شبكة سورية الحدث


من سينتهي أولاً أردوغان أم الأزمة في سورية؟!

سورية الحدث - بقلم: فاديا جبريل  منذ الأيام الأولى لدخول المنطقة مشروع «الفوضى الخلاقة» تحت مسمى «ثورات ربيعية» وبدء الحرب على سورية، كان لتركيا الدور الأكبر في المشروع الأمريكي للإطباق على المنطقة لعبت فيه دور «البلد النموذج» للإسلام المعتدل وقُدّم أردوغان «فاتحاً» للشرق الأوسط وبهما سيضع حجر الأساس لحلمه في إحياء «السلطنة العثمانية».لم يكن للمشروع الأمريكي في استهداف سورية أن يمر لولا المساعدة التركية الواسعة في خطة الهجوم على سورية، إذ فتحت أراضيها من دون أي تحفظ لتكون مقراً لغرف عمليات استخبارات دول العدوان ومراكز تجميع وتدريب الإرهابيين والمتطرفين وممراً لجل الدعم العسكري واللوجستي القادم من السعودية وقطر، الأمرالذي أطال في عمر المجموعات الإرهابية ولتفرض على سورية حرباً هي الأخطر في تاريخها ظهر فيها الوجه الحقيقي البشع لتحالف الإخوان والقاعدة والوهابية مع الصهيونية.لكن نشوة النجاح الإعلامي لأردوغان أفقدته حساب خيار مفاجئ سيقلب كل الخطط والمعادلات.. ماذا لو صمدت سورية ؟ وفعلاً دخل الحرب من دون أن يحسب حسابات طويلة المدى في اعتقاده «الواهم» أن الدولة السورية ستسقط سريعاً، وبالتالي دخول تركيا في مجال حيوي لارتدادات هذا الصمود ليس أوله المواجهة مع مجموعات متطرفة كان لها الأب الروحي وليس آخره انتهاء معادلة «صفر مشكلات» لتحل مكانها «كل المشكلات» ويبتدأ فصلاً من الصراع يبدو فيه مربكاً وفاقداً للمبادرة وهو يرى أحلامه تنهار أمام قوة وإرادة الجيش السوري، ولنا أن نتخيل الحالة الهستيرية التي وصل إليها وهو من توهم يوماً بأنه سيصلي في الجامع الأموي بدمشق في العام 2011.من هنا لا نستغرب كل هذا الإجرام اليوم في حلب الذي يشكل أساس طموحات أردوغان ضمن صفقة تقاسم الحصص في سورية «المهزومة» فبعد هزيمته الاستراتيجية في ريف اللاذقية وقطع ذراعه «داعش» في تدمر بترجمة فعلية لقول الرئيس الأسد «الجيش السوري سيحرر كافة الأراضي السورية ولا مساومة على ذلك»، أصبح أكثر شراسة ومتخطياً كل الحدود في الدفاع عن مواقعه بحلب.أردوغان الخائف من تفاصيل مشهد يجمع بين عودة حلب إلى حضن الدولة السورية والوضع المأزوم في الجنوب الشرقي التركي وانكشاف تعامله مع «داعش» واحتلاله المرتبة الأولى في الإعلام الغربي الساخر ماذا سيتبقى له من قرار بالأزمة السورية؟ حقائق الحسابات الخاطئة تجلت أمامه ضيقاً في الخيارات وبقاء خيار وحيد في جعل الصراع أكثر دموية مع استهداف المزيد من المدنيين الآمنيين وسط معادلة أنه كلما تقدم الجيش السوري في حلب ومع كل خسارة لـ «داعش» سيغرق أكثر في معركة بقائه والسؤال الذي يطرح نفسه: من سينتهي أولاً أردوغان أم الأزمة في سورية؟ ومن سيكون نتيجة للآخر؟!سورية التي خاضت حرباً ضد حلف صهيوني كانت على يديه هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان هاهي تدخل عامها السادس في صراع سيغير وجه الشرق الأوسط وبنتائجه سيتشكل النظام العالمي الجديد ولم تهزم لا بل أسياد أردوغان يتدخلون لتحقيق «هدنة» مع الجيش السوري وحلفائه لعلهم يخففون من تداعيات حدة السقوط وما دام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يسعى لهدنه في أغلب الجبهات فلنعلم أننا الرقم الصعب وأننا أصحاب المبادرة في الحسم الذي أصبح أمراً واقعاً بإرداة وحيدة أن لا بديل عن النصر.وأخيراً .. ستذكر الأجيال القادمة بفخر أننا نحن السوريين خضنا حرباً وطنية كبرى ضد أقذر غزو بربري عرفه التاريخ وليس كما أرادوا تمريره على أنه ثورة شعبية.
التاريخ - 2016-07-17 12:49 AM المشاهدات 707

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا