شبكة سورية الحدث


أحد أهم مصادر الاقتصاد الوطني..المؤسسة العامة للتبغ بين الآمال والطموحات

أحد أهم مصادر الاقتصاد الوطني..المؤسسة العامة للتبغ بين الآمال والطموحات
الحدث - محمد الحلبي – رولا نويساتي صهيوني.. نطالب الحكومة السماح لمؤسسة التبغ الاحتفاظ برصيد من القطع الأجنبي لزوم عملية الإنتاجالحافظ.. مطالب عمالنا حقوق مشروعةتُعتبر صناعة الدخان أحد أهم المصادر الداعمة لخزينة الدولة، وقد تأثر هذا القطاع كباقي قطاعات الدولة من الحرب الدائرة في البلاد، حيث خرجت بعض معامل صناعة الدخان من الخدمة، وتذبذب إنتاج بعضها الآخر رغم مساعي المؤسسة العامة للتبغ إلى ترميم بناءها والعمل على تخطي العقبات التي تواجهها بكل الإمكانات المتوافرة لديها، إذ أن المؤسسة العامة للتبغ هي المعتمد الوحيد لصناعة التبغ وتوزيعه في سورية، حيث تقوم المؤسسة بشراء التبغ من الفلاحين ومن ثمَّ تصنيعه قبل أن يتم طرحه في الأسواق، لكن هذه الآلية اختلفت قليلاً بعد الأحداث التي تمر بها البلاد عندما اكتسحت السوق المحلية بأصناف عديدة من الدخان لم تكن موجودة أو معروفة قبيل الأزمة عن طريق التهريب، إذ أن حاجة السوق المحلية تُقدر بـ70 طن يومياً، ويغطي الدخان المحلي منها قرابة الـ50 طناً ويبقى هناك عجزاً بمقدار 20 طناً يتم تأمينها عبر التهريب لسد حاجة السوق، وبناءً عليه فإن مكافحة التهريب غير ممكن ما لم يتم رفع طاقة الإنتاج المحلي ليلبي الطلب ويسد الفراغ الذي يشغله حالياً الدخان المهرب..يقول السيد (ضياء) تاجر دخان: يمتاز الدخان الوطني بالجودة والسعر المناسب وقدرته على منافسة الدخان الأجنبي، وقد غزت الأسواق السورية بعض ماركات الدخان لم تكن موجودة سابقاً تتميز بسعرها الرخيص نسبياً، حيث يعادل سعرها مثيلاتها من الدخان الوطني مثل: (إليغانس – أختمار – مانشستر) هذه الأصناف دخلت إلى الأسواق السورية مع بداية الأزمة كما ذكرت واستحوذت على رضا السوق المحلية، لكن هناك بعض المشكلات بالنسبة للدخان الأجنبي وخاصة المهرب تتمثل في سوء التخزين وتعرضه للتلف أثناء النقل ريثما يصل إلى البائع..مساعي المؤسسة العامة للتبغبعد أن ارتفع سعر الدخان لعدة أضعاف عمّا كان عليه في السابق أصدرت المؤسسة العامة قراراً قبل عامين بتخفيض أسعار بيع السجائر الوطنية، ووفق مصادر في مؤسسة التبغ أن قرار التخفيض المذكور يهدف إلى الحد من ظاهرة التهريب، لكن مع ذلك بقيت السوق المحلية تغرق بالدخان المهرب المزروع على البسطات وعلى امتداد شوارع المدينة دون حسيب أو رقيب، وتلقى هذه الأصناف رواجاً كبيراً عند بعض المدخنين قياساً بأسعارها وشكلها المقبول..وقد أطلقت المؤسسة العامة لصناعة التبغ في الأشهر الماضية مشروعاً جديداً لصناعة السيجار الوطني وبمواصفاتٍ عالمية للبحث عن موقع قدم لها بين تلك الشركات المصنعة للدخان، وقامت بتصديره إلى عدّة دول، وباعتقادنا أن هذا الأمر مهم جداً في دعم الاقتصاد الوطني، ويجعل عجلة الإنتاج تدور من جديد، ويفتح المجال لفرص عمل إضافية في حال تحقيق الأهداف المرجوة لهذا المشروع..لكن كما هو معلوم أن نجاح أي مشروع يحتاج إلى تضافر الجهود والتغلب على العقبات التي تعترض طريقه، ولعل أولى العقبات هي تلك التي تتعلق بهموم العمال القائمين على العمل، لذلك كان لزاماً علينا الوقوف على هموم ومشاكل العمال القائمين على صناعة التبغ في المؤسسة العامة للتبغ..هموم عمالية بالجملةطبعاً لا يمكننا عرض مشكلة كل عامل على حدا، فهناك دوائر ونقابة تهتم بشؤون عمالها وترعى مصالحهم، لكننا سنأتي على ذكر المشاكل العامة التي يشترك بها عدد كبير من العمال، ولعل أهم تلك الهموم هو موضوع تثبيت بعض العمال بدلاً من تجديد عقودهم كمؤقتين أو تعيينهم كموسميين، حيث أن عدم تثبيت العمال المؤقتين والموسميين وخاصة في المواقع الإنتاجية يعرضهم للحرمان من حقوقهم التي يتمتع بها زملاءهم المثبتين كالطبابة على سبيل المثال، ناهيك عن هاجس الاستغناء عنهم وعن خدماتهم في أي لحظة، بالإضافة إلى أن هناك بعض العمال تم التيقن من حالات اختطافهم وهم على رأس عملهم – حسب أقوال بعض العمال – حيث تم إيقاف رواتبهم ولم يتم تعويضهم بأي مبالغ مالية واعتبر العامل مكفوف اليد عن عمله، أما بالنسبة لتعويض الاختصاص للفنيين والعمال فقد توقف منذ عام 1986 ولا زال عمال صناعة التبغ متواجدون على خطوط العمل ينتظرون إعادة ذلك الحق لهم، إذ أن هؤلاء العمال يتعرضون للمخاطر كون هذه المهنة تعتبر من المهن الشاقة والخطرة والتي تؤثر على صحة الإنسان بسبب استنشاق الغبار ومبيدات التبغ..صهيوني.. صناعة السيجار جديد مؤسسة التبغ الأستاذ ياسين صهيوني رئيس اتحاد الصناعات الغذائية والزراعية والتبغ قال لموقع سورية الحدث أن المؤسسة العامة للتبغ ومنذ بداية عام 2015 استطاعت وبزمن قياسي من تسديد كافة المستحقات المالية المترتبة عليها لوزارة المالية البالغة بنحو 18 مليون ليرة سورية وتحويل نحو 2 مليار ليرة لخزينة الدولة كمستحقات مالية عن عامي 20113 – 2014، إضافة إلى تحويل مبالغ عن عقود سابقة بقيمة 2,4 مليون ليرة سورية، كما أعلنت المؤسسة عن إجراء اختبار لتعيين نحو 2300 عامل كخطوة لتطوير أداء المؤسسة، كما تم نقل خط تصنيع المعسل من دمشق إلى فرع المنطقة الساحلية لتطوير هذه الصناعة وطرح نكهات جديدة وإطلاق ماركات جديدة أيضاً لتلبي أذواق المستهلكين، والسعي إلى إنتاج أصناف جديدة تعتمد على العمل اليدوي للحد من استهلاك الطاقة الكهربائية وقطع التبديل وتوفير القطع الأجنبي اللازم لأغراض أخرى، وقد عملنا على نقل كافة التبوغ الخام الموجودة في حماة وحمص إلى المناطق الآمنة في المنطقة الساحلية، كما تم إحداث معملاً لإنتاج السيجار في فرع المنطقة الساحلية كان الهدف منه تشغيل المزيد من اليد العاملة، وتحقيق نسب ربح عالية للمؤسسة كونه لا يحتوي إلا على مادة التبغ فقط..أما عن المقترحات لتذليل الصعوبات التي تواجه المؤسسة العامة للتبغ فقال صهيوني: يتوجب علينا تأمين العدد الكافي من السيارات الشاحنة ورصد الاعتماد اللازم لها، وتشجيع زراعة بعض الأصناف التي شارف رصيدها على النفاذ (البرلي والتنباك) كونها أساسية في مزيج السجائر المصنعة، لذلك قامت المؤسسة برفع أسعار التبوغ المشتراة من الأخوة المزارعين، والعمل على زيادة المساحات المزروعة عن طريق استغلال أراضٍ زراعية جديدة تزرع للمرة الأولى بمادة التبغ لتعويض الأصناف التي خسرتها المؤسسة بخسارة الأراضي الزراعية التي سيطر عليها الإرهابيون، ومنح العاملين في المراكز الإنتاجية طبيعة العمل، حيث أن قرار السيد رئيس مجلس الوزراء لعام 2005 لم يذكر عمال مؤسستنا، والسماح للمؤسسة الاحتفاظ برصيد من القطع الأجنبي لتغطية بعض النفقات كقطع التبديل أو تأمين المواد الأولية اللازمة لعملية الإنتاج، كون تمويلها ذاتي.. وذكر صهيوني أن المؤسسة تسعى إلى تحويل عقود 1200 عامل يعملون بعقود موسمية إلى عقود سنوية، خاصة وأنه قد مضى على وجودهم في المؤسسة أكثر من خمس سنوات اكتسبوا فيها الخبرات الفنية اللازمة..ميادة الحافظ.. مطالب عمالنا حقوق مشروعةفي مبنى نقابات عمال دمشق تحدثت إلينا الأستاذة ميادة الحافظ رئيس نقابة عمال التبغ وعضو المكتب التنفيذي قائلةً: هناك العديد من الفروع لمؤسستنا – المؤسسة العامة للتبغ – في جميع المحافظات وكلها تتبع للإدارة العامة المركزية باللاذقية، وقد كان لدينا عدة معامل للتبغ تتبع للمؤسسة، لكن بسبب الظروف التي تمر بها البلاد وبسبب الاعتداءات الإرهابية الكبيرة على المعامل التابعة للمؤسسة أدى ذلك إلى خروج بعضها عن العمل، كمعمل فرع المنطقة الجنوبية في حوش بلاس الذي تعرض إلى تدمير كامل وخروجه عن العمل  بشكلٍ نهائي بالإضافة إلى سرقة الأجهزة الموجودة فيه، حتى الأسلاك الكهربائية لم تسلم من السرقة، وكذلك معمل المنطقة الشمالية في حلب والذي تعرض إلى الاعتداء أيضاً.. أما المعامل التي بقيت تعمل حالياً فهو معمل اللاذقية بالإضافة إلى بعض المستودعات في طرطوس، ونتيجةً لذلك انخفضت الطاقة الإنتاجية بشكلٍ ملحوظ عمّا كانت عليه سابقاً، وأصبح الاعتماد الكلي في الإنتاج على فرع المنطقة الساحلية في اللاذقية، حيث أصبح العمال هناك يعملون ثلاث وارديات وبشكلٍ متواصل كي نستطيع أن نصل إلى كمية الإنتاج المطلوبة..وأضافت الحافظ أن المؤسسة العامة للتبغ هي مؤسسة شاملة حيث تقوم بشراء محاصيل التبغ من المزارعين ومن ثم تصنيعه قبل طرحه في الأسواق، وأشارت أن زراعة محاصيل التبغ تتركز في المنطقة الساحلية إضافة إلى ريف المنطقة الجنوبية ومحافظة السويداء ومنطقة القلمون، لكنها أشارت أيضاً أن بعض الأراضي قد خرجت من الخدمة، وأنهم يبحثون عن مناطق بديلة لإجراء تجارب عليها لاستدراك وبلوغ معدلات الإنتاج السابقة.. وبالنسبة للعمالة قالت الحافظ: أن هناك تسرب بشكلٍ كبير لليد العاملة لعدة أسباب منها نقل مناطق العمل من مكانٍ إلى آخر حيث تم نقل عدد كبير من عمال المنطقة الجنوبية إلى فرع المنطقة الساحلية (حسب رغبة العامل) بسبب توقف العمل في معمل المنطقة الجنوبية ما أدى إلى ترك العديد من العمال لعملهم، إضافة إلى هجرة بعض العمال خارج البلاد.. وقد تم تحويل بعض العمال الفنيين إلى كوادر إدارية لسد النقص داخل المؤسسة، وإرسال البعض الآخر إلى فرع المنطقة الساحلية لسد النقص في الكادر الفني هناك أيضاً.. وقد أفادت الأستاذة ميادة أنه تم إصلاح خطين من خطوط الإنتاج وتم إرسالهم إلى فرع المنطقة الساحلية أملاً في تحسين الطاقة الإنتاجية هناك..وعلى صعيد العمل النقابي قالت الحافظ: لقد طالبنا في مؤتمراتنا العمالية بأننا لا نريد لعمالنا أن يبقوا عاطلين عن العمل، وبناءً عليه تم افتتاح فرع لصناعة التبغ في منطقة باب مصلى وسط العاصمة، وتم تشغيل العمال الموجودين لدينا دون عمل أملاً بدفع عجلة الإنتاج إلى الأمام، كما قمنا بالاستفادة من معمل الكرتون بعد أن قمنا بإصلاحه ليغطي حاجة المؤسسة..وعن الصعوبات التي تعاني منها صناعة التبغ أفادت الحافظ أن تأمين المادة الأولية أصبح عائقاً بعد أن كان متوافراً بشكلٍ كبير، مما اضطرهم إلى استيراد بعض المواد الأولية من خارج البلاد، وأن هذا الأمر من الصعوبة بمكان بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد، بالإضافة إلى صعوبة نقل المنتجات، ومع ذلك تم افتتاح ثلاث مراكز جديدة لتوزيع وبيع الدخان في المنطقة الجنوبية تتمركز في مناطق القصاع والحريقة بالإضافة إلى صالة في مطار دمشق الدولي..ختاماًبقي لنا أن نذكر أن التبغ من أكثر المحاصيل انتشاراً في جميع أنحاء العالم، ويعود السبب في انتشار التبغ واتساع رقعة زراعته إلى تمتع أصناف التبغ بقابلية التكيف البيئي في معظم الأقاليم ومختلف الأجواء، وأن نبات التبغ يكمل دورة حياته في مدة قصيرة تتراوح بين 50 إلى60 يوماً لمعظم أصناف التبغ المختلفة، وذلك من تاريخ التشتيل حتى النضج والقطاف، ويتميز بقابلية تكيفه في مختلف أنواع الترب والشروط الزراعية والمناخية، كما أدى ارتفاع نسبة عدد المدخنين في العالم إلى انتشار زراعة التبغ بشكل مضطرد, عدا عن أنه يعتبر أحد أهم وأبرز دعائم الاقتصاد في واردات معظم دول العالم...
التاريخ - 2016-10-26 2:11 PM المشاهدات 1787

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا