عندما كنت أرى الملثمين الدواعش ومن جبهة النصرة وهم يذبحون الضحايا كنت أحس بالارتباك والحيرة لأن غياب وجه القاتل يجعله أكثر قسوة .. فالقاتل المعلوم لايحيرك ولكن الوجه المقنع يجعلك تحس أنك لاتستطيع التواصل والتخاطب والتفاهم مع خيال مجهول .. فمن ذا الذي يقف خلف القناع .. وأي قصة وراءه .. أين ضعفه وأين قوته؟؟ أي عائلة أنجبت هذا المقنع الذي لانراه وهو خلف الحجب السوداء كالطلاسم والأسرار .. وأي طفولة عاش ؟؟ وأي أب قبل رأسه؟؟ وأي أم غطته وغنت له كي ينام؟؟ واي حليب أرضعته؟؟ وأي اخوة لعب معهم وماهي الألعاب التي استهوته؟؟وأي مدرسة .. وأي .. وأي .. كل شيء يخفيه هذا القناع .. الذي لايبدو أنه بشر ..لكنني تابعت منذ فترة سقوط القناع عن بعض أكبر المجرمين الدواعش بعد أن ألقي القبض عليهم .. وهم من أشهر المجرمين بسبب مشاهد انتشرت لهم وهم ينفذون جريمة سبايكرفي العراق التي قتلوا فيها بدموية سادية آلاف الشباب العراقيين الأبرياء من طلبة الكلية الجوية الذين استسلموا لهم بعد أن أعطاهم الدواعش الأمان بأنهم أبناء بلد واحد ولهم عهد وميثاق ان لم يقاوموهم ..أحد هؤلاء المجرمين القاتل ابراهيم بديوي محمد الذي اشتهر في مشهد يقود فيه الطلبة العراقيين الأسرى بعنف ويمسكهم على صفة نهر دجلة ويثبتهم ليتمكن زميله الداعشي من اطلاق النار على الرأس .. فيتهاوى الجسد بين يدي القاتل الذي يدفعه كما يدفع حيوانا ذبيحا الى النهر .. وتبلغ قسوة المشهد ذروتها عندما تصطبغ الترية على ضفة النهر بالدم القاني وتنتشر على مساحة واسعة يدوسها القاتلان وهما يتجولان ويكادان ينزلقان في رحلة السعي لجر المزيد من الضحايا الذين لاحول لهم ولاقوة ..المجرم الثاني هو طالع خليل أحمد .. وهو من أخطر الملثمين الدواعش الذين اشتهروا بالقيام بانتحال صفات أمنية مع دورية داعشية تدخل بيوت الضحايا وتذبحهم أمام ذويهم وأطفالهم .. وفي مجزرة سبايكر ظهر ذلك الملثم وهو يقود الضحايا الى المذبح على ضفة النهر ويقوم بضربهم في طريقهم الى الموت واذلالهم حيث ينتظرهم ابراهيم بديوي وزميله لاطلاق النار على رؤوسهم .. في كل وجبة اعدام كان يتم قتل 250 شابا دفعة واحدة ..من يتأمل وجوه الملثمين بعد سقوط القناع الأسود يحس بالكارثة التي حلت علينا والتي جاءت بها العقلية الوهابية الدموية .. وجوه شبان كان يمكن أن تلتقيهم في الطريق كعمال مهرة وأصحاب مهن وحرف جميلة وربما باعة بسطاء يهرولون اليك ليعرضوا بضاعتهم أو عابرين يهرعون الى مساعدتك اذا تعثرت .. بل ان من يطلق النار من مسدسه على رؤوس الشبان يمكنك أن تتخيله طالبا جامعيا في كلية من الكليات الانسانية .. فاذا به مجرم من سلالة دراكيولا .. ان لم يكن دراكيولا تلميذا عنده .. وربما يخشاه دراكيولا من أعماقه ..سقوط الأقنعة عن هؤلاء المجرمين يدل على حقيقة أخرى وهي أنهم مأزومون .. وأنهم ليسوا خارقين بل ضعفاء جدا .. وأنهم يختبؤون خلف الأقنعة كيلا نكتشف ضعفهم ووهنهم النفسي وأنهم ليسوا الا أشياء سهلة الكسر .. ويدل أيضا على أن كل الذين اختبؤوا خلف هذه الاقنعة في سورية لاخافة الناس سيقعون في قبضة القانون مهما طال الزمن واختبؤوا في تركيا والسعودية وسنراهم يهتزون كالقصبة في مهب الريح ..ماذا حدث لهؤلاء الشباب حتى يتحولوا الى قتلة من أشرس القتلة في العالم .. وتفرغ الجامعات منهم ليذهبوا ويقتلوا جيرانهم وأصدقاءهم وابناء دينهم وبلادهم وشبانا مثلهم لهم أمهات وأخوات وبيوت وحبيبات وأحلام وقصص وذكريات ؟؟ ماهذا الفيروس الغريب الذي دمر فيهم الاحساس والرجولة والشهامة ودمر الأخلاق ..؟؟ ماهذه العبقرية والدراية بالنفس التي تسللت الى عقولهم وحولتها الى عقول ضارية .. بحيث أن أحدهم لايميز بين البدهيات والأساطير .. ويكبر وهو يذبح ولكنه يحرم الصلاة على النبي كما يقنع مثلا محمد بن عبد الوهاب - مؤسس المذهب الوهابي - أتباعه بأن الصلاة على النبي محمد (ص) اثم وشرك يستوجب التحريم ويستحق القتل جزاء وهي أكثر اثما من الزنى (الصورة المرفقة) .. أما التكبير على ذبح انسان فثوابه عند الله كبير .. وكبير جدا ..!! ومع هذا يصبح له أتباع ومريدون ومعجبون وثوار يقتلون أنفسهم من أجل مذهبه وعقيدته التي لاتعرتف بالصلاة على النبي ..أذكر أنني حدثتكم يوما عن نمو عقل الثدييات وعقل الزواحف في أدمغة البشر المنحرفين نفسيا على حساب الدماغ الأمامي الابداعي الواعي .. وهو ماتشتغل عليه مخابر علم النفس السلوكي في الغرب .. ونرى عينات منه .. بشر بدماغ حيواني ينهشك طالما أنه طليق .. وماان يسقط في الشباك حتى تسمعه يعوي كالذئب الحزين ..=================في الرابط مقابلة مع المجرم البديوي:اضغط هنا سورية الحدث
التاريخ - 2016-05-15 9:01 PM المشاهدات 1288
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا