شبكة سورية الحدث


بريطانيا في الجامعة العربيّة

زميل مصري تمنى على الامين العام لجامعة الدول العربية المقبل احمد ابو الغيط (لاحظوا اننا نعرف اسمه) ان يبعث برسالة الى رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون يقترج فيها انضمام المملكة الى جامعة الدول العربية اذا ما ارتأت الاكثرية في استفتاء 23 حزيران الجاري الخروج من الاتحاد الاوروبي.في رأي الزميل، العريق في صناعة الضحكة المصرية، ان بريطانيا التي ما زالت تتوق الى الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، ولا يغيب عنها التاريخ بطبيعة الحال، لا تحتاج الى اكثر من الالتحاق بالجامعة لتعود، مثل اهلها، مائة عام الى الوراء...بالرغم من اليوميات الثقيلة في القاهرة، وقد بدت ظاهرة ديموغرافية هائلة،  لا يزال هناك مكان لخفة الظل وخفة الروح. لا داعي للصحافي الضيف ان يزور جامعة الدول العربية. يكفي ان يزور قبر توت عنخ امون ليكتشف اين هم العرب الان...الانضمام الى جامعة الدول العربية يتيح لاليزابت الثانية التي لا صلاحيات لها سوى الوقوف، بقبعاتها المئة، امام الكاميرا، ان تتمتع بصلاحيات كليوباترا ونفرتيتي، بالكعب العالي...وفي القاهرة يسألون كيف يمكن لحضرات المندوبين ان يعيشوا تحت تلك الكمية الهائلة من الغبار. للتو، يستدركون «يا صاحبي، نسينا انهم محنطون مثل مومياءاتنا». في آخر هذا الشهر يغادر نبيل العربي. مثل عمرو موسى راقص رديء بين الكراسي، وبين العباءات. جمال الغيطاني كان يتساءل عن الفارق بين السياسي الذي يُنثر المال عليه خفية وهو يهز الرأس، والراقصة التي يُنثر المال عليها علناً وهي تهز بطنها.اي مبلغ تقاضاه هذا الرجل لاعداد السيناريو الخاص بابقاء مقعد سوريا فارغا. كان اشقاؤنا العرب يريدون ملأه بزهران علوش او بأبو محمد الجولاني او بأي معارض يلعب دور القهرمانة في البلاط العثماني.على ابو الغيط ان يذكّر ديفيد كاميرون بأن الجامعة اختراع انكليزي، وبأنها صنعت لتكريس ذلك الكوكتيل العجيب الذي بقي اقرب ما يكون الى اللوياجيرغا. هؤلاء الذين نراهم في القمم العربية قادة دول ام شيوخ قبائل؟اذا كانوا قادة دول فماذا فعلوا بالجامعة و للجامعة على مدى السبعين عاما المنصرمة؟ من يسترجع مقررات قمة انشاص في عام 1946، وكان صدر الملك فاروق مدججا بالنياشين، لا بد ان يعترف بأن عرب تلك الايام كانوا «اقل هولا» من عرب هذه الايام. لاحظوا كيف يتكلمون عن سوريا، وعن العراق، وعن اليمن، بأسنان الحجاج بن يوسف الثقفي...حين كان  شارل ديغول يدعو الى الوحدة الاوروبية، فقط من اجل التوازن في القوى، وفي الدور الاستراتيجي، بين ضفتي الاطلسي، سئل  اي لغة (مشتركة) يتكلم الانكليز والفرنسيون، والالمان، والايطاليون، والاسبان؟ قال «يتكلمون لغة المستقبل». التاريخ الذي يصنعه المستقبل، لا المستقبل الذي يصنعه التاريخ. يضحكون في القاهرة «نبيل العربي اتى على ظهر ناقة ويغادر على ظهر ذبابة».لا استراتيجية سياسية، ولا استراتيجية اقتصادية، ولا استراتيجية ثقافية. هيفاء وهبي تستطيع ان توّحد العرب، فقط بهز الخاصرة، اكثر مما توحدهم كل الزلازل التي تضرب المنطقة..ماذا يفعل ابو الغيط بهذه الجثة؟ لا ندري ما اذا كان وزير الخارجية السابق يبعث بالحلوى الى رئيسه وراء القضبان حسني مبارك. المهم ألا يمضي سنوات الظل بين الارائك في منزله. يمضيها بين الاراكيل، والطرابيش، في الجامعة.الانكليز كانوا يتصورون، وعندما اممّ جمال عبد الناصر قناة السويس، ان مصر ستكون حجر الزاوية بين الشرق والغرب. هكذا قال سلوين لويد. اين مصر الان بين الشرق والغرب؟ لا دور، ولا دوي. كان جمال عبد الناصر برتبة بكباشي وهز الدنيا، ماذا يفعل سيادة المشير؟ علمنا انه يقرأ مذكرات الفيلد مارشال مونتغمري. كل هذا ليقضي على «انصار الشريعة» في شبه جزيرة سيناء...المصريون يتذكرون كليوباترة ونفرتيتي، والانكليز يتذكرون فيكتوريا ومارغريت تاتشر. لا، لن تنسحب مصر من جامعة الدول العربية لانها باتت مثل فرقة حسب الله جزءاً لا يتجزأ من الفولكلور المحلي. بريطانيا تقترع حول الخروج من الاتحاد، اذ كيف للمزاج الانكليزي ان يتماهى مع المزاج الفرنسي او الالماني. لاحظوا الفارق بين ونستون تشرشل وشارل ديغول، او بين ونستون تشرشل وادولف هتلر... باراك اوباما حذر من الخروج. هل خشية ان يعود الاوروبيون الى لعبتهم العبثية المفضلة (الحروب) ام لانهم يريدون للانكليز ان يكونوا مثل الاخرين ولا يقولوا ان اميركا «مستعمرة انكليزية»، كما لو ان بريطانيا ليست «مستعمرة اميركية»..رجاء للاشقاء الانكليز ان يبقوا في الاتحاد. على الاقل لانه يعني ان القارة العجوز خرجت من الحرب العالمية الثانية.الجامعة العربية تعني اننا دخلنا في الحرب العالمية الثالثة. عودوا الى معهد استوكهولم واسألوا كم هي كلفة حروب العرب؟ اكثر من هيروشيما وتنطق بالعربية...نبيه البرجي
التاريخ - 2016-06-21 5:41 AM المشاهدات 836

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا