التاريخ يعيد نفسه بعد 500 سنة، ففي 24/8/1516، بدأ السلطان سليم الاول معركة دمشق ومعه بدأ حلم الامبراطورية العثمانية ومدخله اجتياح سوريا والبداية كانت من حلب، وفي 24/8/2016 اختار اردوغان نفس التاريخ لاستنساخ حلم السلطان سليم الاول باجتياح شمال سوريا، بعد ان اجّل العملية من 20/8/2016 الى 24/8/2016 لتتزامن مع تاريخ معركة «مرج دابق» والحلم التركي بسوريا وتحديداً مدينة حلب وتحقيق حلمهم القديم - الجديد، وكما سلخ العثمانيون لواء اسكندرون فانهم سيحاولون سلخ حلب عن سوريا واستعادة الموصل التي سلخت عن تركيا بالاتفاقية الدولية عام 1926 بعد الحرب العالمية الاولى نتيجة الهزيمة العسكرية. وهذا ما دفع القيادة التركية في تلك المرحلة الى التأكيد والاعلان «عندما نعود دولة مقتدرة سنعيد الموصل ومناطق شمال سوريا الى الدولة التركية» وهذا هو المشروع العثماني الاساسي.لكن المصادر المتابعة، تؤكد أن الاتراك كما هزموا وتراجعوا عبر التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية سينهزمون حاليا في هذه المواجهة وسيدفعون ثمن مغامراتهم الخاسرة. هذا مع العلم ان تركيا اليوم ليست تركيا قبل أشهر واردوغان يحاول الاستثمار في سوريا لتخفيف خسائره الداخلية وبأنه الاب الروحي للجيش لكنه سها عن باله انه يقف على ارض «بركانية» بـ 15 مليون كردي وجيش مقسوم واحزاب معارضة وقوية... رغم ان هذه المصادر تنظر الى التحولات التركية الاخيرة تجاه روسيا وايران وسوريا بالجدية نتيجة الخطر الكردي، وان الاجتياح التركي للاراضي السورية ليس مفاجئاً وتركيا ابلغت الجميع انها ستدخل الاراضي السورية اذا انتقل الاكراد من شرق الفرات الى غربه ولن تسمح باقامة اي كيان كردي. كما ان العلاقات التركية - الأميركية ليست جيدة، والدخول التركي ربما يمهد للحل عبر ضرب «داعش» وابعادها فيما المسلحون باتوا ميليشيا تركية تحركهم كيفما تشاء، وربما انقرة باعتهم مع بدء الحديث الاميركي - الروسي عن الحل، خصوصا ان ما يجري في داريا من انسحاب للمسلحين ليس بالامر البسيط بل بالاستراتيجي خصوصاً ان داريا تعد اكبر منطقة جغرافية حول دمشق، والاتفاقات ستشمل الزبداني قريبا ومضايا ومساكن برزة والمعضمية وغيرها وبالتالي المزيد من الارتياح لدمشق، والمسلحون في هذه المناطق يخضعون للسيطرة التركية.وفي المعلومات ايضاً، ان الاتصالات التركية - السورية بدأت منذ اشهر، وتركيا هي من طرقت الباب، وبادرت الى توجيه الرسائل الايجابية عبر اقصاء وزير الخارجية التركي اوغلو الذي اعتبره الرئيس الاسد «العدو الاول لسوريا والعروبة»، بالاضافة الى الافراج عن معتقلين مؤيدين للنظام في انقرة والسماح لهم بتنظيم تحركات. وتطورت هذه الاتصالات بعد الانقلاب حيث زار الوفد التركي دمشق 8 مرات، وبعض المعلومات تقول انه التقى الرئيس الاسد. وتستكمل الاجتماعات الان في طهران، بعد سلسلة اجتماعات في الجزائر.كما عاد التواصل المخابراتي اليومي، وقد لعبت روسيا دوراً في هذا التقارب، لكن الدور الاكبر كان لطهران، والنتائج بدأت بالظهور لكنها غير منظورة، في ظل معلومات وصلت لدمشق وايران وروسيا. ان المراجعة التركية لمسار الامور مع سوريا بدأت تظهر بوضوح نتيجة حجم الخسائر التركية وتحديداً على الصعيد الاقتصادي. كما ان تركيا شهدت نمواً ما بين 2005 و2011 عندما كانت العلاقة مع سوريا في افضل حالاتها. واشارت المعلومات ان التحسن في العلاقات سيطال مصر ايضاً.ومن هنا تؤكد المصادر «ان التحولات التركية واضحة وان انقرة ابلغت ان المنطقة الامنة هي لحماية الاراضي التركية فقط وان طول المنطقة هو بحدود الـ70 كلم وعرضها 20 كلم، وليس 35 كلم كما كانت تريد تركيا، وان المسلحين من جماعة زين الدين زنكي وجيش الفتح بات قرارهم بيد تركيا، وتديرهم كيفما تريد.الامور غامضة حتى الآن، ولا يمكن الوثوق بالوعود التركية بعد ان استبدلت تركيا قوات سوريا الديموقراطية في جرابلس بارهابيين من الطراز الاول، لكن تركيا تلقت موقفا واضحاً وصريحاً وحاسماً من روسيا وايران وسوريا. اما حلب فخط احمر وسيتم الدفاع عنها ولن تسقط ولو ادى ذلك الى حرب كبرى وتركيا فهمت الرسالة وفهمت معنى الدخول الصيني على الخط وفي هذا التوقيت وترجم فوراً بدعم صيني بمختلف الاسلحة للجيش السوري مصحوبا بدعم اقتصادي، فيما اميركا بحاجة لنصر على «داعش» في العراق وذلك سيعطي الديموقراطيين اوراقاً قبل الانتخابات الاميركية وهذه الهدية ستصل مع تحرير الموصل.
التاريخ - 2016-08-27 9:31 AM المشاهدات 787
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا