تعرضت الوحدة الوطنية في العراق إلى تصدع وتفتت وبشكل واضح بعد عام 2003م بسبب التجاذبات السياسية والصراعات الطائفية التي زرعها المحتل وعملائه وانخدع وانجر إليها عدد كبير من شرائح المجتمع التي وضعت ثقتها بالسياسيين كممثلين منتخبين لفئات الشعب وأطيافه ، بعد أن صمت الآذان عن نداء المرجعية العراقية وصوت المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي (دام ظله) وهو يحذر من الاحتلال وأذنابه من السياسيين ومصالحهم وأطماعهم وتدخل دور الجوار في الشأن العراقي والحذر من الوقوع في فخ الطائفية البغيضة، ولم يستفق الشعب إلا وهو يرى النتيجة أن الأخ يقتل أخيه بدم بارد وباسم الإسلام، ووقف الشعب متحيراً مذهولاً لما يحصل ولا يعرف كيف الخلاص، فما كان من أصحاب المشروع الوطني العراقي مرجعية السيد الصرخي (دام ظله) إلا تمد يدها مرة ومرة ومرة محاولة انتشال هذا الشعب المسكين من هذا المنزلق الخطير واحساساً منها بمسؤوليتها أمام الله سبحانه ورسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمام التأريخ والإنسانية.وبعد الهجمة البربرية التي يقودها تنظيم داعش الإرهابي على العراق باسم الإسلام ، وقتل الناس بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم فلم يسلم المسلم وغير المسلم الشيعي والسني المسيحي والايزيدي وغيرهم ، أصبحت اللحمة العراقية بخطر حقيقي يهدد وجودها وتأريخها الذي يمتد مع تأريخ العراق وحضاراته ، فكان المهرجان الذي يحمل عنوان ((الحسين نهج للتعايش بين الأديان .. تجسيد حي للتلاحم الوطني)) ، خطوة رائعة لأشعار العراقيين والعالم بأن أبناء هذا البلد لم ولن يتوقفوا عن لم الشمل العراقي ، وأن هناك مرجعية وطنية حكيمة لا تنسى أبناءها ووطنها ، فأقيم هذا المهرجان برعاية مرجعية السيد الصرخي (دام ظله) في عدد من المحافظات العراقية وبحضور ممثلي جميع الأطياف العراقية وممثلي الأحزاب الوطنية ورجالات الأجهزة الأمنية وشويخ العشائر الأصيلة .وقد حمل هذا المهرجان اسم الحسين ، ومن هو الحسين ، هو اسم لرجل وهو الأ مام الحسين بن علي بن ابن فاطمة ابن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) نبي الإسلام ، ولكنه أصبح على مر السنين اسم لثورة يرى كل ثائر ومظلوم انه ينتمي إليها وإلى ذلك الاسم.وكان هذا المهرجان جزء من التوجه العام لشد أزر المجاهدين من الجيش والشرطة والحشد الشعبي من أبناء العراق الذين يحاربون الإرهاب الداعشي ، وجاء هذا المهرجان مسايرا للضربات العلمية الموجعة التي وجهها المرجع السيد الصرخي (دام ظله) إلى ذلك الفكر التكفيري الداعشي والذي يستند إلى قواعد فاسدة وأفكار منحرفة ولدت وعاشت في جسد الإسلام وسجل التأريخ لها بصفحات سود وهي امتداد لأفكار خلفاء بني أمية ومن تابعهم وأسس لفكرهم أمثال ابن تيمية الحراني المجسم وأتباعه من الوهابية التكفيريين ، وعن طريق محاضرات عقائدية تأريخية تحليلية هدم بها المرجع الصرخي أفكار ابن تيمية وأتباعه الدواعش وجعل منهم اضحوكة للدهر .ولم تنسَ مرجعية السيد الصرخي عوائل وأبناء الشهداء والمجاهدين من قواتنا الأمنية والحشد الشعبي ، فكان وجودهم قد سكن في قلب المرجع الصرخي واتباعه ، فكان مهرجان (الحسين نهج للتعايش بين الأديان .. تجسيد حي للتلاحم الوطني ) مكرماً وداعماً لهم معنوياً ومادياً.فسلام على الحسين الشهيد الذي جمع الأهل بدمائه ومنهجه ومبادئه، والسلام على العراق و شهداء العراق ومرجعية العراق وأبنائها وهي تقف صفاً واحداً ضد أي اعتداء وخطر يمس العراق وأهل العراق بكل أطيافه وانتماءاته .https://www.youtube.com/watch?v=mw2UN6ZIcIE
التاريخ - 2017-03-05 8:14 PM المشاهدات 1140
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا