الكاتب محمد الثائرتساقط الفكر الشيوعي... والداعشي أمام الفكر المحمّديفي باديء الأمر أود الاشارة الى ماهيّة الفكر الشيوعي، والفكر الداعشي وكيفيّتهما؟.الشيوعية مذهب فكري يقوم على الإلحاد وأن المادة هي أساس كل شيء ويفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل الاقتصادي. ظهرت في ألمانيا على يد ماركس وإنجلز، وتجسدت في الثورة البلشفية التي ظهرت في روسيا سنة 1917م بتخطيط من اليهود، وتوسعت على حساب غيرها بالحديد والنار. وقد تضرر المسلمون منها كثيراً، وهناك شعوب محيت بسببها من التاريخ، وهنا ايضا أود الإشارة الى إحتلال العراق من قبل الشيوعية ومَن تصدى لها.عندما طرح السيد الشهيد محمد باقرالصدر كتاب (فلسفتنا) في سنة 1959 ميلادية ليكون ردا -بحثا و نقدا- علميا وفلسفيا وفكريا على إطروحة الاشتراكية الشيوعية الجدلية الماركسية في العراق وفي العالم إنتاب الكثير من التيارات الفكرية داخل العراق وخارجه الذهول والغرابة لهذه الظاهرة الفلسفية والفكرية للامام السيدالصدر الغير متوقعة للواقع العراقي بشكل خاص، وللواقع العربي والاسلامي بشكل عام، ويبدو أنه لم يزل سرّ الغرابة والذهول.عندما دخلت الاشتراكية المادية الشيوعية للعراق في ثلاثينان القرن العشرين المنصرم لتتغول بابشع صورها في الخمسينات كان من اهم الاهداف التي رفعتها هذه الاطروحة المادية هو القضاء على كل مايمت بصلة للدين وللمعنوية وللاخلاق الاسلامية، وكان من ضمن بروبجندات المدّ الشيوعي الاشتراكي بهذا الصدد هو وسم الوجود الديني برجاله وبفكره وبتصوراته وبسلوكه بانه مجرد حفنة من الخرافات والاساطير التي لاتؤمن بعلم ولاتدرك فلسفة ولاتتعامل بمنطق مع الحياة والتطور ولهذا كان الاشتراكيون الشيوعيون العراقيون ينظرّون الى ان سبب تخلف الشعب العراقي وجموده هو الدين والاسلام ورجال الدين وحوزاتهم الدينية وغير ذالك، وما من نهضة وتطور وتقدم للعراق (حسب الطرح الشيوعي العراقي) وأنه سيرى النور بالقضاء على كل الظواهر الدينية واستئصال كل وجود لها متحرك داخل المجتمع وخارجه !!.بهذه اللحظة بالذات من تاريخ العراق الذي كان يغلي تمردا وثورة وتهسترا على كل ماهو ديني واسلامي واخلاقي... الخ أصدر السيد الصدر كتاب (فلسفتنا) لينزل للاسواق وهو عبارة عن (دراسة موضوعية في معترك الصراع الفكري القائم بين مختلف التيارات الفلسفية وخاصة الفلسفة الاسلامية والمادية الديالكتيكية الماركسية).عندها أُسقط بيد الاشتراكيين الشيوعيين العراقيين كلهم لتلقف عصى السيد الصدر الاسلامية وفكره وفلسفته كل مايأفكه المدّ الاشتراكي الشيوعي العراقي ضد الدين ورجاله والاسلام في هذا الوطن.وجاءت داعش، تشكّل تنظيم "داعش" الارهابي في نيسان عام 2013، وقدم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمى بـ "دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة الذي تشكّل في تشرين الأول/أكتوبر 2006 والمجموعة التكفيرية المسلحة في سوريا المعروفة بـ"جبهة النصرة". في هذه المرحلة التأريخية الخطرة التي تمر على الإسلام والأمة وشعوبنا العراقية والعربية بسبب هذا التنظيم او الدولة او بما يسطلح عليها "داعش" والفكر التكفيري الذي تبنّاه والذي غزى مجتمعاتنا وشعوبنا ودولنا ومناطقنا صار لزاما على علماء الأمة ومفكّريها ومثقّفيها بشكل عام التصدّي له ومجابهته ودفعه ودفع خطره ومفاسده وجرائمه عن شعوب الأمة، وايضا رد وتفنيد أفكاره التي إستقاها من إمامه ومنظّره ابن تيميّة ومَن تبعه في ذلك.في مقابل ذلك، ومن التجارب الفكرية العراقية السابقة، صار معلوما لشعوبنا أن المرجعية العراقية تتميز بالعلم والفكر والمعرفة والاخلاق والشجاعة والاخلاص لمواجهة التحديات الخارجية والدخيلة على الاسلام للحفاظ على الاسلام والمسلمين من كيد الاعداء ومواجهة الافكارالعقائدية المنحرفة الدخيلة على الفكر الإسلامي الأصيل، فهي تمثل الامتداد الحقيقي لرسالة الرسول الاعظم محمد صل الله عليه واله وسلم للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة الافكار المتطرفة التي تريد النيل من الاسلام, ومن اجل الانتصار للمظلومين والمستضعفين في ربوع الامة الاسلامية وإنقاذهم وإيصالهم الى بر الامان. فقد تصدى المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني لمواجهة الفكر التيمي (الداعشي) المنحرف والعدائي للاسلام وتكفيره الباطل للتشيع العلوي, ليضع النقاط على الحروف وليكشف زيف وضحالة وحشوية فكر التيمية الداعشي التكفيري, تحقيقا للسلم الاهلي وحفاظا على حياة المسلمين ومقدساتهم ونبذ التكفير والطائفية ,لأن الفكر التيمي هو الاساس والمنبع للفكر الداعشي في القتل والارهاب، والقضاء عليه لايتحقق إلا بسلاح العلم والشجاعة والاخلاص، وهذه من صفات المرجع العراقي الرسالي المتمثلة في وقتنا الحاضر بالمرجع الصرخي، ومن خلال سلسلة محاضرات في العقائد والتأريخ الاسلامي. وتحت شعار (بمحاربة الفكر الداعشي يعم الامن والسلام بالعراق).
التاريخ - 2016-12-21 11:16 PM المشاهدات 575
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا