سورية الحدث - آمنة هلال
الحب هو إحساسٌ رائع جداً بين شخصين.. شابٌ وفتاة ، ثم تتطور العلاقة لتصبح خطبة وزواج، لكن يا هل ترى عندما يقدم طرفا العلاقة على هذه الخطوة يفكرون أنه سيكون هناك طفلٌ سيأتي على الدنيا وسيكون من مسؤول منهم؟
للأسف يوجد أهالي لايهمها أين يتربى أطفالهم وكيف؟...
كثيرٌ منهم ينجب طفل أو عدة أطفال، وإن حصل الطلاق بين الزوجين أو مشاكل أخرى ينسون أن هناك أرواحٌ بريئة ليس لها ذنبٌ لتتشرد ، يذهبون ويكملون حياتهم ولايهمهم ماذا سيحصل لهؤلاء الأبرياء.
اليوم عندما كنت متجهةً إلى عملي صادفت هذين الطفلين فالتقطت لهما صورة عسى أستطيع أن أفعل شيء حتى ولو بضعٌ من الكلمات ترثي حالهما، صورةٌ تجعلك ترتجف من الداخل وتحرق قلبك وتدمع عينك..
هل من المعقول أن هناك أهالي يقبلون أن فلذة أكبادهم تعاني ويلات الشتاء دون أن يرف لهم جفن؟
أن يكون ابنهم ضعيف ذليل مشرد يشفق عليه المارون؟
هذا الطفل من حقه أن يتعلم وأن يكون في المدرسة، من حقه أن يلبس ثيابّ جديدة، ألا يبرد.. وأن يكون في مأمن،أن يأكل و يشرب، أن يلعب و يفرح...
لماذا تقتلون طفولته ولاتكترثون لذلك؟
لماذا يرمونه في الطريق بلا رحمة ولا رأفة؟ أين حقوق الطفل من هذا كله؟
عندما تحبون وتتزوجون لاتنسوا أن هناك روحٌ أنتم سبب بقدومها لهذه الحياة .. من مسؤوليتكم أن تنتبهون عليها ...لاتنجبوا أطفالاً وتنتظروا المؤسسات المسؤولة عن المشردين والمتسولين لتأتي وتتبناه وتقدم له الرعاية..
يوجد في بلدنا منظمة تدعى SOS (قرى الأطفال) تهتم بالأطفال الذين ليس لديهم أحد...
أولوياتهم تأمين حياة كريمة وآمنة، يوجهون كل اهتماماتهم لهذه العينة من الأطفال، يتابعون تحصيلم العلمي وغذائهم وهواياتهم ويتابعونهم ليكبروا. ويتزوجوا ...
كثيرٌ من الأشياء العظيمة تقدمها تلك المنظمة بحبٍ كبير..
تشكر جهودكم المبذولة ونفوسكم الطيبة التي وضعتكم في مكان إنساني كهذا...ولو أن حنان الأم والأب من أصعب الأمور وكما نحن الأبناء علينا برالوالدين حقٌ علينا أيضاً من حق الطفل أن يتربى جيداً مع إحساس بالأمان.
رجاءٌ كبير ياأعزائي المقبلين على الزواج لاتلقوا بابنكم في الطرقات.. لاتحرقوا قلبه فهو ضعيف بريء...
تلك المناظر البشعة ستحاسبون عليها يوماً ما صدقوني ...
لاتجعلوا طفلكم يعيش طفولة سيئة..
أتمنى أن يصل صوتي إلى كل بيت وإلى كل إنسان يفكر أن ينجب طفل في المستقبل ...
فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته....
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا