سورية الحدث - محمد نادر العمري فرحة السوريين عموما والدمشقيين خصوصا في إخماد جبهة داريا من خلال تسوية تضمنت بنود ومراحل وآليات رسختها المصالحات المحلية سابقا" في نطاق واسع على أكثر من جبهة داخل المدن والمناطق السورية، تزامنت مع تصريحات لم تعد غريبة أو مستغربة من قبل مسؤولين دوليين تشكك في مصداقية تنفيذ وتطبيق بنود هذا الاتفاق، وتدعوا من خلالها المجتمع الدولي لضمان تنفيذ هذا الاتفاق بما يتوافق مع قانون الإنساني الدولي ومعايير الحماية، في حين أنها لم تطالب بتطبيق هذه المبادئ عندما تم إبلاغ مجموعة العمل الدولية بأن المسلحين في حلب الشرقية يرفضون هدنة الـ 48 ساعة المقترحة.التسوية المبرمة في داريا والتي دخلت حيز التنفيذ في يومها الأول بإخراج 10 ناقلات نصفها توجه لمدينة إدلب الجهة التي اختارها المسلحين الرافضين للمصالحة بعد رفض طلبهم بالتوجه نحو درعا، والنصف اﻵخر توجهت لمراكز ايواء مدنية اعدتها الحكومة السورية في منطقة حرجلة بريف دمشق لاستقبال المدنيين ولتسوية اوضاع المسلحين المتبقين، كشفت العديد من الحقائق وزيف ادعاءات مايسمى المجتمع الدولي وتصريحاته القلقة حيال ادعائاته لما يتعرض له المواطنيين في داخل المنطقة.أول تلك الحقائق والتي ظهرت بشكل طبيعي وغير مصطنع من خلال مانقلته مباشرة العشرات من وسائل اﻹعلام الدولية قبل المحلية، هي الحالة الصحية الجيدة لكل من تواجد داخل الحافلات والاجسام والهياكل الجسدية السليمة والطبيعة الظاهرة، الأمر الذي يدعو للتساؤل حول مصداقية الدور الذي تؤديه الأمم المتحدة التي سعت سابقا" لفك ما اسمته الحصار على المدينة بدواعي تردي الاوضاع الإنسانية لمعظم المتواجدين في داخل داريا.الحقيقة الثانية تشكل تكاملا" مع الحقيقة الاولى في التساؤل: لما أعلنت الأمم المتحدة أنها ليست طرفاً في الاتفاق المتعلق بانسحاب المسلحين والمدنيين من داريا بريف دمشق، ولم تعلن عن ترحيبها بأتفاق من شأنه أن ينفذ ماتضمنه ميثاقها في إرساء الأمن والأمان وحل النزاعات بالطرق السياسية؟الحقيقة الثالثة تكمن في إن المصالحات المحلية التي تبنتها الحكومة السورية منذ منتصف عام 2012، ورقة رابحة في إسقاط رهانات ومشاريع الدول المتدخلة في الحرب على سوريا ومخرجا" سياسيا" وقانونيا" للمسلحين إلى جانب الاستمرار في مكافحة اﻹرهاب.فاﻹعلان عن تسوية داريا وإخراجها من دائرة الصراع وتسريع وتيرة تنفيذها خلال 48 ساعة رغم الاتهامات المتبادلة بين بعض متزعمي مسلحي داريا وقادتهم في قطر وإصدار بيان موقع من معظم فصائل المسلحة في درعا لتصعيد كامل الجبهات في دمشق لنجدة داريا، جاءات استباقا" لاجتماع لافروف_كيري في جنيف، ليشير إلى أن الحل السوري هو بيد السوريين ووفق مبادئ تم تحديدها منذ بداية الأزمة مع الترحيب بأي جهد دولي يمهد الظروف ﻹطلاق العملية السياسية ويكافح اﻹرهاب، وأي خيار يأتي خارج هذا السياق يعتبر تجاوزا" للخطوط الحمراء والرهان عليه هو رهان خاسر.اتفاق داريا الذي خط بحبر دماء الجيش العربي السوري ورعايته سيشكل تحولا" بالمشهد الميداني والسياسي ويفتح المجال أكثر نحو لجوء مسلحي المناطق اﻵخرى وخاصة في ريف دمشق (المعضمية وخان الشيح وجوبر وقدسيا والهامة ووادي بردى) نحو المصالحات المحلية كخيار وحيد بعد تقلص معنوياتهم وانخفاض آفاق طموحاتهم بمشروع حمل السلاح ووصوله لحائط مسدود.
التاريخ - 2016-08-27 7:06 PM المشاهدات 1312
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا