“ إنهم يسرقون حلب يا سيدي الرئيس “ قالها أحد المواطنين" وهو يبكي ، لم لا ، وصبر المدينة الصامدة أوشك على النفاد ، ففي الوقت الذي استباح فيه الغزاة دم سكانها لرفضها الانجرار إلى النفق الذي دعوها إليه ، يمارس مسؤولوها وظيفة الخفافيش ، التي تطورت لدرجة قيامها بمص دم المواطن في النهار و”على عينك يا تاجر” .أهالي المدينة الذين يحيط بهم الموت من كل الجهات ، لم يعودوا يثقون إلا برئيس البلاد ، يقول مواطن أنه ٩٠ بالمية من مسؤولي حلب هم “ شلة حرامية “ ، يبدو الأمر دائما “ فشة خلق “ ، لكن القضية الأخيرة التي ظهرت خيوطها إلى العلن ، تشير إلى أن الأمر ليس مجرد “ فشة خلق ““ملايين الليترات من المازوت سرقت “ هذا ليس مجرد عنوان صحفي قد يوضع لشد الانتبه ، وليس “ ستاتوس “ على فيس بوكهو حقيقة ، أو مجرد “ أول الخيط “ لكشف حقائق يريد الجميع طمسها ، لأن التقارير التي تسافر إلى دمشق من مسؤولي المدينة تقول “ الأمور تمام والمدينة صامدة “أول الرقص .. “ حنجلة “أكثر من 60% من العائلات في مدينة حلب لم تحصل على حصتها من المازوت المنزلي، وكل أصحاب مولدات الأمبيرات لايلتزمون بتسعيرة المحافظة للامبيرات بحجة عدم الحصول على الحصة الكاملة من مادة المازوت، والمحافظة تبرر دائماً عدم وصول الإرساليات الكافية إلى حلب، في الوقت الذي يغرق السوق السوداء بمختلف أنواع المشتقات النفطيةكلما مرّت مدينة حلب بأزمة مشتقات نفطية تنتشر بسطات المازوت والبنزين، وتبدأ عملية الاستغلال والبيع بسعر مرتفع، ما يضطر البعض من الشراء لحاجتهم للمادة التي ربما تكون سبيلاً في استمرار مصدر الرزق، والسؤال من أين يحصل السوق السوداء على هذه المواد ؟في التفاصيل، شبكة من العملاء يعملون في سبيل تزويد السوق السوداء بمادة المازوت بموجب آلية مدروسة عبر التلاعب بالكميات الموزعة للكازيات، كُشفت مؤخراً وتم تنظيم ضبط في فرع الأمن الجنائي بتاريخ 6/6/2016 بحلب حيث أشارت التحقيقات الأولية إلى تورط مسؤولين كبار في المحافظة بالتنسيق مع موظفين في سادكوب وعمال في الكازياتمصدر اشارإن كمية الليترات المختلسة بلغت / 635800 / ليتر من كازية ( ط ) خلال فترة ثلاثة شهور ( آذار-نيسان-أيار )، تمت سرقتها من مخصصات المازوت المنزلي عبر التلاعب بكميات المازوت الموزعة لمخاتير الأحياء وذلك بالتنسيقما بين موظف الكازية ( مصطفى . ب ) وموظف سادكوب المنتدب إلى الكازية ( جمال . ع )كيف يحصل السوق السوداء على المازوت ؟مصدر يشرح آلية التلاعب ” يقوم موظف سادكوب برفع الكميات التي يقوم بتوزيعها على المخاتير بأرقام أكثر من الأرقام الفعلية الموزعة على المخاتير إلى فرع محروقات حلب ( سادكوب ) وبالتالي طرح حاصل الكميات المرفوعة إلى سادكوب من الكميات الموزعة على المخاتير تبقى تحت تصرف موظف الكازية الذي يقوم بدوره ببيعها إلى بعض أصحاب الصهاريج بسعر أعلى من تسعيرة الدولة ”وأضاف المصدر ” للتوضيح مثلاً كمية الليترات المقدمة إلى فرع حلب للمحروقات ( سادكوب ) عن طريق مندوبها لدى إحدى الكازيات في شهر آذار / 1628000 / ليتر بينما الكميات المسلمة للمخاتير لتوزيعها للمنازل هي / 1120200 / ليتر ، يتم طرح الحاصل والبالغ قيمته / 507800 / ليتر وهي الكمية المسروقة من حصة المواطنين، يتم بيعها في السوق السوداء ”وتساءل المصدر كل ما تم ذكره سابقاً وكمية السرقات الـ 635800 ليتر حصلت خلال ثلاثة شهور في كازية واحدة، فكم ستكون الأرقام إذا تم تشكيل لجان نزيهة للبحث في جميع الكازيات ضمن المدينة، في الوقت الذي عانى أهالي حلب من البرد القارس طيلة فصل الشتاء لعدم توفر المازوت في المنازل بسبب تأخير المحافظة عن التوزيعالمولدات ” حيتان مالية “ما يُعرف عن الحوت أنه يبتلع كل شيء أمامه أو في طريقه نظراً لحجمه الضخم ويُصبح كل شيء أمامه فريسة سهلة المنال، وهذا ما يمكن إسقاطه على أصحاب مولدات الأمبيرات لما يبتلعونه من جيوب المواطنين بحجة عدم حصولهم على كامل المخصصات من مادة المازوتبعد تعديل أسعار المشتقات النفطية وتحديد سعر ليتر المازوت بـ 180 ليرة سورية، عمدت محافظة حلب إلى تعديل تسعيرة الأمبيرات بدلاً من 75 ليرة أصبحت 100 ليرة سورية عن كل ساعة تشغيل اسبوعياً، إلا أن هذا القرار اعتبره أهالي حلب ” حبر على ورق ” كون أصحاب المولدات لايتقيدون بالتسعيرة القديمة ولا الجديدةأحد أهالي حي الجميلية قال : عندما انتشر خبر ارتفاع سعر ليتر المازوت إلى 180 ليرة قام صاحب المولدة برفع قيمة الاشتراك من 1200 إلى 1500 ليرة لمدة تشغيل 9 ساعات يومياً، ومن يعترض يمكنه إلغاء الاشتراك والبقاء بلا كهرباء، وكثيرة هي الشكاوي من قبل المواطنين حول ممارسات أصحاب المولدات بحقهم والتهديد بفصل الخطمن جهة أخرى اعتبر معظم اهالي حلب قرار المكتب التنفيذي في محافظة حلب الشهر السابع من عام 2015 بوقف ترخيص مولدات الأمبيرات مساهمة في دعم أصحاب المولدات المرخصة للتحكم في المواطنين من جهة وتنشيط السوق السوداء من جهة أخرى الأمر الذي يُشير إلى تورط بعض المسؤولين في دعم السوق السوداءعلى سبيل المثال .. لا الحصرأحد أصحاب المولدات ويدعى “ محمد ع “ ، مولدته في الحمدانية ، الحي الثالث ، يأتيه المازوت المهرب ، وفق سكان الحي ، بسيارة فان بيضاء مفيمة ، عليها ضابطة .صاحب المولدة هذه يشغلها ٨ ساعات ، ولا يعوض المواطنين بالساعتين الإضافيات التي تأتي فيها الكهرباء النظامية ، ويتقاضى مبلغ ١٣٠٠ ليرة سورية عن الأمبير الواحد في مخالفة واضحة .يقول أحد سكان الحي “ يا ويلو ويا سواد ليلو اللي يشتكي “ ولا يتوانى صاحب المولدة عن القول أن شريكه “ ضابط مدعوم “ ، و “ روحو ***** “ و” اللي ما عجبو “ يفك قاطعو “كيف توزع كميات المازوت الواردة إلى حلب ؟أكد المهندس ” عاشق جلال ” مدير فرع محروقات حلب ( سادكوب ) استحالة قدرة المحافظة على تسليم أصحاب المولدات حصصهم الكاملة من مادة المازوت موضحاً أن كميات المازوت الواردة لمحافظة حلب حالياً / 33 / طلب يومياً أي ما يساوي / 650 / ألف ليتر مازوت تقريباً، توزع كالآتي 7 طلبات للأمبيرات و 6 طلبات للمدينة الصناعية بالشيخ نجار والمنطقة الصناعية بالعرقوب والصناعيين في المناطق الاخرى من المدينة و 5 طلبات للقطاع العام / مجلس مدينة – مشافي حكومية – مؤسسات الاسكان والانشاءات – مؤسسة الكهرباء – الأفران العامة والمطاحن وغيرها /وأضاف “ 4 أو 5 طلبات لريف المحافظة للغايات الزراعية وتأمين حاجات وخدمات الأهالي في الريف و 5 طلبات لوسائل النقل العام والخاص في حلب وطلب واحد للأفران الخاصة، وذلك مجموعه 29 طلب وباقي الكميات الواردة يتم تأمين حاجات باقي الشركات والمؤسسات كالاتصالات ودور العبادة وغيرها “ولفت ” جلال ” إلى أن هذا التوزيع هو في حالات وجود التغذية الكهربائية، وفي حين انقطاع التيار الكهربائي تزداد الحاجة على مادة المازوت لتأمين استمرار الخدمات وخاصة المشافي وآبار المياه والاتصالات وغيرها، حيث يتم إعادة توزيع الكمية الواردةإلقاء القبض على عدد من المتورطين في تهريب المازوت إلى السوق السوداء وتقديمهم للقضاء لينالوا عقابهم أثلج صدور أهالي مدينة حلب، إلا أن مخاوف الحلبيين مازالت تراودهم لأن سرقات المحروقات تكررت خلال سنوات الأزمة وكل العقوبات لم تردع الفاعلين من السرقةكلمة أخيرةحملت القضية اليوم لعضو المكتب التنفيذي المختص “ رشيد غباش “ وهو في عهدةالقضاء ، لكن هل يمكن أن يكون مسؤول بحجم “ عضو مكتب تنفيذي “ وراء سرقة عشرات الملايين إن لم نقل مئات الملايين ، الجواب البديهي يقول “ طبعا لا “ الأمر بحاجة إلى غطاء أكبر .وزير الداخلية كان وراء الكشف عن هذه القضية ، تابع التفاصيل أول بأول ، ويبقى الأمل معلقا به ، للكشف عن “الغطاء “وتقديمه للعدالة ، على أمل كشف باقي “ الأغطية “ ، لأن حلب تستحق .. وتستحقالحدث - الخبر
التاريخ - 2016-06-29 10:54 PM المشاهدات 1911
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا