شبكة سورية الحدث


الثورة السياسية ليست نهاية المطاف

الثورة السياسية والتغيير السياسي والاصلاح الاداري ليست نهاية المطاف في سورية الجديدة المتجددةعبد الرحمن تيشوري / باحث وكاتب وخبير سوريإنما هى بداية ثورة سورية ثقافية وعلمية وأخلاقية وادارية تبدو سورية بحاجة ماسة إليها فى الوقت الراهن حتى تبنى مشروعها الحضارى الجديد المتجدد. ومن هنا يجب أن تحوز بلادنا نظاماً تعليميّاً  متطورا يشجع على النقد والإبداع والتحليل والتركيب والفهم، وتحظى بخطاب دينى عصرى يتفاعل مع مشكلات الواقع ويحض على الإشباع الروحى والسمو الأخلاقى والنفع العام، وتشرع فى بناء مسار حقيقى للبحث العلمى الجاد فى الإنسانيات والطبيعيات على حد سواء. وقد باتت الحاجة إلى هذه الثورة ماسة بعد أن أطل الإرهاب الأسود برأسه، ناهيك عن التطرف الدينى والتخلف الاجتماعى والأمية السياسية والثقافية، وتراجع القوة الناعمة لسورية، أو عدم بلوغها المستوى المأمول، أو المتناسب مع طاقتها الكامنة الكبيرة وبعد تدمير اوباش العالم للاقتصاد السوري والبنية التحتية السوريةلقد حان الوقت لتنهمك القوى الاجتماعية السورية الوطنية النظيفة كافة فى بناء وتعزيز وجود ودور المؤسسات الوسيطة مثل النقابات المهنية والعمالية واتحادات الفلاحين والطلاب والشباب وهيئات المجتمع الأهلى والمدنى؛ فهذه الأبنية الاجتماعية هى التى تصون النظام الديمقراطى العادل ونحن نرى انها ما زالت خجولة في سورية لاسيما حركات المجتمع الاهلي والمدني.ولم يعد أمامنا – كقوى ديمقراطية وطنية اجتماعية - من سبيل سوى أن نناضل جميعاً من أجل ترسيخ هذه المبادئ وتحقيق هذه الأهداف، أفرادا كنا أو قوى وأحزاب سياسية أو حركات اجتماعية، ولذا فالكل مدعو للتفاعل الخلاق مع هذا النداء، مع التخلي عن تغليب المصالح الضيقة، وإنكار الذات في سبيل مصلحة الوطن العليا / سورية الجديدة القوية الواحدة المتجددة /.لقد بادرنا بقطع خطوة واسعة في اقتراح بدائل في المجالات عدة، سياسية واقتصادية وادارية واجتماعية وثقافية وأمنية، مساهمة منا في إبداع بدائل متجددة لحل مشكلاتنا التي تعقدت في كل مناحي الحياة في سورية. وهذا الإبداع لا يجب أن يتوقف مهما تعنتت السلطة التنفيذية أو عمدت إلى وأد الأفكار والأعمال التي لا تأتي على هواها ومصالحها، فتلك السلطة  / الحكومة التي تعمل ضد مشروع الرئيس الاصلاحي / ليست باقية إلى الأبد، وليست قدرا محتوما.ولذا من الضروري أن يستند كل الجادين المخلصين إلى أفكارٍ عملية جاهزة، ليستخدموها في مواجهة التخلف، وفي الأخذ بأسباب التقدم والرقي، لنظفر في نهاية المطاف بدولة سورية قوية قادرة على النهوض وحماية أمنها ومصالحها، وتحقيق أحلام مواطنيها الذين يتحرقون شوقا إلى الحرية والعدالة، ويتطلعون إلى مستوى معيشة أفضل، وأن تمتلك دولتهم منعة وحصانة في مواجهة أي عدو أو طرف خارجي طامع.فيا أيها الشعب السوري العظيم، ويا أيتها الأحزاب والقوى والحركات المدنية المتمسكة بتغيير حقيقي، والراغبة في تحسين حياة السوريين إلى الأفضل، لقد حانت لحظة "صناعة البديل" ورفع رايته وطنية مدنية خفاقة يشيرون إليها، ويقفون تحتها، كي تخرج سورية العظيمة من ضيق الآني الضيق إلى براح الآتي الواسع.
التاريخ - 2017-01-20 9:12 PM المشاهدات 638

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم