شبكة سورية الحدث


حلب تستعد لخطاب النصر الكبير

حلب استعادت عافيتها بعد ست سنوات من وقوع معظم أجزائها في قبضة الإرهابيين الانغماسيين الذين حاولوا سرقة هويتها ونضالها التاريخي.هذا النصر الكبير من شأنه إحداث تحوّل كبير في خارطة الحرب السورية، لا بل إحداث تحوّل جذري في خطاب الحلف المعادي لسورية الشرعية وقد بدأها السفير الأميركي الأسبق لدى كرواتيا "بيتر غالبريث" في مقاله الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز: "آن الأوان لوقف القتال، فالحرب قد انتهت"، وقد سبقه إلى برقية النعي كبار قادة ما يسمى "بالثورة" السورية ميشال كيلو في مداخلته الهاتفية لمؤتمر لناشطي اتحاد الديمقراطيين السوريين في استراليا حيث قال: "النظام استعاد السيطرة وبشار الأسد باقٍ.. الثورة في أيامها الأخيرة".سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد أثبتت من جديد أنها عصية على الغزاة البرابرة الذين حاولوا تغيير مسارها المقاوِم، فأبت وضحّت.. حتى وصلت إلى نصرها الكبير بعد استعادة إحدى أكبر مدنها وأسقطت معها أوهام آل سعود وسلطنة أردوغان الإخوانية وخريطة التقسيم الأميركية والعقوبات الأوروبية، ولا عجب أن يسارع وزير الخارجية الأميركي "جون كيري" ليلقي اللوم على المعارضة المسلحة –هذه عادة أميركا– ويتصل بزميله الروسي لافروف يطلب اجتماعاً عاجلاً لبحث الأوضاع في سورية، ولسان حاله يقول: "لقد انتصرتم علينا في سورية والمنطقة.. مبارك لروسيا العظمى".لقد ربحت روسيا في سورية أكثر مما يظنّه البعض، فقد استعادت دورها الدولي من البوابة السورية، وفرضت الشراكة العالمية على الولايات المتحدة إن لم نقل إنّ كلمتها باتت "الفصل"، ومن جهة أخرى عمّقت تحالفها الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد عبّر عن ذلك مستشار السيد خامنئي الدكتور علي أكبر ولايتي منذ أيام بعد لقائه بوغدانوف بالقول: "إن العلاقة الإيرانية – الروسية في قمتها"، والأهم ما بُنيَ من علاقة بين روسيا وحزب الله. منذ بداية الدخول الروسي العسكري إلى سورية اقتصرت العلاقة بين حزب الله والروس على التواصل غير المباشر عبر قنوات سورية وإيرانية بمعنى أنه لم يحصل تنسيق عسكري أو أمني مباشر، ومع تطور الأحداث الميدانية وتلاحق الانتصارات التي سجلها الجيش العربي السوري وحزب الله برياً، ودعم روسي جوّاً، أثار مقاتلو حزب الله إعجاب الروس بالتكتيكات العسكرية المبهرة التي اتبعوها خاصة في معارك حلب ما دفع أحد ضباط الجيش الروسي في سورية إلى القول: "لقد أبهرنا حزب الله بطريقة قتاله وتكتيكاته العسكرية" (من مقابلة خاصة لمجلة مرايا لبنان الدولية)، وقد سبق ذلك إعلان روسيا المدوّي أمام الكيان الصهيوني أن "حزب الله ليس إرهابياً"، وهذا ما أكّده رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي آفي ديختر، إن الجانب الروسي يعارض "إسرائيل" في موقفها من أعدائها، وتحديداً ما يتعلق بإيران وحزب الله حيث أشار في مقابلة مع موقع «واللا» العبري، إلى أنّ الروس قالوا له: إنّه "من ناحيتنا، حزب الله ليس منظمة إرهابية، وإيران ليست دولة عدوة، والجانبان (إيران وحزب الله) شركاء لروسيا في قتالها في سورية".وقد سهّل أحد أبرز قادة الجيش العربي السوري رفع مستوى التنسيق بين الجهتين في معارك حلب التي أسفرت عن انتصار تاريخي سيكتب المؤرخون العسكريون ملاحمه ذات يوم.ماذا بعد حلب؟ هل انتهت الحرب؟ حتماً الحرب السورية لازالت قائمة بانتظار تحرير الرقة ودير الزور وإدلب والقضاء على أوكار الإرهابيين على الارض السورية إلّا أن الحرب الكبرى ستبدأ بعد انتهاء الحرب العسكرية حيث سيتم إعادة بناء المواطن بعد بناء الحجر، دون أن ننسى أن الحرب السورية ستعيد رسم خارطة سياسية إقليمية ودولية جديدة يتربّع على عرشها محور الممانعة.
التاريخ - 2016-12-07 8:16 PM المشاهدات 418

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم