فوق طاقتنا

سورية الحدث - بقلم : بسام زيودفي السابق كانت الأعياد مواسماً للخير والفرح أما اليوم فقد بات العيد أشبه بالضيف الثقيل نظراً لما يرتبه من أعباء ومتطلبات تفوق قدرة المواطن ولاسيما في ظل الارتفاع غير المسبوق للأسعاروضعف الرقابة وغيابها وعجزها عن ضبط الأسواق الأمر الذي شكل فرصة للكثير من ضعاف النفوس من التجار والسماسرة والمحتكرين والمتلاعبين الذين امتهنوا اقتناص الفرص واستغلال المناسبات وتحويلها لباب للنهب والكسب غير المشروع من خلال استغلال حاجة المواطن الماسة للحصول على السلع والمنتجات وفي مقدمتها حلويات العيد وألبسة الأطفال وأضاحي العيد من فروج وغنم وغيرها من ضروريات العيد.‏إذا فرضنا جدلاً أن حلويات العيد واللباس هما من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها فإن نفقات العيد هي من المسلمات ويكاد لايخلو بيت من الحاجة إليها، ولكن الطامة الكبرى تكمن بعدم قدرة المواطن أو الموظف بالوفاء بتلك الالتزمات نظراً للأسعار والأرقام القياسية التي وصلت اليها أسعار هاتين المادتين الأساسيتين.‏إذا كان من الحكمة لدى وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السماح بتصدير الأغنام إلى خارج القطر تحت ذرائع وحجج الحصول على القطع الأجنبي، فإنه ليس من المنطق حرمان المواطن من حقه في الحصول على مادة اللحمة سواء في الأعياد أم في غيرها من المناسبات، وكان الأولى بوزارة الاقتصاد البحث عن مطارح أخرى لتأمين القطع الأجنبي، وأن تكون قراراتها مدروسة وغير ارتجالية وألّا تعود بالضرر أو بالآثار السلبية على حياة المواطن.‏فالتصدير غالباً ما يكون من الفائض لأي مادة وبعد تحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية متطلبات السوق المحلي وزيادة العرض على الطلب وليس العكس.‏في كل عام تتكرر الحكاية وفي كل عيد تبدأ رحلة البحث عن أضاحي العيد والسمة البارزة هي ترحيل وتدوير المشكلات والأزمات لأي موضوع حيث تكثر التبريرات والحجج دون البحث عن الأسباب الحقيقية لجوهر تلك المعضلة أو التوصل لنتيجة مرضية فيما يتعلق بحماية الثروة الحيوانية ودعمها وتنميتها والنهوض بواقعها وتأمين مستلزماتها والحد من تهريبها إلى دول الجوار ومحاسبة المتلاعبين وتجار الأزمات مسؤولية الجميع.‏تلبية احتياجات المواطن ومتطلبات عيشه يجب أن تكون أولوية عند اتخاذ أي قرار والأعياد هي المحك الحقيقي لاكتشاف قدرة الجهات المعنية على القيام بواجباتها وفي مقدمتها عدم ترك المواطن بين مطرقة تجار الأزمات وسندان لهيب الأسعار، وبالمحصلة فإن الأعياد هي فرصة لمراجعة الذات والتأكيد على إنسانية الإنسان.‏