الحدث - بقلم : بسام القاضيمنذ زمن بعيد نسمع جميعنا قصصاً عن ما يفعله "الجنّ" بالنساء! أو بعضهن! سواء في الحلم أو في الواقع كما يزعمن.وكثيراً ما تتداول الصحف (سابقاً) والفضائيات والمواقع الالكترونية قصصاً من هذا القبيل. كان آخر ما اطلعت عليه هو شكوى من امرأة لمقدّم برنامج "كلمة السر" الذي يبث على قناة ام بي سي مصر، تقول فيها إنها لا تتوقف عن الحلم بجنّ "يعاشرها"!مقدّم البرنامج، د. مبروك عطية، أدلى بدلوه بإجابة هي واحدة من أكثر الإجابات شيوعاً، إذ قال أن السبب إما "عدم استمتاعها مع زوجها" إن كانت متزوجة، أو أنها "شبقة" إن لم تكن! ونصحها بالزواج في الحالة الثانية!إجابة أخرى شائعة جداً في مثل هذه القصص تتحدّث عن "نقص" في إيمان المرأة التي تحلم بمثل هذه الأحلام. و"تلبس" شيطاني لجسدها وروحها إن كان ذلك "يحدث"، وليس مجرّد حلم.لا بأس. بغضّ النظر عن الإجابات، فما دام بعض الناس مقتنعين بوجود الجن، وما دامت الصورة التقليدية عن الجن أنهم خارقو الجمال (نساء ورجال) كما هم خارقو "الإمكانية" في المضاجعة، فمن الطبيعي أن يحتلوا الأحلام. خاصة أن الواقع في هذه المنطقة من العالم جعل "المنام" فسحة للوجود معقولة أمام لا معقولية الواقع نفسه!لكن السؤال:لماذا لا تأتي مثل هذه الإجابات حين يتحدث رجال عن معاشرة "الحوريات" أو "الجنيات" لهم؟ في المنام أو في الواقع؟ بل لماذا لا يشكو الرجال أصلاً هذه "الحالة"؟!وفيما لو شكا أحدهم من ذلك على فضائية ما، فكيف سيردّ "المقدم" المتمكّن العارف الواصل؟!لعله سيقتبس من الواقع نفسه. فما دام "الواقع" يسمح للرجل بأن يتزوج حتى أربع نساء في وقت واحد، والواقع "الجديد" لدى مسوخ الإسلام السياسي ،كالدواعش مثلا، يفتحون الباب لعدد لا نهائي من الجواري والإماء الحسان، فلن تكون هناك مشكلة من أي نوع أن "يحلم" الرجل بمضاجعة الجنيات والحوريات، وربما أن يضجاعهن "حقاً وفعلاً"!لا توجد منطقة في العالم لا يتخيل فيها الناس، رجالاً ونساء، مثل هذه الحالات. فهي جزء من "الطبيعة" النفسية للبشر. وقد لا توجد أيضاً منطقة ليس فيها بعض المؤمنين بخرافات كقصص الجن وما شابه..لكن "ترتيباً" مدروساً قد يضعنا، هذه المنطقة من العالم، على رأس قائمة الشعوب من حيث عدد "المتمكنين العارفين الجهابذة" الذين يتفنّنون في إعادة تدوير ونشر هذه الأفكار، والتفاعل معها بـ"جهبذية" نادرة، تؤدي دائماً إلى النتيجة نفسها: استمرار "البرنامج" الذي يحصد الأموال إلى جيوب أصحاب هذه "المنابر"، وبالتالي إلى جيب هذا "الجهبذ".
التاريخ - 2017-02-28 12:42 PM المشاهدات 833
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا