عذاب بني اسرائيل على يد المهديبقلم / منير حسن الورديمنذ سنين طويلة وأمة العرب تعيش في ذل وهوان واحتلال وسيطرة اجنبية تامة على الأمة وعلى كل مقدراتها التي ذكرها الله تعالى بانها "خير أُمة أخرجت للناس"، فتحولت من أمة قائدة للأمم الى أمة سائرة وتسير وفق أجندات ومخططات الصهيونية اليهودية القذرة، ومع كل هذا وذاك ما زال الوعد الإلهي قائما بأن يرث هذه الارض لعباده المستضعفين، وبذلك ينتهي زمن الخضوع والخنوع وينتهي زمن الذلة والمسكنة وهذا هو الوعد الإلهي في دولة كريمة يقودها الإمام المهدي عليه السلام فيملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ضلما وجورا. وقد وعد الله بتسلط هذه الأمة على اليهود الذين أباحوا الحرام وانتهكوا الحرمات ودنّسوا الارض العربية فإرتكبوا أبشع الجرائم بحق المسلمين فكان قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۗ * إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ ۖ * وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) الأعراف167. هو وعد إلهي بأن هناك مَن يسومهم سوء العذاب الى يوم القيامة، ولكن مَن هو هذا الذي يسومهم سوء العذاب؟.قال المحقق العراقي المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في محاضرته الثانية عشرة من بحث (الدجولة المارقة.. في عصر الظهور.. منذ عهد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) والتي تبث أسبوعيا عبر قناة اليوتيوب التابعة لمركزه الاعلامي ضمن سلسلة (بحوث في العقيدة والتاريخ الاسلامي):"الآية تشير الى استمرار هذا الذل عليهم، استمرار هذا العذاب عليهم، يسلط عليهم شخصًا أو قومًا أو مجموعة أو يسلط عليهم أمة تسومهم سوء العذاب ويستمر هذا إلى يوم القيامة" ، وألفَتَ المحقق الصرخي الى ما قاله القرطبي في تفسيره بان "القوم انها أمة محمد هي الأرجح؛ لأنّهم سيبقون إلى يوم القيامة" حيث قال: "وأي بقاء لأمّة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم وتسلّطهم على اليهود وَأخْذ الجزية منهم إلى يوم القيامة؟!! إنّه بقاء الذل والهوان في الأمة، فأمّة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم صارت تُصَب عليها العذابات صبّا، وهذا واقع يخالف تمامًا الواقع الموعود الذي واعدنا الله تعالى به ونصّ عليه في قرآنه، فمتى يتحقق الوعد الإلهي؟؟ لا جواب عندكم أبدا إلا بالمخلِّص الإلهي الموعود في آخر الزمان".وقد إستغرب المحقق الصرخي من تفسير ابن كثير للاية الكريمة حين قال في تفسيره: "{لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ} أي على اليهود، {إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} أي بسبب عصيانهم ومخالفتهم أوامر اللّه وشرعه واحتيالهم على المحارم، ويقال: إن موسى عليه السلام ضرب عليهم الخراج سبع سنين، وقيل ثلاث عشرة سنة، وكان أول من ضرب الخراج، ثم كانوا في قهر الملوك من اليونانيين والكشدانيين والكلدانيين، ثم صاروا إلى قهر النصارى وإذلالهم إياهم وأخذهم منهم الجزية والخراج، ثم جاء الإسلام ومحمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، فكانوا تحت قهره وذمته يؤدون الخراج والجزية".في المقابل، كان رد المحقق الصرحي فاضحا لتفسير ابن كثير حيث قال: إذن سيبعث عليه من يسومهم سوء العذاب الى يوم القيامة، من الذي يبعث؟ الله سبحانه وتعالى، وقالو يفرض عليهم الجزية ...هل إنّ الله سيبعث عليهم كافرًا يجني منهم الجزية؟ هل سيجعل الله الكافر يجني من الجزية إلى يوم القيامة؟ إذا أتى الكافر، إذا أتى الظالم، إذا أتى الفاسق، إذا أتى الدجال، إذا أتى إبليس، هل سيكون هؤلاء ( اليهود) مع هذا الفاسق الدجال الشيطان أم يكونون ضده؟ ...إذن فيكف يجمع ابن كثير بين الفاسق والفاجر والمنحرف والوثني والكافر وبين محمد وأمة محمد؟!!، ... كيف يقرن بين النبي محمد وأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضًا موسى عليه السلام، يقرن الصلاح الفلاح الإيمان القدس الطهارة الإلهية مع الآخرين مع الوثنية مع الشرك مع الكفر؟!! والنص واضح: إنّه عبارة عن جعل من الله سبحانه وتعالى في أنّه جعل إلى يوم القيامة، فهو بلحاظ المجعول، بلحاظ من يجعله الله فهذا الخطاب ليس بلحاظ بني إسرائيل ستكونون بكذا وسيحصل عليكم كذا، وإنّما الخطاب بلحاظ الجهة التي ستسلط عليهم".وقد حدّد الصرخي في إستدلاله العلمي تلك الجهة وذلك المخلص والمنقذ والقائد الذي يسوم اليهود وبني اسرائيل سوء العذاب الى يوم القيامة وشخّصه بأنه الإمام المهدي عليه السلام واتباعه بقوله: "إذن لا خلاص من هذا إلا باليوم الموعود، والمخلص الموعود، ... وبالوزير المسيح الموعود " لانهم سيبقون الى يوم القيامة وليس تلك الامم المنقرضة فضلا على ان اليهود الان يعيشون باموال وخيرات واراضي المسلمين فالوعد الالهي في هذه الاية هو في قابل الايام وليس في تلك الاقوام المنقرضة كما وصفها ابن كثير في تفسيره".
التاريخ - 2016-12-28 8:42 PM المشاهدات 1011
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا