شبكة سورية الحدث


الاستدارة التركية في سوريا حاجة وليست عن قناعة

الحدث - بقلم الباحث : محمد نادر العمري أن الوصول إلى تحقيق وقف إطلاق نار في سوريا لا يتوقف على إقناع الجماعات المسلحة بذلك، إنما هو مرتبط بالدول المؤثرة على هذه الجماعات، وبالتالي فإن نجاح تنفيذ بنود البيان الختامي الذي صدر اليوم في أستنة عبر ترسيخ وقف العمليات القتالية وإيجاد آلية صحيحة لتطبيقه وضمان مراقبة تنفيذه على أرض الواقع والانتقال إلى محاربة الإرهاب، هو رهن الإرادات الإقليمية والدولية ولا سيما في ظل ضبابية مواقف الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة ترامب الجديدة.وأكد العمري أن الحكومة السورية لطالما تعاملت بإيجابية مع كل مساعي حل الأزمة سياسياً والدليل على ذلك وجودها ومشاركتها في كل الاجتماعات التي دعيت إليها سواء في الأستانا مع ممثلين عن الجماعات المسلحة أو ما سبقها من مفاوضات في جنيف أو فيينا أو موسكو.وأضاف العمري أن غلبة الطابع العسكري على مباحثات الأستانا أمر طبيعي لأنها تختص في العمل على تثبيت وقف إطلاق النار ومن ثم الانتقال إلى فصل الجماعات الإرهابية المتشددة عن الجماعات الأخرى، للتوصل إلى التشاركية في مواجهة الإرهاب ولاسيما داعش والنصرة ، ليتم بعد ذلك الانتقال إلى وضع مسار الحل السياسي.وتعليقا على تصريح الجعفري الذي أكد من خلاله أنه لن يكون هناك حوار يجمع الحكومة السورية مع الحكومة التركية، شدد العمري على أنه لا يمكن إجراء حوار سوري تركي في ظل الظروف والمعطيات الحالية، خصوصاً أن الجانب التركي هو معتد على الدولة السورية وفق ميثاق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من خلال تدخله العسكري المباشر سواء من خلال قوات درع الفرات التي تتبع له مباشرة أو نشره الجنود الأتراك في بعض الأراضي السورية واستمراره في دعم المجموعات الإرهابية، مؤكداً على أن الحديث عن استدارة تركية بشكل كامل هو خاطئ وبعيد عن الواقعية السياسية والميدانية، وهذا ما تفهمه الحكومة السورية جيداً التي لاتثق بالنوايا التركية.ولفت العمري إلى أن الاستدارة التركية التي باتت واضحة مؤخراً هي مجرد محاولة تركية للحفاظ على ما أمكن مما تبقى لها من مصالح في المنطقة، خصوصاً بعد أن ضرب الإرهاب عمقها، وبات تهديداً رديفاً للخطر الأكبر الذي يقلق أردوغان والمتمثل بإمكانية تمدد النفوذ الكردي في تركيا عابراً حدودها الجنوبية، إضافة إلى إنغلاق أبواب الاتحاد الأوروبي أمامها، مبيناً أن كل هذه الأسباب تؤكد أن الاستدارة التركية الجزئية هي نابعة عن حاجة ليست عن قناعة، لذا فإن أبسط ما يمكن أن تقوم به الدولة السورية هو رفض أي حوار معها.
التاريخ - 2017-01-25 1:17 PM المشاهدات 710

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم