شبكة سورية الحدث


اسباب الازمات السورية من وجهة نظر ادارية

كيف ندير الازمة ونصنع منها فرصة لنا ونتجنب الكارثةعبد الرحمن تيشوري / خبير اداري سوري• المعلومات الخاطئة او الناقصة عندما تكون المعلومات غير متاحة او قاصرة او غير دقيقة فان الاستنتاجات تكون خاطئة فتصبح القرارات ايضا خاطئة وغير سليمة مما يؤدي الى ظهور تعارض وصراعات وازمات • التفسير الخاطىء للامور ان الخلل في عملية التقدير والتقويم للامور والاعتماد على الجوانب الوجدانية والعاطفية اكثر من الجوانب العقلانية  والعلمية المنهجية يجعل القرارات غير واقعية ويرتب ذلك نتائج تؤدي في النهاية الى الازمة كما حصل لدينا في موضوع العمالة والتشغيل حيث كان كل مدير يوظف اقاربه واصحابه ووووووفظهرت لدينا الان مشكلة العمالة الفائضة  والعمالة غير المؤهلة والغير خبيرة• الضغوط : هناك ضغوط داخلية وخارجية مثل الضرائب والمنافسة ومطالب العاملين والتكنولوجية الجديدة فتتصارع هذه الضغوط مع بعضها ويجد المدير نفسه وسط هذه الضغوط فيكون قد تقدم مراحل كثيرة في طريقه الى الازمة • ضعف المهارات القيادية القيادة فن وعلم وموهبة وذكاء ومعرفة وقرارات صحيحة وهي تتضمن التعامل مع الناس لذلك علينا توقع التناقضات والامور التي لا يمكن التنبؤ بها لان النفس البشرية معقدة لذلك من الصعب ان نتعامل معها دائما بمنهجية علمية لذلك علينا ان نفتح اذهاننا فاجادة الرقص في المناطق الضيقة عمل رائع وفي بعض الاحيان ينقذ الرقص حياتنا ومع ذلك الرقص موهبة غير علمية لذا يقال القادة العظام فنانون وليسوا علماء أي يمارسون جانب الفن في الادارة كما يعتمدون العلموعلى المدير ان يلعب دوره بمهارة فائقة وان يرسم صور جميلة كالتي يرسمها الرسام بالالوان والفرشاة وعلى المدير ان يكون كالموسيقي بل كقائد الاوركيسترا أي يحقق الانسجام بين كل الادوات لصنع الاهداف التي خطط لهاوعلى المدير ان يقلع عن اسلوب الإدارة بالتهديد والوعيد والتعنيف حيث لم يعد هذا الاسلوب ذو اثر كبير على انسان العولمة والتلفزيون المدشش والاتصالات والمعلوماتية أي على المدير ان يتعامل مع انسان العصر الذي يتعرض لضغوط • الجمود والتكرار : بعض مدرائنا والعاملين عندنا يختارون طريق الجمود والتكرار في اداء العمل لانه الطريق الذي يعود بنا سالمين وهناك كثير من الناس يضيعون حياتهم منتظرين انفراج المشكلات وفي هذه الحالة تتراكم المشكلات وتكون مقدمة لحدوث الازمة فلا يقبلون التغيير والتطوير بسهولة وللاسف ان اغلب مدرائنا وبعض وزرائنا ايضا يتصفون بالجمود الفكري والروحي والضميري والابداعي والتطويري والتشريعي • غياب او تعارض الاهداف ان المديرون الذين يسمحون للحريق ان ينشب ثم بعد ذلك يوظفون كل طاقاتهم لاخماد هذا الحريق لانهم يشعرون ان الازمات تواجههم باستمرار فهم ببساطة سيقولون انه ليس لديهم وقت لوضع الاهداف علما ان وقتهم يضيع في التسلية وزيارات على الهاتف لانه حسب احصائيات الىونيسكو ان انتاجية العامل العربي لا تتجاوز في اليوم اكثر من 26 دقيقة فكيف سنقتنع ان هؤلاء يعملون ليل نهار لدرجة ان الإدارة لدينا أصبحت تعمل بلا غاية وبلا هدف • البحث عن الحلول السهلة ان حل المشكلات والازمات يتطلب بذل الجهد والعرق واعمال العقل اما البحث عن الحلول السهلة يزيد المشكلات ويعقدها ويحولها الى ازمات وللاسف ان اغلب اداراتنا تعمل وفق منطق ماشي الحال ولا يبحثون عن حلول جذرية وجدية • الشائعات تؤثر الشائعات بشكل كبير على الروح المعنوية وتشيع نوعا من عدم الثقة ووجود النار تحت الرماد امر جاهز لاشعال الازمات اذا لم يتم اكتشافها واطفائها في الوقت المناسب ان هذه الاسباب ليست هي الوحيدة بل يوجد غيرها حسب طبيعة الازمة لكن يجب تلافي هذه الاسباب لتجنب المزيد من الازمات استراتيجيات مواجهة الازمات• استراتيجية العنف في التعامل مع الازمة وتستخدم هذه الاستراتيجية مع الازمة المجهولة التي لا يتوفر عنها معلومات كافية وكذلك تستخدم مع الازمات المتعلقة بالمبادىء والقيم ومع الازمات التي تنتشر بشكل سرطاني في عدة اتجاهات ومع الازمات التي يفيد العنف في مواجهتها وذلك من خلال تحطيم مقومات الازمة وضرب الوقود المشعل للازمة او وقف تغذية الازمة بالوقود اللازم لاستمرارها كما يمكن حصار العناصر المسببة للازمة وقطع مصادر الامداد عنها • استراتيجية وقف النمو تهدف هذه الاستراتيجية الى التركيزعلى قبول الامر الواقع وبذل الجهد لمنع تدهوره وفي نفس الوقت السعي الى تقليل درجة تاثير الازمة وعد الوصول الى درجة الانفجار وتستخدم هذه الاستراتيجية في حالة التعامل مع قضايا الراي العام والاضرابات ويجب هنا الاستماع لقوى الازمة وتقديم بعض التنازلات وتلبية بعض المتطلبات من اجل تهيئة الظروف للتفاوض المباشر وحل الازمة • استراتيجية التجزئه تعتمد هذه الاستراتيجية على دراسة وتحليل العوامل المكونة والقوى المؤثرة وخاصة في الازمات الكبير والقوية حيث يمكن تحويلها الى ازمات صغيرة ذات ضغوط اقل مما يسهل التعامل معها ويمكن هنا خلق تعارض في المصالح بين الاجزاء الكبير للازمة والصراع على قيادة الاجزاء واستمالتها وتقديم اغراءات لضرب التحالفات • استراتيجية اجهاض الفكر الصانع للازمة ويمثل الفكر الذي يقف وراء الازمة في صورة اتجاهات معينة تأثير شديد على قوة الازمة وتركز هذه الاستراتيجية على التأثير في هذا الفكر واضعاف الاسس التي يقوم عليها حيث ينصرف عنه بعض القوى وتضعف الازمة ويمكن هنا استخدام التشكيك في العناصر المكونة للفكر والتضامن مع هذا الفكر ثم التخلي عنه واحداث الانقسام • استراتيجية دفع الازمة للامام وتهدف هذه الاستراتيجية الى الاسراع بدفع القوى المشاركة في صناعة الازمة الى مرحلة متقدمة تظهر خلافاتهم وتسرع بوجود الصراع بينهم ويستخدم في هذه الاستراتيجية تسريب معلومات خاطئة وتقديم تنازلات تكتيكية لتكون مصدر للصراع ثم يستفاد منها • استراتيجية تغير المسار : وتهدف الى التعامل مع الازمات الجارفة والشديدة التي يصعب الوقوف امامها وتركز على ركوب عربة قيادة الازمة والسير معها لاقصر مسافة ممكنة ثم تغير مسارها الطبيعي وتحويلها الى مسارات بعيدة عن اتجاه قمة الازمة ويستخدم هنا الخيارات التالىة - الانحناء للعاصفة - السير في نفس اتجاه العاصفة - محاولة ابطاء سرعة العاصفة - تصدير الازمة الى خارج المجال الازموي - احكام السيطرة على اتجاه الازمة - استثمار الازمة بشكلها الجديد لتعويض الخسائر السابقة ان قراءة إدارة الإدارة السورية للمشكلات والازمات تبين عدم فهم وممارسة مهارة إدارة الازمات بشكل فعال حيث كان الخطاب هوهو في زمن السلم وفي زمن الحرب في زمن الانفراج وفي زمن الازمة  / باستثناء ادارة الازمة عسكريا وامنيا / لكن الادارة الحزبية لم تغير الخطاب والادارة التربوية كذلك والثقافية كذلكواسوق مثالا الىوم على الإدارة الاعلامية التي لم تستطع الرد على ما تتعرض له سورية منذ اربع سنوات من تهم وظلم وافتراءات ونهش في الجسد السوري لكن الإدارة الاعلامية قصرت كثيرا في الرد وفي إدارة هذه الازمة لدرجة ان الاعلام السوري بدا قزما امام الزخ الاعلامي الامريكي والغربي واللبناني والسعودي الكاذب الحاقد الطائفي البغيض احيانا 0  / مع بعض الاستثناءات في تلفزيون سما والاخبارية وبعض برامج الفضائية /                                                                    عبد الرحمن تيشوري   / جندي اداري سوري 
التاريخ - 2016-06-11 5:25 PM المشاهدات 420

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا