خاص - الحدث - بقلم الكاتب العراقي حسن حمزة مع تسارع الاحداث و تبعثر الاوراق لملوك و سلاطين دولة داعش فإننا نكتشف كليوم بدعة من بدع تلك الدولة الغريبة العجيبة التي ما لبثت أن ملئت روائحهاالنتنة مختلف اصقاع المعمورة ، فمنهجها ظاهره اسلامي و باطنه واقعاً و مضموناً لا يمت لديننا الحنيف ، فهذا ما يثير في نفوسنا العديد من الاستفهامات التيتحمل في طياتها الكثير من العجائب و الغرائب التي جاء بها ذلك التنظيم الذي لايُعرف اصله و فصله ، من أين جاء ؟ ماذا يريد ؟ تساؤلات و استفهامات تحتم عليناأن نجلس على طاولة النقاش و نجد لها الاجابات الصحيحة حتى نتمكن من تحليلالطبيعة التكوينية لداعش وماهية الاهداف و الغايات التي يسعى لتحقيقها على ارضالواقع ؟ فبعد أن اتضحت اغلب خيوط اللعبة الداعشية فقد انكشف الكثير منافكارها الضحلة التي تخلو من معاني الانسانية النبيلة فضلاً عن افتقارها لقيمو مبادئ الاسلام خاصة و أن داعش يتبنى فكراً جديداً و منهجاً يُقال عنه أنهاسلامي المنبع و الاساس و لنرى هل حقاً أنهم صادقون فيما يدَّعون أم أنه محضكلام معسول عارٍ عن الصحة و المصداقية ؟ فمثلاً الاسلام نهى عن الغدر والخيانة وخير ما يجسد لنا تلك الحقيقة البيضاء ما صدر من رسول الله ( صلى اللهعليه و ىله و سلم ) في صلح الحديبية و التزامه الكامل بالبنود التي اتفق عليهاالطرفان بينما نجد ملوك و سلاطين الدواعش سواء في الماضي و الحاضر يعتمدونأسلوب الغدر و الخيانة فيما بينهم وابن الاثير العالم و المؤرخ المعاصر لدولةالايوبيين ينقل لنا الاحداث بما هي فيقول في الكامل ( ج10ص163) ما نصه : (( وجعل ولد العادل بباب القلعة اميراً لا يترك شيئاً يدخلها من الاطعمة إلا مايكفيهم يوما بيوم ، فأعطى مَنْ بالقلعة ذلك الامير شيئاً فمكنهم من ادخالالذخائر الكثيرة ) فعجباً من تلك السياسات الغريبة العجيبة التي يتبعها قادة وحكام يتعاهدون فيما بينهم وبعد وهلة من الزمن تبدأ جذور الغدر و الخيانة تسعىسعيها في نفوسهم الضعيفة فينكثون عهودهم و ينقضون مواثيقهم أمام الدينار والدرهم و الغواني الراقصات فهي جذور متجذرة ومنذ غابر الازمان ! فأين العهود والمواثيق التي اكدت السماء على حفظها و أوجبت عدم نقضها مهما كان الظرف الداعيلذلك ؟ فيا أيها الدواعش الخارجة هل هذا هو فعل النبي و خلفائه الراشدين وصحابته السابقين ؟ فالعجب كل العجب مما عند داعش من افكار سقيمة و توحيد عقيمو منهاج ضحل لا يرتقي حتى كمنهاج يعطى لطلبة المراحل الابتدائية فكيف يريدونأن يجعلونه دستوراً تربى عليه الاجيال القادمة وهذا ما كشف عنه رجل الدينالشيعي الصرخي الحسني في محاضرته (29) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيدالتيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 28/3/2017 فقال الداعية الاسلامي الصرخي : ((أكيد سيمكّنهم من إدخال الذخائر الكثيرة، حيث الخيانة المتوقعة الدائمة عندالقادة والأمراء؛ لأنّها منهج وسلوك الملوك والسلاطين أولياء الأموروالموسوسين لهم فقهاء الغدر والتكفير أئمّة الضلال )) .
التاريخ - 2017-04-03 7:06 PM المشاهدات 671
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا