هذه هي أنقرة، لم تتغير بعد والسياسة العامة لا تزال تدور في فلك اللعب على الحبال، والتملق، والنفاق أكثر فأكثر، لكنها تحت هذه العناوين كلها، تستجدي، لماذا؟، هذا هو السؤال المهم.ذلك الدبلوماسي التركي الذي حاول مصافحة رئيس الوفد السوري المفاوض في جنيف الدكتور بشار الجعفري، كان يحمل هم حكومته التي تحاول القفز على الأغصان المتشابكة للمفاوضات، فالموقف التركي حرج جداً لاسيما بعد عودة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان من جولته الخليجية التي راهن من خلالها، على بعير أعرج، فتلك الدول لن تمنحه ما يريده وهو رأى بأم عينيه أن الوهن الذي يعتريها أكبر حجماً من الوهن الذي يعانيه نظامه إزاء ما يجري في الشرق الأوسط.حينما خرق الجيش التركي السيادة السورية في مدينة الباب، كانت الفاتورة العملياتية باهظة جداً، فـ400 قتيل من الجيش التركي هو رقم كبير بالنسبة لعملية مدينة الباب، ونظام أنقرة لا يملك حلّاً لهذه المعضلة أي أن النية بمزيد من الخرق والتوغل ستكون ذات أبعاد لا تحمد عقباها، أما سياسياً فالأمور إلى تأزّم كما تستشعر أنقرة وتحاول التغافل، فالشعرة الدبلوماسية التي كانت تحاول الإبقاء عليها مع موسكو وطهران تكاد تنقطع، والبعير الخليجي الأعرج والمترهل، لا يمكن أن يوصل أنقرة إلى ما تريد بعد أن امتطت كافة أنواع "الأنعام" الأخواني والوهابي للوصول إلى كرسي السلطنة ولم تفلح.إنه أمر أكيد، بعد جولة أردوغان الخليجية أن أنقرة وصلت إلى قناعة أن قلة الخيول أجبرتها كي تسرج على البعير، هذا الموقف يؤرق العاصمة التركية التي قد تصل إلى وقت لا تستطيع فيه التنسيق إلا مع دول كالسعودية والبحرين وقطر، وأنقرة لا تنظر إلى هؤلاء على أنهم حليف قوي وموثوق يمكن العمل معه ضمن فريق واحد.ليس مهماً ما كانت تريده أنقرة بعد محاولتها مصافحة رئيس الوفد السوري، المهم الرسالة السورية، دبلوماسيو دمشق لا يتحدثون كثيراً ويقدمون "الزبدة" عادة، على خلاف الوفد المقابل الذي يكثر من الكلام، أما إدارة الظهر فالمغزى منها واضح، هو أن دمشق لا ترى في أنقرة إلّا طرفاً إرهابياً وليس طرفاً لديه صندوق يحتوي الحل أو ورقة منه، تركيا فقدت ثقلها تماماً في المنطقة وليس في هذا الملف وحسب، بعد كل هذا الوقت الطويل من مرافقة الإرهابيين والسفاحين والانتحاريين.
التاريخ - 2017-03-04 8:36 PM المشاهدات 792
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا