طائرات أكثر من 35 ضربة جوية على الرقة شمال سورية، وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن المدينة «لم تتعرض منذ أسابيع لضربات جوية مكثفة بهذا الشكل، فهي استمرت طوال الليل وحتى صباح اليوم»، وأسفرت أيضاَ عن مقتل خمسة عناصر من «داعش».واستهدفت الضربات مناطق عدة في الرقة التي تتعرض غالباً لضربات جوية، ومن بينها «حديقة الرشيد وشارع المنصور والملعب البلدي ومنطقة ديوان الزكاة».
التاريخ - 2016-05-03 6:43 PM المشاهدات 698
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا