منذ أن ظهرت التنظيمات الفكرية ذات الصبغة الارهابية و ارواح الابرياء تحصدليل نهار ، و الاعراض تنتهك و المقدسات يُضرب بها عرض الحائط وكل يوم نسمع منعلى شاشات التلفاز العديد من التصريحات الاعلامية و عقد التحالفات العالميةوهي توحي بقرب زوال تلك التنظيمات التي عاثت الفساد و الافساد في مختلف ارجاءالمعمورة لكنها في الحقيقة لا تعدو أكثر من حلول ترقيعية لا جذرية ، فالقيادات السياسية و القوى العسكرية و الاستخباراتية كلها تمسكت بخيارالمواجهة المسلحة ضد داعش و اعتبرته الخيار الوحيد الذي سيحقق لها النصر والغلبة عليه ، فرغم الكثرة في العدة العدد الذي امتلكته القوى المتحالفة إلاان ذلك لم يجدِ نفعاً ولم يحقق الهدف المنشود ، فداعش تتبنى فكراً و معتقداً وتوحيداً تعتمده سلاحها الاكثر فعالية في الحرب التي تخوضها و إلا من أين تأتيبالمجاهدين و الانصار ؟ هل بقوة السلاح ؟ يقيناً الجواب سيكون كلا بل من خلالنشر فكرها و ترسيخ عقائدها و إشاعة توحيدها الخرافي الاسطوري بين الناس فيقعالمغرر بهم و الهمج الرعاع ضحية لذلك الفكر المتطرف وتلك حقائق يجب أن لا نغضالطرف عنها فيجب علينا دراستها ملياً و من ثم إيجاد الحلول المناسبة لها ،فهذه أدواتٍ مهمة في تحقيق مكاسب كبيرة في الحرب على داعش و البداية المثلى فيالقضاء على هذا التنظيم الضال من خلال تجفيف منابعه عبر رسم الخططالاستيراتيجية الناجعة التي تحلل تكوينة داعش و تكشف حقيقة توحيده و فكره وعقائده التي يسعى لنشرها و ترسيخ جذورها في المجتمع الاسلامي وهذا ما لا تعيحقيقته القيادات و الشعوب الاسلامية في الوقت الحاضر وهذا مما يؤسف له فياقادتنا و زعماءنا الاسلاميين هل حققتم اهدافكم و قطعتم دابر الارهاب بالسيف والبندقية ؟ فخيار السلاح أشبه ما يكون بالحلول الترقيعية و تغيب متعمد للحلولالجذرية الناجحة ! فإلى متى نتجرع كأس مرارة الخراب و الدمار ؟ أما آن الاوانيا مسلمين لننتصر لديننا ، و نرفع الحيف و الضيم الذي لحق به من داعش ؟ فلنشقجدار الصمت و نواجه الفكر بالفكر و نجادل بالحسنى كي يرى العالم الصورةالناصعة المشرقة لإسلامنا الاصيل وهذا ما شدد عليه رجل الدين الشيعي الصرخيالحسني في محاضرته (29) من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمي الجسميالاسطوري في 28/3/2017 بقوله : (( لاحظوا تكفير مطلق، فلا توجد نهاية لهذاالتكفير وللمآسي التي يمر بها المجتمع المسلم وغيره إلّا بالقضاء على هذاالفكر التكفيريّ، وما يوجد من حلول – إن سُمّيت حلولًا- فهي عبارة عن ذرالرماد في العيون، وعبارة عن ترقيعات فارغة، ولا جدوى منها إذا لم يُعالج أصلوفكر ومنبع وأساس التكفير، أمّا الحلول العسكريّة والإجراءات الاستخباراتيّةوالمواقف الأمنيّة والتحشيدات الطائفيّة والوطنيّة والقطريّة والقوميّةوالمذهبيّة والدينيّة فهذه لا تأتي بثمرة إذا لم يُعالج الفكرالتكفيريّ ومنبعه.((بقلم الكاتب العراقي حسن حمزة
التاريخ - 2017-04-03 7:02 PM المشاهدات 722
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا