شبكة سورية الحدث


تعفن مقعد الرئاسة الفرنسي والحقد الأسود على سوريا

سورية الحدث - المهندس : ميشيل كلاغاصي (هي من أقدم وأعرق دول العالم.. دولة ٌ تختزل قارتها بمجرد ذكر اسمها, إنها فرنسا عاصمة الفن والجمال والإبداع والثقافة والعطور.. بلد ٌ لطالما أنجب المشاهير والعظماء, فمن منكم لا يعرف نابليون , لويس الرابع عشر , شارل دوغول , فيكتور هوغو, بودلير , إديث بياف , شارل أزنافور .. ومن منكم لا يعرف برج إيفل وأفخم العطور وأشهرالأجبان.بلد ٌحوّله البعض إلى غاصب ٍ ومحتل ومستعمر, فيما رسمه البعض الاّخر لوحة ً رائعة ً في سماء الأوطان.. إذ تعاقب وتتالى على حكمه "فرسان ٌ ثلاثة" شيراك , ساركوزي ,هولاند .. وتقاسموا فخر إضاعة إرثها و أمجادها , فما عادت عطورها فواحة ً واستبدلت أناقتها بأنياب الذئاب , وتعفنت أجبانها على مقعد الرئاسة.. إذ أعياها الغباء السياسي وقصر النظر والإنحياز, ما أوصد أبواب الإبداع .. فخدش حنجرة بياف وحوّل صوت أزنافور إلى نعيق ٍ يستجلب اللاجئين السوريين إلى مزارع أريافهم الخالية !.)فمنذ منتصف عهد الرئيس شيراك .. بدأت فرنسا العظمى بالذوبان والإنحلال , وتحولت إلى دولة تائهة هزيلة تابعة للسيد الأمريكي, تأتمر بأمره و تنعم برضاه و تُضرب بسوطه.فلم يستطع الفرسان الثلاثة فهم واستيعاب المرحلة و المتغيرات الدولية, وظلّوا يتصرفون على أساس ٍ من الماضي, وأنها لا تزال فرنسا العظمى, الأمر الذي جعلهم يخسرون معاركها السياسية الواحدة تلو الأخرى, و التي تُرجمت مباشرة ً بخسارتها نفوذها و مصالحها حول العالم.إذ أخطأت بتقدير حجمها الجديد وعارضت العدوان الأمريكي على العراق, فإنعكس عليها لوما ً و إهانة ًووصفت بالعجوز.. فأسرعت لإعلان الخنوع و الرضوخ للسيد الأمريكي , فتاّمرت على سورية و المقاومة في لبنان , وكان إغتيال الحريري عربون الولاء و طلب الرضى.لقد قادتها أخطائها إلى خسارات فادحة في تونس والجزائر ولبنان ومالي وليبيا وسورية , أرادت أن تكسب شارعها الفرنسي مجددا ً بإعلانها الحرب على القاعدة و الإرهابيين في مالي.. في الوقت الذي قدمت لهم كافة أشكال الدعم في سورية, من خلال سياسة ٍ مزدوجة المعايير مفضوحة.. وأعلنت حربها على الإسلاميين المتشديين والمتطرفين في الداخل الفرنسي , فوضعت البلاد في مرمى تهديد الحركات "الجهادية" و"السلفية الإرهابية" .. كان عليها تحمّل الرد داخل فرنسا وخارجها . فقد بدأ هولاند رئاسته تائهاً في قرارات ٍ متسرعة ومتقلبة , بالتدخل العسكري في مالي والمغرب العربي , وعاد عنها بعد أقل من أسبوع.. كما قامت حكومته بطعن نفسها عبر "مسرحية ٍ" استخباراتية دامية في إعتداءات شارلي ايبدو, وإستاد باريس و مسرح"باتكلان"وغيرها, فترجم الفرنسيون غضبهم من مجمل سياسته بإنخفاض نسبة تأييده الشعبي الى ما دون ال 13% ..نتيجة إنكشافها و إنغماسها في دعم المخططات الإرهابية واستخدام الاّلة العسكرية في ليبيا والصومال , في وقت ٍ ندم فيه الرئيس هولاند على عدم مهاجمة سورية! , لقد فشلت إدارته في إحداث أي نجاح في مشاريعها الإخوانية القطرية - التركية  بإقامة ممرات اّمنة و مناطق حظر جوي في سورية .. دفعتها سياساتها الخاطئة خلال سنوات الربع القرن الأخير لجعلها دولة ً هزيلة تائهة تماما ً لا تقودها استراتيجية واضحة , تعبّر عن قصر نظر ٍ ما أوصلها إلى درك ٍ خطير احتاجت معه البحث عن مخرج ٍ , لكنها على ما يبدو وجدت في الإرهاب حلا ً !؟.وعُوقبت فرنسا داعشيا ً بتخطيط ٍ أمريكي – صهيوني, نتيجة تجاوز طائراتها خطوطا ً حمراء في سورية , وقصفها بعض المواقع فيها, ولبحثها عن موطئ قدم ٍ لها على الأرض بعدما تأكد عدم جدوى الوجود الإرهابي على الأرض, نتيجة ما أظهره الجيش العربي السوري من قوة ٍ و براعة ٍ في التقدم والحسم السريع... إن ما فعله الطيران الفرنسي ُاعتبر مخرزا ً في عين المخطط الأمريكي .. بالإضافة لدعمها المخطط التركي الأردوغاني ولبعض الفصائل والمكونات هناك . لم تفهم فرنسا – هولاند أنها دولة ٌ تابعة للسيد الأمريكي و لذراعه الداعشية إن تخبط فرنسا - هولاند جعلها تستحق العقاب عشية لقاء فيينا الثاني 2015 ولقاء مجموعة العشرين – الإقتصادية -  في تركيا , و التي غاب عنها لإنشغاله بما حدث في بلاده .لا بد للرئيس الفرنسي أن يتعظ و يعيد حساباته بعقلانية , و يفكر جديا ً بمحاربة الإرهاب وحماية الشعب الفرنسي المكلوم , وأن يعرف أن في سوريا شعبا ً مثلهم يتألم و يُذبح و يُقتل يوميا ً بفضل سياسته الحاقدة و الخاطئة , و أن يُنصت لما قاله له الرئيس الأسد : " اعمل لمصلحة شعبك " اختارت أن تكون لاعبا ً أساسيا ً في حروب الفوضى والربيع القاتل , فإندفعت بكل إمكاناتها وسهلّت وصول إرهابييها الفرنسيين إلى سورية , وعملت على إقناع مواطنيها بضرورة دعم " ثورة الحرية " , بالإعتماد على تضليل شعبها عبر حملات الكذب و التزييف و أقلام ومطابع وكالة فرانس برس , التي لم تخجل من استغباء الفرنسيين .. فعلى ما يبدو أن صناعة الخبر الكاذب لم يعد معيباً في فرنسا فإنضم إلى قائمة الصناعات الفرنسية المعروفة, وأصبح ستارا ً تُخفي ورائه سياساتها الحاقدة تجاه الدولة والشعب السوري , وهذا ليس تهكماً بل حقيقةً ناصعةً  كبياض ثلوج البيرينيه.لقد أظهرت من الحقد و العدائية تجاه الدولة السورية , بما بدا غير مفهوم و غير مبرر !!؟. و باتت تصاريح قادتها لا تخلو من العبارات السيئة وبما لا يليق بالدولة والشعب الفرنسي., وذهبت بعيدا ً في "نواياها بإستهداف الدولة وتقويض مقوماتها" – بحسب الدكتور بشار الجعفري - , ولم تنفك يوما ً عن دعم و إطلاق المشاريع المشبوهة في مجلس الأمن الدولي , وسعت لمحاصرة الدولة السورية , و خرق سيادتها , والتدخل في شؤونها الداخلية , وتقسيمها والتحكم بمصيرها ومصير شعبها.إن صمود سورية, أعطى الشعب الفرنسي الفرصة لإكتشاف حقيقة الإرهاب الذي يضرب سورية و حقيقة مشاركة حكومتهم بالعدوان عليها .. بالتزامن مع ارتداد الإرهاب وعودة بعض الإرهابيين الفرنسيين إلى بلادهم , و ارتفاع منسوب الإرهاب هناك , ومن خلال الزيارات العديدة والمتتالية لوفود ٍ هامة ضمت شخصيات سياسية برلمانية و أعضاء في مجلس الشيوخ ووزارة الدفاع و بعض المستشارين الأمنيين التي أرادت الإطلاع عن كثب , والإستماع إلى وجهة النظر السورية , خاصة ً بعد قطع العلاقات الدبلوماسية عام 2012 , والفوز مجانا ً ببعض كنوز الإستخبارات السورية , التي حصلت عليها جراء القبض على بعض الإرهابيين الفرنسيين أحياء , مما يساعد الفرنسيين في تعقبهم و كشف مخططاتهم في فرنسا .و إذ أتت نتائج الزيارات مذهلة ً وصاعقة ً للوفود و رأوا بأم العين حجم التاّمر والحقد الفرنسي الرسمي غير المبرر , ووعدوا بنقل الحقيقة و الصورة إلى قصر الإليزيه .. لكن غباء قاطنيه عبروا عن استيائهم من تلك الزيارات , وحصروها بمن قام بها !؟.فحتى هذه اللحظة لا تزال القيادة الفرنسية على مواقفها وعدائيتها لسورية , على الرغم من تغير المواقف الدولية , و الإعتراف الدولي بالإرهاب عدوا ً مشتركا ً لسورية والعالم , في الوقت الذي أكد فيه الرئيس بشار الأسد لقناة TV2 الدنماركية قبل أيام : أن " الشعوب الأوروبية ليست عدوة ً للشعب السوري". لقد بدأ الفرنسيون يتذمرون و يغضبون ويوجهون الإنتقادات واللوم على الرئيس هولاند و فابيوس و فالس وإيروليت , بالإضافة إلى الوضع الإقتصادي المتردي.. فقد بلغت فرنسا درجة ً من الضعف ولم تعد قادرة على التواجد خارج حدودها دون مساعدة الناتو.. الأمر الذي دفعها لطرح مشروع تخلي الدول دائمة العضوية عن حق الفيتو, و اصطفافها في الخندق المعادي للدولة الروسية.. في الوقت الذي أكدت الدولة السورية أنها لن تقبل بأي دور ٍ فرنسي في الحل السياسي , طالما تستمر بنهجها العدائي الحاقد.لقد كان مشروع قرارها لأمس الأول في مجلس الأمن بالإشتراك مع الجار الإسباني , لا يعدو أكثر من محاولة ٍ لإنقاذ السيد الأمريكي المهزوم في حلب أولا ً , فطرحت مطالبه ومصالحه على فمها , و في صفحات مشروعها الحاقد , والذي قُوبل بفيتو روسي خامس و صاعق مدعوم بالحليف الصيني.. واستدعى ردا ً قاسيا ً لمندوب سوريا الدائم في مجلس الأمن ليقول :"إن مشروع القرار الفرنسي يعكس حنين فرنسا لماضيها الأسود , ولنفوذ ٍ استعماري اّفل .. ولن يعود " و"على الساسة الفرنسيين أن يشعروا بالخجل لما فعلوه في ليبيا و بالشعب الليبي".أخيرا ً ... لقد أظهرا الفرنسيون من العدائية والكراهية ما يكفي لإزالة مساحيق التجميل عن وجههم القبيح , بعدما توّرطوا حتى النخاع في خراب سورية وإراقة دماء أبنائها لقد عملوا واجتهدوا خارج حدود الإنسانية و الأخلاق و كانوا وحوشاً ضارية و مفترسة , في غياب العقل والحكمة وسط الغباء الواضح ٌ في وجه الرئيس هولاند , الذي لم يدرك أن الحماقات وحدها من أتت به ليعتلي العرش الفرنسي , ووحده الغباء و جنون العظمة من حوله إلى رئيس ٍ بلا شعب .لم يسامحهم السوريون يوما ً عمّا فعلوه في الماضي و بالتأكيد عمّا يفعلونه الاّن.. ويؤكدون أنهم لم يختالون يوما ً في أعدائهم ويعرفونهم تماما ً و يعرفون كيف يحطمون أحلامهم وحتى رؤوسهم , و بدون أي خجل يقولون لهم لا نحترم صحافتكم ولا منظمة الدجل خاصتكم , ونبشركم بنصرنا القريب , ويعرفون أن أهل الشر لن يتوقفوا عن شرورهم .. كما لن يستسلم أهل الحق و لن يتوقف دفاعهم عن أوطانهم و قيمهم , فحرب الحق و الباطل مفتوحة و مستمرة الى ما شاء الله .
التاريخ - 2016-10-10 8:09 PM المشاهدات 1053

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا