تشكل الأزمة السورية هاجسا متواصلا للعديد من الباحثين الأمريكيين الذين يحاولون إيجاد حلول للورطة الأمريكية هناك، ومنع أي صدام محتمل لا تحمد عقباه مع روسيا.الولايات المتحدة وفضيحة "بنغازي غيت"!!وفي هذا السياق كتب أميتاي إتزيوني أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن مقالة مؤخرا في موقع "المصلحة القومية" بعنوان "سوريا و100 يوم الأولى للرئيس الأمريكي المقبل" طرح من خلالها خطة لتسوية الأزمة يمكن بواسطتها تفادي التداعيات الراهنة الخطيرة. استهل إتزيوني، وهو أكاديمي إسرائيلي أمريكي مقالته بالقول إن صحيفة واشنطن بوست ذكرت بأن نقاشا حاميا يدور بالفعل بين مستشاري هيلاري كلينتون للسياسة الخارجية عما يجب عمله في سوريا في حال أصبحت كلينتون الرئيس المقبل للولايات المتحدة. وأشار الكاتب إلى أن الحجج تتوزع بين من يدعو الولايات المتحدة إلى مشاركة أكبر، وتحديدا في دعم إقامة منطقة آمنة للاجئين أو فرض منطقة حظر جوي، وآخرين يرون أن هذه الإجراءات محفوفة بالمخاطر وغير فعالة.وعبر عن قناعته بأن الخطوة الأولى يجب أن تكون إعلانا بأن الولايات المتحدة لم تعد تسعى إلى تغيير السلطة في سوريا بالقوة، وإنما إلى وقف العنف فقط في هذه المرحلة ما يؤدي إلى تسوية عبر المفاوضات بين الأطراف الرئيسة، مضيفا أن واشنطن على مدى أربع سنوات من الحرب الأهلية المأساوية كانت تصر على رحيل الأسد كشرط للمفاوضات، وهي بقيت متمسكة في السنة والنصف الأخيرة بهذا الموقف ولكن بإعادة صياغة تسمح لها بالمناورة. ووصف الأكاديمي هذا الموقف بأنه يستند إلى نظرية المحافظين الجدد القائلة بأن مهمة الولايات المتحدة تتمثل في الضغط على الأنظمة التي تقف أمام المسيرة العالمية نحو الديمقراطية (بحسب فرانسيس فوكوياما تلك التي لا تزال حتى الآن "عالقة في التاريخ")، بالإضافة إلى الاعتقاد بأن نظام الأسد كان يترنح وهو على وشك الانهيار، لكن الأسد ظل وهو يحقق مكاسب، مضيفا في هذا الصدد أن أحدا لم يشرح لماذا تعتقد الولايات المتحدة أن من سيأتي عوضا عن الأسد سيكون أفضل.واستطرد "إتزيوني" قائلا إن هذا الطموح هو الذي قاد الولايات المتحدة لمواصلة البحث عن الليبراليين المؤيدين للديمقراطية بين المتمردين السوريين للتحالف معهم، وظهر أنهم المجموعة الأضعف، وأنهم ليسوا ليبراليين تماما. وشدد على ضرورة أن يكون الجانب الإنساني المتمثل في حماية أرواح مئات الآلاف ووقف تشريد الملايين ودفعهم إلى البلدان المجاورة وإلى أوروبا الهدف الأول للولايات المتحدة، مضيفا أنه لا توجد أية وسيلة هناك لتحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب، وتجنب أن يكون الأسد جزءا من التسوية في الآن معا. الأكاديمي الأمريكي أكد أن السبب الثاني الذي يدفع الولايات المتحدة إلى تغيير نظرتها يتمثل في روسيا، مشيرا إلى المصالح الحيوية الروسية في سوريا والمنطقة، وخاصة بعد أن احتلت الولايات المتحدة العراق، مستنتجا أن الإبقاء على الأسد أكثر أهمية لروسيا من إبعاده وتفكيك نظامه بالنسبة للولايات المتحدة، ولذلك يرى أنه ما من طريق لإنهاء الحرب الأهلية من دون التعاون مع روسيا بدلا من انتقادها بشدة، والسماح ببقاء الأسد في الوقت الراهن بشروط. وذكر الكاتب أن السعودية وتركيا ستكونان مستاءتين من ذلك، مستدركا أن السعوديين لم يفعلوا شيئا للمساهمة في التوصل إلى حل في سوريا، وهم في أمس الحاجة لدعم الولايات المتحدة في حربهم المضطربة في اليمن، وهم يكافحون لإجراء إصلاحات داخلية كبيرة، ويمكن التغلب على اعتراضهم. أما عن تركيا، فوصفها المقال بأنها كانت حليفا مزعجا وعنيدا، مشيرا إلى أن أنقرة لو توقفت عن المشاركة في الحرب على "داعش" وأوقفت قصف الأكراد وأبعدت قواتها من سوريا فمن الممكن أن يكون ذلك أفضل لمنطقة الشرق الأوسط. وزعم "إتزيوني" أن على الولايات المتحدة أن تدرك الحاجة إلى إعادة رسم خريطة سوريا والعراق الحالية، ومنح الأكراد الذين وصفهم بأنهم الحليف الوحيد للولايات المتحدة في المنطقة بعد إسرائيل، حكما ذاتيا على الأقل، ومنح مناطق السنة في العراق مستوى عاليا من الاستقلالية بما في ذلك حق تشكيل وحدات للدفاع عن مناطقهم. ورأى أن تصبح سوريا (دولا فدرالية!)، وأن تكون حدودها موضوعا لمفاوضات متعددة الأطراف، مسوقا لهذا الطرح بالقول إن الإجهاز على "داعش" ككيان إقليمي سيصبح أكثر سهولة حين تعرف المجموعات المسلحة المختلفة أنها ستحوز على مكان في سوريا الاتحادية! المصدر: national interest
التاريخ - 2016-11-01 4:43 PM المشاهدات 672
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا