شبكة سورية الحدث


قل لي ماذا تملك.... أقل لك من أنت !!؟ بقلم علا زعزوع

بعد مضي ست سنوات على الأزمة السورية التي عانى المواطن السوري خلالها أصعب الظروف التي يمكن أن تعصف بإنسان وأكثرها مرارة إلا أن بصبره وإيمانه القوي أبى إلا أن يجد لنفسه سبيلاً للعيش فحاول أن يتأقلم ويتعايش قدر الإمكان مع الواقع المرير. ولكن وبعد أن أضحت المادة هي كلمة الفصل وغدت المهيمنة والمسيطرة في زمن أصبح يقاس فيه المرء على قدر مايملك من نقود، بات المواطن السوري يحلم كل ليلة ليس بمنزل أو بسيارة لأن مثل هذه الأشياء أصبحت ضرباً من المستحيل إن صح التعبير بل اقتصرت أحلامه على أوجاعه بتأمين الاحتياجات اليومية الضرورية . نعم في زمن أصبح فيه الدولار الوسيلة الوحيدة للتعامل والارتفاع اليومي وتفاوت أسعار جميع المواد المتواجدة في الأسواق مرتبط بشكل كبير بالدولار يبقى المواطن السوري الضحية...ضحية ارتفاع الأسعار الهستيري ومحدودية الدخل الذي لا يتوافق ولا بأي حال مع الغلاء ليستيقظ ويرى نفسه داخل متاهة لا مخرج لها ليقف لاحول له ولا قوة. أبو وليد رجل ناهز الأربعين من العمر من سكان مدينة حمص موظف حكومي ولديه خمسة أولاد لايزالون في المرحلة الدراسية يقول " راتبي لا يتجاوز 27 ألف أعيش مع زوجتي وخمسة أولاد لا تنتهي احتياجاتهم ولا تقف عند حد من مأكل وملبس ولوازم مدرسية إن عملت ليل نهار لايمكنني أن أوفر مايساعدني على قوت الحياة، أسير يومياً في الشوارع من دكان خضروات لآخر لأنظر إلى قائمة الأسعار وأقارنها مع ما أملك في محفظتي لتقتصر عملية الشراء وبعد المشي لساعات على نصف كيلو من نوع واحد من الخضار أما عن الفاكهة فحدث ولا حرج أصبحت في أحلام الأطفال داخل الغيوم البيضاء، أعلم أننا في ظل أزمة شرسة بل ولربما أشرس وأعنف الأزمات وعلينا التحلي بالصبر والقوة ولكن هذا لايعني أن نطوي دور تجار الأزمة الذين يزيدون بالأسعار ويحتكرون المواد دون حسيب أو رقيب وعندما تحاول أن تسألهم عن السبب بالطبع الجواب يسبق السؤال الدولاااااار." أتعجب حقاً لماذا لم أسمع بالدولار من قبل ولماذا أصبح تعاملنا مقتصراً على الدولار، وماهو الدولار؟ ومن أين أتى؟ وماذا يعني بالنسبة لنا؟ وكيف دخل حياتنا؟ ثم أين ليرتنا السورية من كل ماتقدم ؟ وهل مطلوب منا الدلورة (نسبة إلى الدولار)؟ أن نتدلور ونلغي لفظ الليرة، إنها فعل العولمة الأمريكية المتوحشة. نعم لو كان هناك وعي وثقة بالليرة السورية لما كان هناك مايسمى دولار. عندما نضع قضية بهذه الأهمية والتي تمس حياة كل مواطن سوري أمام المسؤولين وأصحاب القرار والنفوذ تكون الإجابات دائماً تنتمي لعالم افتراضي بعيد كل البعد عن الحقيقة وندخل في معمعة الإعلانات والدعايات التي تعنون بالخط العريض ( سنفعل ما بوسعنا) ولكن متى وكيف وأين لا أحد يعلم ليبقى المواطن السوري بين هذا وذاك صامداً صابراً متحدياً مؤمناً متمسكاً بأرضه وبوطنه منتظراً فرجاً عله قريب أو معجزة إلهية تقلب المقاييس وتخلق واقعاً يسوده العيش الرغيد.بقلم علا زعزوع
التاريخ - 2017-03-21 8:02 PM المشاهدات 803

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم